بعد 29 سنة عادت الكوليرا من جديد و عادت معها المخاوف حيث سجل في لبنان اول اصابة كوليرا منذ سنة 1993 فهل سيعاد اليوم السيناريو نفسه ؟ حتى الان الاصابات الى ارتفاع رغم كل التطمينات انه يمكن السيطرة على المرض و لكن كيف ذلك اذا البنية التحتية مهترئة ؟و اذا ريّ المزروعات بمياه الصرف الصحي التي تمتزج مع مياه الشفة و الاسوء من ذلك ان لا سياسة صحية شاملة و فاعلة اقله المطالبة في اقفال الحدود لتعزيز الرقابة بعدما تبين ان اول اصابة كوليرا كانت لدى اللاجئين السوريين و من بعدها انتقلت الى اللبنانيين ؟ اين لبنان من تعزيز المستشفيات الميدانية ؟ و هل قادر فعلا القضاء على هذه الجرثومة المؤذية ؟
ماهية الكوليرا
يواجه لبنان اليوم خطر تفشّي “الكوليرا” بعد تسجيل عشرات الحالات في سوريا، ما يزيد عبئًا إضافيًّا على القطاع الصحّي، بعد عامَين من تفشّي فيروس “كورونا” مما سجل إصابة بمرض الكوليرا في محافظة عكار الشمالية، لتكون أول حالة تشهدها البلاد المنهكة اقتصاديًّا منذ 29 عامًا، في وقت تشهد سوريا المجاورة انتشارًا للمرض الذي أودى هناك بنحو 40 شخصًا حتى الآن. في هذا الاطار رجح وزير الصحة فراس الأبيض أن يكون مصدرها عبر الحدود من الوباء المتفشّي في سوريا.
ليبقى السؤال يطرح نفسه ماهية الكوليرا كيف يمكن تفاديها ؟ وفق منظمة الصحة العالمية انها مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، ويصيب الأطفال والبالغين على حد سواء ويمكن أن يودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم يعالج سريعا اذا انها عدوى إسهالية حادة تتسبب فيها بكتيريا الضَّمَّة الكُوليريّة، وتنجم في أغلب الأحيان عن شرب مياه ملوثة أو تناول طعام ملوث. وتتسبب كل عام، في وقوع ما يتراوح من 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة، وما يتراوح من 100 ألف إلى 120 ألف حالة وفاة اذ انها من أشد الأمراض فتكاً، وتُسبِّب إسهالاً مائياً حاداً لكل من الأطفال والبالغين. ورغم أن ثلاثة أرباع جميع المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض في أثناء العدوى التي تستغرق من 7 أيام إلى 14 يوماً، فإنها قد تُسبب الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج، لا سيّما لمَنْ يعانون من ضعف الجهاز المناعي. كما أن المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض ينشرون أيضاً البكتيريا عن طريق التَبَرُّز، وهو ما يمكن أن يُسفر عن إصابات جديدة.
مما تعمل منظمة الصحة العالمية عن كثب مع وزارات الصحة والشركاء الصحيين لتحقيق الوقاية الفعالة من الكوليرا ومكافحتها. وتشمل مجالات التدخل الرئيسية توفير المياه المأمونة وخدمات الإصحاح، وتعزيز الصحة والنظافة الشخصية في المجتمعات المتضررة، وضمان تقديم رعاية صحية جيدة، وإعادة بناء نظم صحية قوية. وإضافةً إلى ذلك، يُعدّ تمنيع الفئات السكانية المُعرَّضة للخطر بلقاح الكوليرا الفموي تدخلاً مُجَرَّباً وآمناً وفعّالاً من تدخلات الصحة العامة.
بالمقابل نشرت وزارة الصحة العامة دليلاً يقدّم معلومات بارزة عن كيفية الوقاية من وباء “الكوليرا” في لبنان. ويُبرز الدليل قائمة بالأعراض المرتبطة بالوباء فضلاً عن كيفية انتقاله وفترة الحضانة المرتبطة به. كذلك، قدمت الوزارة دليلاً بأساليب العلاج من الوباء في حال الاصابة به، إلى جانب سردٍ مفصل لكيفية غسل اليدين بشكلٍ جيد وتعقيم الفواكه والخضار قبل تناولها. مما حذرت منظمةُ الصحةِ العالمية من إنتشارِ وباءِ الكوليرا في لبنان ووزارةُ الصحةِ تحاولُ الإحتواء.
