وجد ملايين الأشخاص الغارقين في الفوضى أملا جديدا في كتاب “سحر الترتيب” لإعادة ضبط حياتهم، وجعلها أكثر سعادة وإشراقا، بخطوات سهلة وبسيطة، مستقاة من الفن الياباني في التنظيم وإزالة الفوضى.
الأمر ذاته تؤكده الدراسات الحديثة التي بينت أن هناك علاقة وطيدة بين تنظيم بيوتنا وبين طريقة تفكيرنا واعتدال حالتنا المزاجية.
حيث كشفت دراسة أجريت عن تأثير الفوضى على الصحة النفسية والعقلية، بأن الأشخاص الذين وصفوا أماكن معيشتهم بأنها غير منظمة، كانوا أكثر ميلا للحصول على مستويات أعلى من هرمون الإجهاد “الكورتيزول”؛ بينما كان أولئك الذين وصفوا منازلهم بأنها مريحة ومنظمة أقل توتراً وحزناً، من نظرائهم الفوضويين.
وعن علاقة الفوضى والازدحام بالحالة النفسية تقول دكتورة علم النفس السريري بأتلانتا نيها خورنا “إن وجود بيئة فوضوية أو مزدحمة يمكن أن يجعل عقلنا يشعر بأن حياتنا بشكل عام فوضوية أو غير منظمة، مما قد يزيد من شعورنا بالاكتئاب أو القلق، خاصة إذا كانت الأمور الأخرى في حياتنا مرهقة بالفعل؛ أو كنا نعاني من مشكلات لا يمكننا التحكم فيها”.
وتضيف خورنا: “من المنطقي بأن التقليل من المحفزات الكثيرة في وقت واحد عن طريق التنظيم والترتيب، يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض هذه المشاعر، لذلك من المفيد عند مواجهة مشاعر القلق، الانخراط في سلوكيات متكررة، مثل التنظيف والترتيب”.
فوائد الترتيب والتخلص من الفوضى
توصلت الأبحاث التي أجراها معهد برينستون لعلوم الأعصاب إلى أن عملية التنظيف والتنظيم تعد من أهم تمارين اليقظة الذهنية، حيث تجبرنا أنشطة روتينية بسيطة، مثل ترتيب السرير أو تنظيف المطبخ أو طي الملابس على التركيز على الحاضر، وتصفية أذهاننا من أي أفكار، بخلاف المهمة التي نقوم بها بالإضافة إلى فوائد صحية وعقلية أبرزها:
● تحسين التركيز
● تحسين المزاج
● السرعة في اتخاذ القرارات
● الهدوء والاسترخاء
● زيادة النشاط البدني
● تحقيق الأهداف وزيادة الإنتاج.
تحذر الأخصائية النفسية الإكلينيكية نيها ميستري من عادات الفوضى العشوائية التي يمكن أن تسلبنا التحفيز الذاتي والتركيز على ما نريد القيام به.
في المقابل يعتبر التنظيم شكلا من أشكال الرعاية الذاتية لذلك تنصح الدكتورة مستيري المبتدئين في التعامل مع الفوضى بالخطوات التالية:
ضبط عداد الوقت
لبدء روتين التنظيف والترتيب، يجب معرفة مقدار الوقت الذي يمكننا القيام به للتنظيف أو الترتيب في حيز مكاني واحد كتخصيص 15 إلى 30 دقيقة، ثم ضبط عداد الوقت وبمجرد أن يرن العداد تكون المهمة قد انتهت، دون الشعور بالإرهاق.
الحصول على مساعدة خارجية
إذا كان الوضع مزريا ولا يستطيع الأشخاص استعادة النظام في المكان الذي تعمه الفوضى بمفردهم، يجب طلب المساعدة من الأشخاص المقربين أو من العاملين في هذا المجال لأن ذلك سيحد من تفاقم المشكلة ويخفف من حدة المشاعر السلبية.
الاستمرار في الجرد والتوثيق
يجب أن تكون عملية جرد جميع الأشياء الخاصة بنا مستمرة، وللتخلص من الفوضى بانتظام يفضل جدولة جلسة تنظيف شهرية، ووضعها في التقويم الخاص بنا.
اتباع التسلسل الصحيح للترتيب
ينصح خبراء الترتيب البدء بترتيب الملابس أولا ثم الكتب، ومن بعدها الأوراق، تليها الأغراض العامة المتفرقة، وأخيرا الانتقال للأشياء التي تحمل قيمة عاطفية بالنسبة للأشخاص، فالالتزام بهذا التسلسل يعتبر منطقيا ويساهم في انجاز المهمة بشكل سهل وسريع.
إنشاء مناطق للتذكير المرئي
بعد عملية التنظيف يفضل ترتيب الأشياء مع مراعاة التذكير المرئي للأشياء المهمة، وقد يساعد تصميم أرفف جديدة لوضع الأشياء التي ليس لها مكان على ترتيبها بطريقة أنيقة ومنظمة ومرئية.
اعتماد معاييرك الخاصة في الترتيب
حتى لا نرجع لحالة الفوضى يجب أن يكون الترتيب مبني على معاييرنا الخاصة بنا، من خلال احترام إحساسنا حيال كل غرض، لا سميا تلك الأشياء التي نشعر اتجاهها بالفرح والرضا.