يعاني الأطفال أكثر من غيرهم نتيجة الأزمات، الى حد ناشدت فيه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الحصول على تمويل طارئ بقيمة 10.3 مليار دولار أميركي، لدعم الأطفال المتضررين من النزاعات والكوارث وأزمات المناخ في جميع أنحاء العالم.
تفصيلياُ، أطلقت اليونيسف نداء التمويل الطارئ بقيمة 10.3 مليار دولار، للوصول إلى أكثر من 173 مليون شخص – بما في ذلك 110 مليون طفل في 155 دولة وإقليما خلال عام 2023.
في هذا الاطار، قالت كاثرين راسيل، المديرة التنفيذية لليونيسف: “اليوم، هناك عدد أكبر من الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية أكثر من أي وقت آخر في التاريخ الحديث.”
وأضافت أنه في جميع أنحاء العالم، يواجه هؤلاء الأطفال مزيجا مميتا من الأزمات؛ من الصراع والنزوح إلى تفشي الأمراض وارتفاع معدلات سوء التغذية. في غضون ذلك، يؤدي تغيّر المناخ إلى تفاقم هذه الأزمات ويطلق العنان لأزمات جديدة.
وتابعت تقول: “من الأهمية بمكان أن يكون لدينا الدعم المناسب للوصول إلى الأطفال بعمل إنساني حاسم وفي الوقت المناسب.”
أحد أسباب اطلاق هذا النداء هو تفاقم عدد الأطفال المتأذين من الأزمات، اذ بدأ هذا العام بحوالي 274 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية. وعلى مدار العام، نمت هذه الاحتياجات بشكل كبير، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى الصراعات، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا؛ وإلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي؛ وتهديدات المجاعة الناجمة عن العوامل المتعلقة بالمناخ وعوامل أخرى؛ والفيضانات المدمرة في باكستان.
بينما يشكل ظهور فاشيات الأمراض وفي جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الكوليرا والحصبة خطرا إضافيا على الأطفال في حالات الطوارئ.
إضافة إلى الآثار المستمرة لجائحة كوفيد-19 والاضطراب الاقتصادي العالمي وعدم الاستقرار، بما في ذلك التضخم وارتفاع تكلفة الغذاء والوقود، كل ذلك كان له تأثير مدمر على حياة ورفاهية الملايين من الأطفال الأكثر ضعفا في العالم.
في حين، يؤدي تغيّر المناخ أيضا إلى تفاقم نطاق وشدة حالات الطوارئ. فقد كانت السنوات العشر الماضية هي الأكثر سخونة على الإطلاق، وتضاعف عدد الكوارث المرتبطة بالمناخ ثلاث مرات في الأعوام الثلاثين الماضية.
اليوم، يعيش أكثر من 400 مليون طفل في مناطق فيها قابلية عالية أو عالية للغاية للتأثر بالمياه. في الوقت نفسه، يعبر الأطفال الحدود بأعداد قياسية، مع عائلاتهم أو المنفصلين عنهم، أو غير المصحوبين بذويهم.
وإجمالا، نزح ما يقرب من 37 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، بسبب الأزمات المتتالية وهو مستوى من الأطفال النازحين لم يشهد العالم له مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية.
تتخطى طموحات اليونيسيف الآفاق المحدودة فهي تخطط وكجزء من عملها الإنساني من أجل الأطفال، والذي يحدد نداء الوكالة لعام 2023، للوصول إلى 8.2 مليون طفل ومعالجتهم من سوء التغذية الحاد الوخيم؛ 28 مليون طفل بلقاحات الحصبة؛ 63.7 مليون شخص بالمياه الصالحة للشرب والاحتياجات المنزلية؛ 23.5 مليون طفل ويافع ومقدم رعاية بإمكانية الوصول إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي.
يضاف اليها 16.2 مليون طفل وامرأة، بإمكانية الوصول إلى تدخلات للتخفيف من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والوقاية منه و/أو الاستجابة. و32 مليون شخص بقنوات آمنة ويمكن الوصول إليها للإبلاغ عن الاستغلال والانتهاك الجنسيين من قبل الأفراد، الذين يقدمون المساعدة للسكان المتضررين. بالإضافة إلى 25.7 مليون طفل بتعليم رسمي أو غير رسمي، بما في ذلك التعليم المبكر.