اقفال الحدود ومستشفيات ميدانية
في هذا السياق شدد الاختصاصي بالامراض الجرثومية الدكتور ناجي عون عبر greenarea.info على ضرورة اقفال الحدود و تعزيز المستشفيات الميدانية مما قال : “ان انتشار الكوليرا يعود الى تراجع في البنية التحتية التي مضى عليها سنوات حيث تختلط مياه الصرف الصحي مع مياه الشفة عدا ري المزروعات فيها . انما اليوم السبب الرئيسي لاعادة تفشي هذا المرض هم من اللاجئين السوريين حيث تكمن المشكلة انه من الصعوبة عودتهم الى بلادهم و لبنان لا يستطيع ان يؤمن لهم الشروط الصحية اللازمة . لذلك الوقاية ضرورية ضمن سياسة صحية فاعلة و بنية تحتية صالحة و اقفال الحدود . ”
الجدير ذكره وفق الدكتور عون :”ان المشكلة تكمن هي ان الدولة اللبنانية كانت تعلم بالكوليرا منذ حوالي من شهر و لم تتحرك الا اليوم و السؤال البارز لماذا لا يقفلون الحدود؟ لذلك امام هذا الواقع الصحي الدقيق فلا بد من زيادة المستشفيات الميدانية لعلاج مرضى الكوليرا لان المصاب بها في حال اتى الى طوارىء اي مستشفى فيزيد من احتمال نقل العدوى الى الاخرين .”
استنفار توعوي
في المقلب الاخر اوضحت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة بري ل greenarea.info ان وزارة الصحة تركز على التوعية الصحية عبر الاعلام تفاديا من انتشار المرض مما قالت : “كلنا نعلم ان الكوليرا منتشرة منذ فترة في العراق و منذ شهر و نصف في سوريا و لم تتخذ عند هذين البلدين اجراءات في هذا الخصوص للحد من انتشار المرض و من الطبيعي ستتم نقل العدوى الى لبنان مما اتخذت وزارة الصحة سلسلة اجراءات منها اطلاق حملة توعية عن الكوليرا وانتشار كافة المعلومات الصحية عنها عبر وسائل الاعلام للمزيد من التوعية لان اهم شيء الوقاية والنظاقة الشخصية كغسل اليدين المتكرر و استهلاك مياه نظيفة و اذا شكينا بصحة المياه من مصدرها نستطيع فلورة المياه في حال نشرب منها او نعقم الخضار.”
الابرز ما ذكرته الدكتورة بري :” اهم ما في الامر التخلص من النفايات السائلة كما يجب لان اذا احد من افراد العائلة لديه اسهال علينا ان تعقيم المرحاض بالكلور لان البنية التحتية مهترئة ستختلط مع مياه الاستخدام خصوصا و اننا على ابواب الشتاءعندها تنتشر اكثر و اكثر مما نشدد على التوعية الصحية المكثقة لمحاربة الكوليرا.”
للوقاية من “الكوليرا”، أوصت وزارة الصحة بما يلي:
– عدم شرب أو استعمال مياه غير مأمونة
– شرب المياه من قوارير مياه معبأة مقفلة مضمونة المصدر
– عدم الشرب والأكل من الأواني نفسها مع الآخرين
– غسل اليدين بالماء والصابون على نحو منتظم قبل تحضير الأطعمة أو تناولها، وبعد استعمال المرحاض
– الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة الأغذية
– طهو الطعام بشكل جيد جداً وتناوله مباشرة بعد طهوه
– مراجعة الطبيب فوراً في حال ظهور اسهال مائي غزير
ووضعت الوزارة رقم الخط الساخن 1787 في تصرف المواطنين للاستفسار والحصول على المعلومات.