لم يشهد لبنان من ازمة صحية حادة مثلما يحصل اليوم لدرجة بات تأجيل العمليات الجراحية امر لا بد منه و اذا فتش عن السبب ان المريض لا يملك المال الكافي للاستشفاء رغم التغطية الصحية من قبل المؤسسات الضامنة التي هي نفسها عاجزة في تأمين التغطية الشاملة مما نجد المريض يعيش الالم و الطبيب يعاني من هذا التدهور الطبي حتى ان هذا الاخير في حال قام باجراء العملية الجراحية بات يلجأ الى الطرق التقليدية منذ 40 عاما .الصرخة طلعت و بقوة و لكن لا تندهي ما في حدا وحده المريض كبش المحرقة فما هي ابرز مواقف الاطباء تجاه ما وصلنا اليه من انحدار طبي ؟
الناس ستموت من دون علاج
في هذا السياق تحدث باسهاب الاختصاصي في جراحة الاورام الدكتور نجيب جهشان الذي عبر عن استيائه حول ما وصل اليه الطب من تراجع كبير لم يشهد لبنان مثله من بعدما كان مستشفى الشرق مما قال ل greenarea.info : “ان المشكلة تكمن ان الناس لم يعد يملكون المال للطبابة و العلاج حتى ان المستشفيات باتت تنتظر من يغطي كلفة استشفاء المريض وازاء ذلك كاطباء بتنا نؤجل العمليات الجراحية لوقت اطول انها فعلا مأساة يعيشها المريض في انتظاران يؤمن امواله لكي يتعالج لان ما تغطيه الدولة لا يصل الى 5% من الكلفة الاستشفائية و الامر ذاته بالنسبة للضمان الاجتماعي و التعاونية حتى شركات تامين باتت تطلب من المريض دفع تغطيته بنحو 1500 دولار سنويا ثمن كلفة التأمين و عندما يتعالج في المستشفى يدفع تغطية بنسبة 25 % عدا ذلك هناك اشخاص لا يستطيعون دفع الفرق في التغطية العلاجية مما نجد المستشفيات فارغة من الاسرة تعمل فقط في الحالات الطارئة الا اذا كان المريض لديه اقرباء في الخارج ليمدوه بالمال لكي يتعالج. و اذا استمر الوضع على حاله فالناس ستموت من دون علاج و الامر ذاته بالنسبة للعلاج الكيميائي لمرضى السرطان حيث ان الدولة لاتاتي بالادوية الكيمائية مما يتم تاجيل العلاج حتى المريض لا يملك المال لكي يشتريها انها فعلا مـأساة .”
و اضاف الدكتور جهشان :” فالتقدم الطبي ذهب الى غير رجعة في لبنان مع هذه الازمة التي نعيشها كوننا بتنا نعالج المرضى بالطرق الجراحية التقليدية من عشرين سنة لان الطرق الجراحية الحديثة المتبعة باتت مكلفة وفق سعر صرف الدولار .على سبيل المثال اجريت عملية جراحية لمريضة مصابة في السرطان في معدتها مما لجأت الى تقطيب الجرح بالخيطان على الطريقة القديمة بدل استعمال الالات الحديثة حتى استغرقت مدة العملية ساعتين و نصف اضافية لكي نخلص حياة المريضة . اذ ان الطبقة السياسية لا تتفهم صعوبة الوضع الصحي الذي وصلنا اليه بالنسبة لنا كاطباء خصوصا الجراحين فعلا انها معاناة لا توصف حتى بتنا كاطباء جراحين عاطلين عن العمل لان الالات الطبية غير متوفرة و المريض لا يملك المال لكي يدفع الفرق من 50 الى 100 مليون ليرة لبنانية مما نشهد هجرة الاطباء بصورة رهيبة لان اذا جاع الطبيب سيسافر للعمل خارجا .”
