ان العالم يضج بالاخبار المزيفة و الكراهية القاتلة كل كلمة نتفوه بها  قد تؤثر  اما إيجابا أو سلبا على غيرنا وفق طريقة التعبير . لذلك قد  يكون خطاب الكراهية  له تأثير مدمر على الصحة العقلية والثقة بالنفس. و هنا بيت القصيد حيث اشتدت حملات التوعية لحماية الشباب من فيروس الكراهية  الذي يبث سمومه ويزيد من تضليلهم في عالم زائف و كاذب  ليبقى السؤال : الى اي مدى هناك تفاعل جدي لعنصر الشباب وسط عالم من التحديات ؟

سر الانتشار الكاذب

كلنا نعلم ان الأَخْبار الكَاذبَة أو الزائفة ‏ هي شكل من أشكال الأخبار التي تتكون من معلومات مضللة منتشرة عبر وسائط الأخبار التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي  من خلال الإنترنت مما  أعادت الأخبار الرقمية وزادت من استخدام الأخبار المزيفة، أو الصحافة الصفراء.  هذا يعني  ان الأخبار الزائفة تعد  من أخطر الأسلحة فتكاً  في المجتمعات والدول، وذلك بما تشكله من خطر على العقل ونفسية الإنسان، واستقرار وأمن المجتمع، خصوصا مع انتشارها غير المتحكم فيه، في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي على الحيز الأكبر منها، وهو ما يتطلب حزما في مواجهتها وتوعية الرأي العام بكيفيات التعاطي معها.

من جهة اخرى كشفت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سنة 2018، أن انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية،  و أن علة هذا الانتشار، ترجع إلى قدرة هذا النوع من الأخبار الكاذبة أو المضلّلة على خلق مشاعر الخوف أو الاندهاش الكبير لدى القراء والمتابعين، مما يضاعِف إقبال الناس على قراءتها ومشاركتها مع آخرين، ووجد هذا النوع من الأخبار ضالته في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب سهولة الولوج إليها، ووفرة الإمكانيات اللوجستية والتقنية كاللوائح الإلكترونية والهواتف الذكية،  مما أصبحت تعرف طفرةً مضاعفة وعابرة للحدود، وذلك لطبيعة هذه المنصات المساعدة على النشر دون تكلفة ودون رقابة، كما تساعد طبيعتها المثيرة للجدل في الانتشار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال بحثهم عن السبق في نشر الأخبار، خصوصا إذا تعلق الموضوع بقضايا تستأثر باهتمام الرأي العام، سعيا منهم إلى حصد المزيد من الإعجاب والمشاركة والتعاليق، بغية كسب قاعدة جماهيرية على هذه المنصات بهدف تصنيفهم ضمن خانة “المؤثرين .

تجربة ناجحة

 

في هذا السياق كان لا بد من تحرك لوقف الاخبار الزائفة خصوصا الكراهية منها مما دفع بشلة من الشباب في القيام بحملة توعية لارشاد الناس على التدقيق باي خبر غير مدروس  ينتشر بين الناس  .تلك الحملة يقودها 51 شاب يعملون على مكافحة الأخبار الزائفة و خطاب الكراهية، أطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع جمعية دوائر التي تسعى الاخيرة الى القيام بعدة مشاريع تثقيفية و بناءة لدعم الشباب اللبناني .

في هذا الاطار تحدثت المسؤولة الاعلامية في جمعية دوائر و المسؤولة ايضا عن مشروع التوعوعي ربى ابو عمو ل greenarea.info عن اهمية هذا الانجاز الذي قام بها عدد من الشباب في الحد من خطاب الكراهية و ذلك بمشاركتهم في بث افكار مستحدثة توعوية من خلال انتشار فيدوهات في هذا الخصوص مما قالت  :”هذا  النشاط   من التدريب الذي نقوم به قد مضى عليه حوالي 11 شهرتقريبا كجمعية دوائر بالتعاون مع برنامج الانمائي للامم المتحدة حيث تم التدريب 50 شاب و فتيات  من كلية الاعلام  من مختلف الجامعات بهدف مكافحة خطاب الكراهية .من بعدها بدانا نعمل حملة انولاين  على الانترنت و على ارض الواقع عبارة عن مسرح تفاعلي حيث زرنا حوالي 22 منطقة من الشمال و الجنوب و البقاع  اذ ان هذه المسرحية التفاعلية كتبوها الشباب لاظهار خطورة خطاب الكراهية و الاخبار الزائفة.”

و الجدير ذكره وفق ابو عمو :” اما الحملة اونلاين فهي عبارة عن مجموعة فيديوهات تتحدث عن الحد من الاخبار الزائفة  بالشراكة مع برنامج الانمائي للامم المتحدة  حيث قررنا  ان نكمل الشعار نفسه السنة الماضية  و فعلا تفاجئنا بكمية التفاعل و انتشار سريع  لتلك الفيدوهات  بكمية مهمة من الناس و حتى ان الشباب  الذين شاركوا بكتابة  هذه الفيديوهات  بالافكار المميزة  و هذا من اجمل شيء  في المشروع ليس انه فرض عليهم بل بهدف المشاركة و الاجمل ايضا  ان الشباب بقيوا معنا دون تركنا كما ان هناك فريق اطلق منصة صواب  تصحح الاخبار الزائفة و ترسلها   الى الواتساب .”

الاخبار و البعد النفسي الاجتماعي

في المقلب الاخر ما مدى التأثير النفسي على افكار شباب اليوم عند النتشار خطاب الكراهية  خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي الاكثر انتشار ؟ فكان لا بد من حديث مع الاختصاصية في الصحة  راشيل بطيش لgreenarea.info  التي شددت ان مواقع التواصل الاجتماعي ياخذ منحيين اما ايجابي او سلبي وفق طرق استعماله مما قالت :” لاشك ان الاخبار المزيفة و الكراهية لها تاثير  جدا قوي على طريقة التفكير لدى الناس خصوصا شباب اليوم في ظل التواصل الاجتماعي التي باتت مهمة كثيرا  في عالمنا اليوم  حيث صارت جزء من الاعلام و لها تاثير  ايضا على المجتمع في  التوعية خصوصا عند طرح المواضيع المهمة  التي تتضمن عناوين حساسة جدا لها ابعادها .”

و ابرز ما توقفت عنده بطيش :”  علينا ان ندرك جميعا ان التواصل الاجتماعي ياخذ منحيين وفق كيف يستعمل بمعنى  اما مؤذ للشباب  او لبناء المجتمع وفق طريقة استعمال المواضيع  بمعنى اخر  قد يسبب الاذية للشباب حسب كيفية تدواله او بالمقابل  ينمي القدرات و الثقافة  لهم . و الجدير ذكره انه من  المهم جدا ايضا ان يكون هناك حرية الاختيار ووعي كاف   لكي  يستطيع الشخص  ان يميز بين الصح و الخطأ  في مواقع التواصل الاجتماعي. كون  الاخبار باتت بمتناول الجميع  و كل شخص يستعملها بطريقة عشوائية  دون معرفة الحقيقة  و التأكد من مصدرها الموثوق بشكل صحيح و جدي  عكس مما كنا عليه في السابق  حيث كان هناك مصداقية اي كنا ننتظر  الاخبار الموثقة في الجريدة و الاذاعة فبل نشر الخبر او اذاعته .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This