تحت عنوان: “سباق نحو الفضاء.. طموحات الصين تسرع عودة الأميركيين إلى القمر”، جاء في موقع “الحرة”:
أشار تقرير لوكالة أسوشيتد برس، إلى محاولة الصين منافسة الولايات المتحدة في مجال الفضاء، ومساعيها للهبوط على القمر واستغلال موارده، حيث تعمل بكين جاهدة لانتزاع الريادة من واشنطن عبر برامج علنية وأخرى سريّة لأغراض عسكرية. ويدفع الطموح الصيني، جهود وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” للعودة إلى القمر قريبا، وإنشاء أولى القواعد هناك.
يأتي هذا التنافس، وفق التقرير، في الوقت الذي تواكب الصين بسرعة إنجازات الفضاء المدنية والعسكرية للولايات المتحدة وتحقق إنجازات جديدة خاصة بها.
تسليح الفضاء
وأضاف التقرير: “يوضح قادة استخباراتيون وعسكريون وسياسيون أميركيون أنهم يرون مجموعة من التحديات الاستراتيجية للولايات المتحدة في مواجهة برنامج الفضاء الصيني، وذلك في صدى التنافس السابق إلى القمر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال ستينيات القرن الماضي. فعلى الجانب العسكري، تتبادل الولايات المتحدة والصين الاتهامات بالتسابق نحو “تسليح الفضاء” إذ يحذر كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين من أن الصين وروسيا تبنيان قدرات منافسة لأنظمة الأقمار الاصطناعية التي تدعم المخابرات الأميركية والاتصالات العسكرية وشبكات الإنذار المبكر”.
لكن هناك أيضا جانب مدني لسباق الفضاء، وفق ذات التقرير، حيث تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن تأخذ الصين زمام المبادرة في استكشاف الفضاء والاستغلال التجاري، وريادة التقدم التكنولوجي والعلمي الذي من شأنه أن يضع الصين في المقدمة.
وفي الصدد، قال السناتور الجمهوري من ولاية أوكلاهوما، جيم إينهوف، هذا الأسبوع، خلال جلسة استماع للقوات المسلحة بمجلس الشيوخ: “في عقد من الزمن، تحولت الولايات المتحدة من زعيمة لا جدال فيها في الفضاء إلى مجرد واحدة من اثنين من أقرانها في المنافسة” ثم تابع محذرا “كل شيء يقوم به جيشنا يعتمد على الفضاء”.
أقطاب التنافس
وستحاول “ناسا” إطلاق صاروخها الضخم الجديد إلى القمر ضمن المهمة المعروفة باسم “أرتيميس 1” في 23 أو 27 ايلول، بعد محاولتين فاشلتين بسبب مشاكل فنية، على ما أعلن المسؤول في وكالة الفضاء الأميركية، جيم فري، خلال مؤتمر صحفي، قبل أيام. وبالمثل، تهدف الصين إلى إرسال رواد فضاء إلى القمر، فضلا عن إنشاء محطة أبحاث روبوتية هناك.
وتنوي كل من واشنطن، وبكين إنشاء قواعد لأطقمها على القطب الجنوبي للقمر.
وانضمت روسيا إلى برنامج القمر الصيني، في حين انضمت 21 دولة إلى الجهود التي أطلقتها الولايات المتحدة بهدف تقديم الإرشادات والنظام للاستكشاف المدني للفضاء وتطويره.
سباق جديد؟
وتابع النص: “يتحدث بعض الخبراء عن سباق فضاء جديد، مع اختلافات كبيرة هذه المرة، حيث ترى كل من الولايات المتحدة والصين أن برامج القمر هي نقطة انطلاق لبرامج مرحلية نحو استكشاف الموارد وغيرها من الفرص الاقتصادية والاستراتيجية غير المستغلة التي يوفرها القمر والمريخ والفضاء بشكل عام.
وإلى جانب المكاسب في التكنولوجيا والعلوم والوظائف المصاحبة لبرامج الفضاء، يشير مروجو مهمة “أرتيميس 1” إلى إمكانية أن تساهم هذه الجهود في استخدام القمر كقاعدة للتنقيب.
وتقوم الأقمار الصناعية بتوجيه نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ، ومعالجة عمليات شراء بطاقات الائتمان، والمساعدة في استمرار البث التلفزيوني والراديو والهاتف الخليوي، والتنبؤ بالطقس”.
الريادة الأميركية والتهديديات الصينية
تشير برامج القمر إلى أن “الفضاء سيكون ميدانا للمنافسة، ودليلا على الخبرة التقنية المتقدمة، وأيضا على الجبهة العسكرية “، على ما قال آرون بيتمان، أستاذ التاريخ، والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن، لأسوشيتد برس.
بيتمان قال كذلك إن “الأشخاص الذين يدعمون أرتميس وأولئك الذين يرون أنه أداة للمنافسة، يريدون أن تكون الولايات المتحدة على الريادة في تشكيل مستقبل الاستكشاف الفضائي”.
في هذا الإطار، حذرت أجهزة الاستخبارات الأميركية هذا العام في تقييمها السنوي للتهديدات، من أن بكين تعمل لمضاهاة أو تجاوز القدرات الأميركية في الفضاء لكسب الفوائد العسكرية والاقتصادية والهيبة التي اكتسبتها واشنطن من قيادة الفضاء.
كما أكدت مجموعة دراسة بتكليف من البنتاغون الشهر الماضي أن “الصين تبدو في طريقها لتجاوز الولايات المتحدة كقوة فضائية مهيمنة بحلول عام 2045”.
وإذا سارت الأمور على ما يرام، يمكن لرواد الفضاء الأميركيين الطيران حول القمر في عام 2024 والهبوط عليه في عام 2025، لتتوج البرنامج الذي سيكلف 93 مليار دولار على مدار أكثر من عقد من العمل.