الوضع لم يعد مقبولا
اما الاختصاصي في الجراحة العامة الدكتور هيكل فغالي فعبر عن اسفه تجاه المرحلة الصحية التي وصلنا اليها التي جعلت من المريض ات يشحذ لتأمين علاجه و من الطبيب الجراح دون عمل مما قال ل greenarea.info :”مررنا في فترةعصيبة عندما كان فيروس الكورونا في عز انتشاره اخذنا حينها قرارا ان نتجنب العمليات الجراجية و اذا الشخص اصيب بالكورونا لا نعمل له العملية الجراحية قبل 7 اسابيع فضلا عن ذلك نحاول ان نتهرب من اجراء العمليات الجراحية للمريض قدر المستطاع خوفا من ان يلتقط الكورونا و غيرها الا اننا ايضا نصطدم امام المشكلة المادية في كلفة العملية الجراحية التي ليس لها حل و بات من الصعب للمريض تأمينها لان فعلا الله يساعد الناس اذا ان عملية المرارة بالمنظار تحتاج الى حوالي 30 مليون ليرة لبنانية في حال كان للمريض يملك اموالا للمعالجة فسيواجه مشكلة في سحبها من المصرف عدا ذلك ان المستشفى لا تقبض الا نقدي .لذلك ان المشكلة متعلقة بالدولة في صعوبة ايجاد حلا جذريا للقطاع الصحي و الطبي و الاستشفائي في لبنان لان الامرليس متعلق بالطبيب او المستشفى فقط .الجدير ذكره انه في الحالات الطارئة لا نتأخر في علاج المريض حيث ان هناك جمعيات تستطيع ان تساعد المريض في دفع كلفة الاستشفاء بمعنى اننا بتنا نعمل ب”التعتير” في حال المريض لا يملك المال بالتالي الطبيب لا يملك المال ايضا مما نجد عدد مهم من الاطباء هاجروا بمعنى طبيا انهيار شامل .”
شروط الامان
في المقلب الاخر شرح الاختصاصي في طب الطوارىء الدكتور ابراهيم ضو ل greenarea.info حول ابرز المعطيات التي تستدعي اجراء العملية الجراحية على نحو عاجل مما قال : “في الحالات الطارئة حياة او موت نقوم بالعمليات الجراحية حيث ان كل الفريق الطبي يتحضر في البدء في الفحوصات الطبية سواء تمييل للقلب او غيره لان الوضع الصحي لا ينتظر 24 ساعة لكي تظهر النتيجة لان هناك خطر على حياة المريض او حدوث نزيف في الراس او نزيف في الشريان الابهر عندها تحتاج الى عمليات جراحية طارئة .اما العمليات التي تتأجل 24 ساعة كعملية زائدة او فتاق ليست طارئة فيعطى للمريض ادوية مضادات حيوية في انتظار نتيجة pcr لنخفف خطر الكورونا على المريض اما اذا كان هناك التهاب في المرارة فيعطى للمريض ادوية مضادات حيوية لكي نعالجها الى ان ترتاح اي تبريد الحالة لكي تجرى العملية الجراحية .اما اذا هناك من حصى فتؤدي الى نوبة وجع من جراء التهاب البنكرياس مما تعطى علاجات لها لكي نخفف من حدة التهابات لكي نرى كيف ننزع الحصى بمعنى هناك حالات لا تتأجل بل تتبرد .”
نحن امام كارثة صحية
الى رأي الاختصاصي في الجراحة و طب الطوارىء الدكتور رشيد رحمه الذي عبر عن استيائه الى ما وصل اليه الطب من انحدار صحي مما قال ل greenarea.info :” هناك قاعدة يجب اتباعها اذا كان المريض مصابا بالكورونا نضعه في مكان حجرصحي مما نؤجل العملية الجراحية لمدة 15 يوم لكي يكون بذلك قد تخلص من الكورونا عندها نعمل له العملية اما بالنسبة للازمات المالية فالمستلزمات الطبية التي تستعمل كلها تدفع بالدولار بمعنى ما بقى فينا بسهولة الحصول عليها اذا “بروتيز” كلفته 7 الف دولار كارثة في حال كان المريض لا يملك المال لذلك في كتير اوقات القضايا المالية تمنع المريض ان يغطي كلفة عمليته فعلا نحن امام كارثة صحية حيث ان شركات التامين مازالت تغطي على سعر دولا 3900ليرة و الباقي المريض يتكلف بتغطية العلاج .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This