اكتشف الأطباء الأوروبيون والأمريكيون أن تعاطي الكحول حتى بشكل معتدل وبكميات محدودة أثناء الحمل يؤدي إلى ظهور تشوّهات هيكلية في دماغ الطفل النامي.
أفادت بذلك الثلاثاء 22 نوفمبر الخدمة الصحافية لجمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية (RSNA).
فتعاطي المشروبات الكحولية أثناء الحمل يؤدي إلى تطور ما يسمى بمتلازمة الكحول الجنينية أو هي بالأحرى مجموعة من الأمراض تظهر في أثناء نمو الطفل داخل الرحم، ما يؤثر سلبا على حياته اللاحقة بأكملها. ووفقا للتقديرات الحالية للعلماء الأوروبيين، تحدث مثل هذه المشكلات لدى 1-5 ٪ من الأطفال الحديثي الولادة في معظم دول المتقدمة، وكذلك في عدد أكبر بكثير من الأطفال في البلدان النامية.
وقرّر الباحثون معرفة كيف تؤثر جرعات صغيرة من الكحول على نمو دماغ الطفل الذي لم يولد بعد وعلى الجنين ككل. ومن أجل تحقيق ذلك قاموا بتحليل أعمال زملائهم الذين درسوا صحة النساء الحوامل وأطفالهن. وأخذ الفريق من الباحثين في الاعتبار أيضا كمية الكحول التي شربتها المشاركات في الدراسة أثناء الحمل.
وتمكّن العلماء من تحديد 24 حالة أثر فيها الكحول على الجنين في مراحل مبكّرة ومتأخرة من الحمل. وقام الأطباء بتحليل صور الرنين المغناطيسي فوجدوا أن حتى جرعات صغيرة ومتوسطة تؤثر على بنية دماغ الأطفال. وسجّل العلماء تشوهات في بنية الفص الصدغي والتلم الصدغي العلوي لدماغ الجنين لدى 7 مشاركات في الدراسة تناولن أقل من جرعة واحدة من الكحول في الأسبوع.
وأظهر التحليل أن تعاطي المشروبات الكحولية كان له علاقة بالتباطؤ العام في نمو دماغ الأطفال، وكذلك بتأخر البدء في تكوين غشاء الميالين الذي يفطي الأعصاب ويلعب دورا رئيسيا في إرسال الإشارات بين الخلايا العصبية وفي حماية النهايات العصبية من التلف. وبالإضافة إلى ذلك، أدى الكحول إلى إبطاء تكوين التلافيف وتغيير البنية العامة للدماغ.