اين لبنان من العناية الصحية ؟ كيف يتعامل الاهل في حال اصيب اولادهم بالاسهال الحاد خصوصا اذا كان سببه الكوليرا ؟ ماذا عن التنسيق بين وزارتي الصحة و التربية على تأمين النظافة الشخصية في المدارس ؟ هل من يراقب جودة و نوعية المياه فيها ؟ و في حال اصيب احد المرضى بالكوليرا الى اي مدى الاختبار للكشف عنه مؤمن في سائر المختبرات الطبية في ظل الزحمة التي يشهدها مستشفى رفيق الحريري لاجراء فحص الكوليرا كونه الوحيد في هذه المهمة ؟ تلك النقاط حاولنا وضعها في المكان الصحيح مع ذوي الاختصاص في طب الاطفال من خلال الارشاد و التوعية المسبقة ؟
الكوليرا و الحد من الاسهال
تفيد المعلومات الطبية ان الكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث. مما تتسبَّب في الإصابة بإسهال وجفاف شديد. وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء سابقًا.
تجدر الاشارة الى انه تم القضاء فعليًّا على الكوليرا في البلدان الصناعية بواسطة الصرف الصحي الحديث ومعالجة المياه. ولكن ما تزال الكوليرا موجودة في أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وهايتي. مما يرتفع خطر الإصابة بوباء الكوليرا عندما يُرغِم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية الأشخاص على العيش في الظروف المزدحمة دون وجود مرافق الصرف الصحي الملائمة. اذ يمكن علاج الكوليرا بسهولة. و الوقاية من الوفاة بسبب الجفاف الشديد عن طريق استخدام محلول إمهاء بسيط وغير مكلِّف .
بالمقابل ما يجب معرفته ان خطر الكوليرا طفيف في الدول الصناعية حتى في المناطق التي يوجد بها، من غير المحتمل أن تُصاب بالعدوى إذا اتبعت توصيات سلامة الغذاء و التأكد من صحة مياه الشفة . مع ذلك، تحدث حالات الكوليرا في جميع أنحاء العالم و اخرها في لبنان حيث تسعى وزارة الصحة الى الحد منه من خلال تكثيف حملات التوعية . لذلك إذا أُصبت بإسهال شديد بعد زيارة منطقة فيها كوليرا نشطة، فما عليك الا و استشارة الطبيب خصوصا إذا كان لديك إسهال، وبالتحديد الإسهال الشديد، لان ربما قد تكون قد تعرضت للكوليرا، و للحال اطلب العلاج على الفور منعا للحدوث الجفاف الشديد لان الاخير عبارة عن حالة طبية طارئة تستلزم الكثير من الرعاية الفورية العاجلة تجنبا لاي مضاعفات خطرة .
الاختبار الصعب
في هذا الاطار تحدثت الاختصاصية في طب الاطفال الدكتورة جيسي قزي ل greenarea.info حول اهمية تسليح الاهل اقصى درجات الوعي لحماية اطفالهم من الكوليرا كتزويدهم بمياه الشفة معروفة المصدر من المنزل و صالحة للشرب و سليمة عدا تثقيف الاطفال على النظافة الشخصية في المدرسة مما قالت : “اهم ما في الامر انه كلما سيطرنا على صحة مياه الشفة كلما كانت صالحة للشرب و بالتالي نكون قد خففنا من خطر الكوليرا . كما ننصح ايضا الاهل بتزويد اولادهم بمياه صالحة للشرب عند الذهاب الى المدرسة و توعيتهم انه لا يجوز شرب اي كان من المياه سواء في المدرسة ام غيرها الا من المياه المعبأة في المنزل . فضلا عن ذلك اهم شيء يجب معرفته انه على الاهل تعليم اولادهم على النظافة الشخصية بمعنى عندما يدخلون الى الحمام عليهم اغتسال اليدين لمدة 20 ثانية اي النصائح نفسها عند الوقاية من الكورونا عدا ذلك ان لا ياكلوا من كافتيريا المدرسة و من المستحسن ان ياخذ الولد اكله من البيت الى المدرسة لضمانة سلامة الغذاء .”
الجدير ذكره وفق الدكتورة قزي :” اننا واجههنا مشكلة في فحص الاختبار للكوليرا لانه غير متوفر في كل المناطق مما يضطر الناس في الانتظار عند مستشفى رفيق الحريري للمعالجة.”
التنسيق ضروري بين الوزارات
في المقلب الاخر شدد الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور برنار جرباقة عبر ل greenarea.info حول اهمية التنسيق بين وزارتي الصحة و التربية للحد من انتشار الكوليرا في المدارس فضلا عن اعطاء اللقاح خصوصا في السجون او اي امكنة مكتظة مما قال : “علينا ان ندرك ان هناك عمل متواصل بين وزارتي التربية و التعليم العالي و الصحة لكي نصل الى مدرسة سليمة صحيا بمعنى كي لايصاب التلاميذ بالكوليرا مع اهمية تعليمهم على طرق وسائل النظافة فضلا عن ضرورة اولياء المدرسة في وضع الكلور في خزانات المياه مما يكون هناك وعي على هذا الامر لان ما يهمنا صحة الاولاد الذين يذهبون الى المدارس او الحضانة ان لا يلتقطوا الكوليراو يصابون بالاسهال الحاد و خسارة كميات من المياه عدا ذلك التخوف ايضا من الاصابة من امراض معوية اخرى نتيجة تلوث المياه . مما شددت وزارة الصحة في عملها على توعية الناس ووسائل النظافة فضلا عن اهمية توزيع مناشير او البروشورات حول التوعية عن الكوليرا في المراكز الصحية عدا ذلك تزويد الناس اقراص الكلور كي يتمكنوا من تعقيم المياه خصوصا مياه الشفة لغسل الفواكه و الخضاربطريقة معقمة.”
تجدر الاشارة وفق ما ذكره الدكتور جرباقة :” اهمية توفر اللقاح في الامكنة المكتظة ان كان في السجون و في مراكز النازحين او ايضا الاكثر تعرضا حيث تكون الاصابة لديهم مرتفعة جدا بما فيها المدارس اوالمراكز التربوية الموجودة في المناطق الاكثر اصابة بالكوليرا . و في هذا الاطار اعتقد ان هناك خطوات جدا ايجابية لمواجهة الكوليرا و هي ضرورية حيث يؤخذ اللقاح على صحة السلامة مما طلب باعداد كبيرة فوصل منه دفعة توفرت الى المناطق و الاماكن فيها الاكثر تعرضا للكوليرا كمثل حال السجون لان اذا حصلت اي اصابة للكوليرا فيها يتحول الموضوع الى صحي و امني في الوقت ذاته . لذلك اهمية اعطاء اللقاح اولوية اكثر في السجون بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية و العمل على مقاربة علمية لهذا الموضوع .”
و الملفت للنظر وفق الدكتور جرباقة :” انه من واجب الحكومة وزارة الصحة المرشد و ضابط الايقاع لمعالجة الكوليرا في اسرع وقت ممكن .كماو انه على سائر الوزارات كالاشغال و البلديات و البيئة و المياه و الطاقة لديها مسؤوليات في تأمين للناس المياه النظيفة من اجل الحصول عليها من دون تلوث و ان يكون هناك صرف صحي صحيح بهدف الوصول الى صحة افضل .”