توصلت دراسة إلى أن التمتع بنوم جيد يعد أكثر أهمية من الحصول على سبع إلى تسع ساعات الموصى بها عندما يتعلق الأمر بالوقاية من الأمراض.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لا يحصلون على نوعية نوم جيد، أو الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم، هم الأكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل “كوفيد-19″، بثلاثة أضعاف.
وأظهرت النتائج أن النوم الجيد يمكن أن يعوض بشكل فعال عن النوم أقل من المدة الموصى بها، عندما يتعلق الأمر بتعزيز جهاز المناعة للمساعدة في مكافحة الالتهابات الفيروسية.
وقال البروفيسور نيل والش، من جامعة ليفربول جون مورس، إن نتائج فريقه “تغير الطريقة التي يجب أن نفكر بها بشأن النوم والصحة”.
وقال الباحث الرئيسي لوكالة “أسوشيتد برس”: “النوم مهم للصحة العقلية والجسدية، بما في ذلك قدرتنا على مكافحة العدوى”.
ويوصي الخبراء الصحيون، بضرورة الحصول على سبع إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة، إلا أن “الكثير منا يقيدون نومهم لإفساح المجال للحياة المزدحمة – على سبيل المثال: نقيد نومنا بانتظام عندما نستيقظ مبكرا لالتزاماتنا اليومية. ولكن عندما تقيد نومك، فلن تكون بالضرورة أكثر عرضة للإصابة بالمرض – فهذا يعتمد حقا على جودته”.
وفي هذه الدراسة الأولى من نوعها، تابع العلماء 1318 مجندا جديدا في الجيش لمدة 12 أسبوعا.
وتضمن عملهم تتبع أنماط نوم المشاركين وصحتهم في الأسابيع التي سبقت التدريب وبعد الانضمام إلى الجيش، حيث كان عليهم اتباع روتين استيقاظ صارم.
وفي المتوسط ، وجد المشاركون أنهم ينامون ساعتين أقل خلال التدريب العسكري من الحياة المدنية.
ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن أكثر من نصف أولئك الذين يعانون من قيود على النوم صنفوا نومهم على أنه “نوعية جيدة”.
والمجندون الذين أبلغوا عن تقييد النوم أثناء التدريب كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، وفقا لفريق العلماء، وذلك بعد مراعاة العوامل التي تؤثر على هذه الأنواع من الأمراض، مثل التوقيت الموسمي السنوي والتدخين.
ومع ذلك، وجد العلماء أن تقييد النوم أدى فقط إلى زيادة العدوى بين أولئك الذين أبلغوا عن ضعف جودة النوم، في حين أن نوعية النوم الجيدة تحمي من أمراض الجهاز التنفسي، على الرغم من قصر مدة النوم.
وأوضح البروفيسور والش لوكالة “أسوشيتد برس”: “هناك رسالتان رئيسيتان للغاية هنا: أولا، أن أنماط النوم المقيدة يمكن أن تؤدي إلى مرض أكثر تواترا، وثانيا، والأكثر إثارة للدهشة، أن النوم الجيد يمكن أن يتفوق على النوم لفترة طويلة من حيث مناعتنا ضد المرض”.
وتابع: “هذه رسالة مفيدة للغاية في عالمنا المزدحم حيث غالبا ما يتم التضحية بالنوم من أجل أنشطة أخرى”.
وبناء على النتائج التي توصلت إليها الدراسة، قال البروفيسور والش إن هناك خمسة أشياء يمكن للناس القيام بها لتحسين نوعية النوم. والتي تشمل:
– اعتماد جدول نوم ثابت (وقت نوم واستيقاظ مماثل يوميا)، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع
– تجنب الوجبات الكبيرة والكافيين والكحول قبل موعد النوم
– التأكد من أن السرير والوسادة مريحان وأن الغرفة باردة ومظلمة وهادئة
– وضع روتين مريح لوقت النوم – التوقف عن تصفح شاشة الهاتف أو مشاهدة التلفزيون قبل 30 دقيقة من موعد النوم والذهاب إلى الفراش.
– القيام بالتمارين الرياضية أثناء النهار للمساعدة على النوم. “إندبندنت”