احتفل آثاريون وباحثون وعلماء فلك في مصر، أمس، بتعامد الشمس على معبد هيبس القديم، في مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد (600 كم جنوبي غربي القاهرة).
يأتي ذلك في ظاهرة فلكية يشهدها المعبد يومي السادس من سبتمبر، والسابع من أبريل في كل عام.
وأعلن رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية أيمن أبوزيد، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، أن أشعة الشمس المشرقة تعامدت على قدس أقداس المعبد حيث تسقط داخله متسلطة على نقش للمعبود «آمون رع» مع مجموعة من المعبودات الشمسية وذلك بالتوافق مع أحد أعياد المعبود «آمون رع».
وأشار إلى أن الظاهرة تأتي ضمن 22 ظاهرة فلكية تمكن باحثون مصريون من رصدها بالمعابد والمقاصير المصرية القديمة.
وقال الدكتور أحمد عوض، الباحث المتخصص في العمارة المصرية، لـ«د. ب.أ» إن الظاهرة تكشف عن نبوغ المصريين في علوم الهندسة والفلك، والتي تجلت في قدرتهم على توجيه المحور الرئيسي لمعبد هيبس، في واحة الخارجة بالوادي الجديد، بصحراء مصر الغربية، نحو معبد الكرنك المقام قرب نهر النيل بمدينة الأقصر، في صعيد مصر، وذلك بكل دقة رغم أن المسافة بينهما تتجاوز 200 كيلومتر، ليستقبل قدس أقداس معبد هيبس أشعة شروق الشمس من معبد الكرنك، باعتبار أن «الكرنك» هو مركز الكون وموطن شروق الشمس الأولى في العقيدة المصرية القديمة، وذلك خلال يومين بعينهما فقط من كل عام.
يذكر أن معبد هيبس، يعد أحد أهم وأكبر المعابد القديمة، التي أقيمت بصحراء مصر الغربية، ويضم توثيقا لقرابة 600 معبود عرفتها مصر والبلدان المجاورة.