امام هول حجم المصاعب التي نعيشها قد نردد في ما بيننا اين المنقذ ؟ هذا بالمعنى المجازي انما في الواقع هناك مرض نفسي الا و هو عقدة المنقذ عندما يصبح انقاذ الاخر لتخفيف الاوجاع الداخلية لدى المصاب به اكثر مما  هو عمل طبيعي .هذا الخلل في التوزان النفسي فسره خبراء في علم النفس و شرحوه مخبريا نفسيا حول ماهيته ؟ و متى يصبح مرضا ؟ فما هي العوراض ؟ و هل تتم معالجتها ؟

تعرف عن ماهية عقدة المنقذ

كثيرا ما يتردد على مخليتنا ماهية عقدة المنقذ التي نسمع بها بين الحين و الاخر ومن  يعاني من رغبة دائمة في مساعدة الآخرين والتدخل لإنقاذهم؟ ربما أنك تُعاني مما يُسمى “عُقدة المُنقِذ” أو كما تُعرف أحيانًا بمصطلح “متلازمة الفارس الأبيض” والتي تبدو للوهلة الأولى مُجرد رغبة بريئة دوافعها مساعدة الغير، إلا أنها سلوك غير صحي يجعل تركيزك منصبًا على مشاكل غيرك بدلًا من الاهتمام بحياتك الشخصية.

في هذا الاطار يعتبر خبراء علم النفس انه يستطيع الانسان التخلص من تلك العُقدة بحل متوازن يتمثل في العمل على بناء العلاقات “الصحية” مع الآخرين، لكن مع التركيز على جوانب حياتك الشخصية وتطويرها، كما قد تحتاج لاستكشاف جذور المُشكلة والعمل على حلها مع طبيب أو مُعالج نفسي مُتخصص. كون عُقدة المُخلّص أو عقدة المُنقِذ أو كما تسمى أيضاً بمتلازمة الفارس الأبيض، هي عبارة عن بناء نفسي معقد تجعل من يمتلكه يسعى في البحث عن الأشخاص الذين يحتاجون مساعدة ليساعدهم، ويضحي بنفسه من أجلهم.ولكن لماذا هي عقدة؟ وليست مجرد صفة حميدة نتغنى بها؟ لأنه هناك فرق بين أن تساعد شخصاً يستحق المساعدة، وأن تنقذ أو تخلص شخصاً لكي تشعر بشعور أفضل حول نفسك.

الجدير ذكره ان أول مشكلة تحوم حول عقدة المخلّص هي أن الشخص الذي يمتلكها، لا يشعر بالثقة إلا عند تخليص الآخرين، اذ انه  يتغذى على المشاعر الإيجابية الناتجة عن مساعدة الآخرين فقط وبسبب ذلك يزيد اعتقاده أن مساعدة الناس هو هدفه وغايته الأسمى في الحياة، ومن ثم يستهلك نفسه بشكل زائد عن حده، يضحي بأشياء لا داعي لأن يضحي بها، فيصبح في ما بعد مُدمناً مما .ينجذب المصابين بعقدة المخلص إلى الأشخاص الغارقين في المشاكل على نحو تلقائي. وينبع هذا الأمر من احتمالية معاناة المنقذ في طفولته وتحمله للألم الكبير، بالتالي ينمو هذا الألم ليتحول إلى رغبة بمحو آلام الآخرين.

الملفت للنظر ان مساعدة الآخرين لا تنجح دائما، فقد تلاقي الكراهية والإنتقاد والرفض، فتفشل محاولة الإنقاذ النبيلة، فشل بعد فشل يكون سبب في انتقادك لذاتك في النهاية، ضياع ثقتك بنفسك، الشعور بعدم الكفاءة والذنب مما يولد بشكل فعلي كره الناس الرافضين لمساعدتك.  عندها يشعر بالاكتئاب الإرهاق، الاستنزاف، الإنهاك كلها نتائج عقدة المخلص، فطاقتك تضعف وتنقص حتى تزول وتنمحي، فتغدو أنت بحاجة إلى من يساعدك في حال لم تتعالج نفسيا .

لا حكم عشوائيا

بما هذا المرض النفسي بعيدا عن الاضواء الاعلامية و ملفت للنظر ايضا حيث يتم ذكره في ايامنا على مواقع التواصل الاجتماعي الا و هو عقدة المنقذ التي تصبح مرضية و تزعج من يصاب بها فكان لا بد من الاستيضاح عنها مع المعالجة النفسية ريما دروبي التي شددت عبر ل greenarea.info  حول اهمية الحفاظ على الميزان في حياة الانسان فاي خلل فيه يوقع بنا بعدة مشاكل نفسية و من بينها عقدة المنقذ مما قالت  :” علينا ان نعرف في البداية اننا لا نركز على المسائل النفسية بل على الشخصيات اي لا نستطيع ان نحكم عشوائيا  ان ذلك الشخص عنده نرجسية على سبيل المثال لان للاسف بتنا نسمع عشوائيا ان كل ما يعانيه الانسان هو نرجسي مما يعني صار تفكير الناس مشوشا بالنرجسية  انما  في الواقع هذا غير صحيح  لان لا يحق لنا نحكم ان هذا الشخص عنده هذا المرض  الا للتأكد من ذلك .  اما بالنسبة لعقدة المنقذ فتكمن انه يخلص المه  بخلاص الم غيره هذه تابعة للظلم اذا كان هو مظلوما او اذا عنده تكسير بقدراته هو وصغير فيريد ان يبرزها عندما يكبر من خلال اعمال  بطولية يقوم بها .”

و الجديرذكره حسب دروبي :  ” لا شيء يعجز عنه المعالج النفسي  في كشف الامراض النفسية و معالجتها .اذ ان عقدة المنقذ  تكمن عندما تكون شخصيته  في حب الناس و انقاذها حيث ان الانقاذ لا يكون فقط  بالاعمال البطولية بل في اطعام الحيوانات او في البحث عن فقراءلاطعامهم  اي الانقاذ  لا يكمن في تخليص الارواح بل في اطعام الاخرين ايضا اي اذا شاء الشخص ان يساعد  الناس وفي الوقت نفسه  ليس اولوية بالنسبة له و غير مزعوج من هذه المبادرة اي لا يترك عمله و لا يتوقف عن الانتاج و لا يهمل عائلته  اي يعمل كل ذلك بهدف المساعدة ضمن توزان  في اي عمل يقوم به  و لكن عندما تصبح صفة المنقذ  مصدر ازعاجا له عندها  يكون هناك خللا  في الميزان بمعنى  عندما تتحول الى مرض نفسي و يصبح الانقاذ اولوية  لتخليص الناس اي يزداد  وجعه  اكثر اذا لم يخلص الناس اكثر عندها تتراجع انتاجيته في  العمل ويهمل عائلته .”

في المقلب الاخر ذكرت احدى الابحاث العلمية في ميدان علم النفس انه من بين الحلول لعقدة المنقذ في حال  كان مدمناً على مد يد العون بشكل مبالغ به، وإن كنت تعتقد أنك السوبرمان والعارف الوحيد فأنت تعاني من عقدة المخلّص.  لذلك لتتخلص من هذه العقدة المؤرقة حاول أن تستمع أكثر، استمع قبل أن تتصرف،  اذ ان الإنصات باهتمام أفضل مئة مرة من محاولة إيجاد حلول بالإجبار والضغط.  كما و انه اعرض المساعدة بشكل معتدل، وساعد بشكل معتدل إن طُلِب منك أن تساعد. وعليك أن تتذكر أنك مسؤول عن نفسك فقط، وتحكم بنفسك فقط.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This