3 سنوات غريبة وغير اعتيادية عاشها العالم بمختلف تفاصيلها، صعوباتها وتحدياتها، ففي السنوات المشار اليها، شكّل الفيروس التاجي “كورونا” بوصلة تحرّكت وفق أرقامها واتجاهاتها مختلف القطاعات البشرية.
فهذا الفيروس الشرس ، تسبب حتى الآن بإصابة أكثر من 660 مليون شخص بالمرض، كما أدى إلى وفاة أكثر من 6.6 مليون شخص، بحسب أحدث بيانات اصدرتها منظمة الصحة العالمية.
واليوم، وبعد مضي 3 سنوات على وجود كورونا، وبعد تحوّله الى فيروس أقّل خطورة لا بد ن طرح السؤال عن التغيرات التي احدثها صحياً واقتصادياً والطرق التي سيستمر بها.
على الصعيد الصحي
في هذا الاطار،يقول الدكتور يحيى عبد المؤمن، وهو خبير سابق لدى منظمة الصحة العالمية في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جائحة كوفيد-19 غيّرت نظام وتركيبة منظمة الصحة العالمية، مشيرا الى أن المنظمة ومنذ تاريخ إنشائها في عام 1948 لم تقاوم جائحة كتلك التي قاومتها في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث كان يقتصر دورها في السابق على نشر المعرفة وتلقيح الاطفال، للقضاء على فيروسات الشلل والسل والحصبة إضافة الى فيروسات أخرى.
ويضيف عبد المؤمن أن منظمة الصحة العالمية وبما فيها حكومات عدد من الدول، أسّسوا نظام طوارئ جديد، لمكافحة اي جائحة ستنتشر في المستقبل، حيث تم تصميم حالة إنذار فورية، لمتابعة ومساندة أي دولة يظهر فيها أي مرض غريب يصيب عشر حالات، على أن يتم الإعلان عما يحدث فورا.
وأشار عبد المؤمن إلى أن العالم تعلم كيف يقاوم وكيف يدير جائحة جديدة، وكيف يكون التصنيع الدوائي سريعا، وكيف يتم توزيع اللقاح بشكل عادل على كل الدول، لافتا إلى أن طريقة توزيع لقاح كوفيد-19 تضمنت تمييزا غير عادل بين الدول الغنية والفقيرة.
وختم عبد المؤمن حديثه بالقول إن الجائحة المقبلة ستكون على شكل فيروس أو بكتيريا أو طفيليات مستعصية على المضادات الحيوية، مشددا على ضرورة أن تقوم الدول بتطوير أنظمتها الصحية والبحث العلمي ومختبراتها.
على الصعيد الاقتصادي
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي جورج لبكي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن جائحة كوفيد-19 كانت بمثابة “اختبار إجهاد” لمختلف القطاعات الاقتصادية في العالم، وهذا ما منح الشركات وحتى الأفراد، قدرة على التأقلم مع الأوضاع الصعبة في زمن الشح، وتحويل الأزمة الى فرصة. وبات الأفراد يدركون مدى أهمية الإنترنت في مساعدتهم على إدارة أعمالهم وشؤونهم اليومية أونلاين من المنزل.
ويضيف لبكي أن الآثار الاقتصادية لكوفيد-19 كانت مدمرة على المؤسسات، حيث أدى الوباء إلى ارتفاع كبير في معدلات البطالة، وتحول العالم الى سجن كبير مع تعطل حركة النقل والسفر وسلاسل التوريد، لافتا الى أن كل هذه الاحداث حُفرت في ذاكرة الإنسان الذي تعلم أن يتعامل بشكل جدي مع أي مخاطر لأي فيروس قد يظهر لاحقاً، وهو الأمر الذي كان يستخف فيه سابقا.
وبحسب لبكي فإن الجائحة المقبلة، وفي حال حدثت، سيكون وقعها أخف على الجميع، حيث أن استعادة الأفراد وإدارات الشركات والمصانع لشريط ذكريات كوفيد-19 سيكون كفيلا بإرشادهم، الى كيفية تدارك الوضع والتأقلم بسرعة مع ما يفرضه انتشار أي مرض مميت.
“كورونا” يعود من جديد
وفي سياق متصل، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أنه “يأمل” في ألا تتسبب جائحة كوفيد-19 في إعلان حالة طوارئ صحية جديدة حول العالم”.
ويذكر أن وزارة الصحة الصينية كانت قد أعلنت، أنه “بات من المستحيل تحديد حجم الطفرة الحالية من الإصابات بكوفيد-19 بعدما لم تعد فحوص الكشف إلزامية في ظل التليين للقيود الصحية في البلد”.
وتعيش الصين أياما عصيبة، اذ تطال الموجة الجديدة من كورونا مدينة بكين( 22 مليون نسمة) بشكل كبير ومخيف.