توصل أحد العلماء إلى أن قمر المشتري “آيو” ، وهو أكثر الأجسام نشاطا جيولوجيا في النظام الشمسي، شهد العام الماضي انفجارا بركانيا محطما للأرقام القياسية.

ويراقب الفيزيائي، الدكتور جيف مورغنثالر، من معهد علوم الكواكب (PSI) النشاط البركاني على آيو كل عام منذ عام 2017. وقال إن قمر المشتري يظهر نوعا من الانفجار كل عام، ولكن تم تسجيل أكبر الانفجارات حتى الآن في خريف عام 2022.

وآيو ثالث أكبر أقمار المشتري الأربعة الكبيرة، وهو أكبر قليلا في الحجم من قمر الأرض.

ومثل أقمار غاليليو الأخرى، التي اكتشفها عالم الفلك الإيطالي، غاليليو غاليلي، في عام 1610، وسمي على اسم آيو، كاهنة هيرا وأحد عشاق زيوس في الأساطير اليونانية القديمة.

وينتشر في آيو أكثر من 400 بركان نشط، يُصدر العديد منها أعمدة من الكبريت وثاني أكسيد الكبريت، يمكن أن ترتفع إلى 300 ميل فوق سطح القمر.

والبراكين هي نتيجة “القوى المدّية” الشديدة – أو الجاذبية – التي يشعر بها آيو من كوكبه المضيف، وكذلك اثنين من أقمار غاليليو الأخرى، “أوروبا” و”غانيميد”.

وفي دراسته، استخدم الدكتور مورغنثالر بيانات من مرصد الإدخال / الإخراج (IoIO) التابع لمعهد علوم الكواكب، والذي يقع بالقرب من بينسون، بولاية أريزونا.

ويستخدم المرصد ما يسمى بتقنية “كوروناغرافيك”، حيث يتم تعتيم الضوء الساطع من كوكب المشتري بحيث يمكن تصوير الغازات الباهتة بالقرب من الغاز العملاق.

وسمح هذا برصد سطوع الغازات في سحابة أو “سديم” حول كوكب المشتري، والذي بدأ بين يوليو وسبتمبر 2022 وانتهى الشهر الماضي فقط.

وقال الدكتور مورغنثالر إنه بين شهري يوليو وسبتمبر من العام الماضي، بدأ اثنان من الغازات التي تم الكشف عنها بواسطة IoIO – الصوديوم والكبريت المتأين – في السطوع، وظلا في هذه الحالة حتى ديسمبر.

ومع ذلك، فإن الكبريت المتأين – الذي يشكل هيكلا دائريا على شكل دونات يحيط بالمشتري يعرف باسم “أحياد بلازما آيو” (سحابة حلقية أو نتوءات مستديرة من الغاز أو البلازما) – لم يكن ساطعا في الانفجار الأخير الذي كان عليه في السنوات السابقة.

وقال الدكتور مورغنثالر: “قد يخبرنا هذا شيئا عن تكوين النشاط البركاني، الذي ينتج عنه الانفجار. أو يمكن أن يخبرنا أن السحابة الحلقية تكون أكثر كفاءة في تخليص نفسها من المواد عندما يتم إلقاء المزيد من المواد فيها”.

ويوضح الفيزيائي أن الملاحظات لها آثار عميقة على مركبة “جونو” التابعة لوكالة ناسا، والتي تدور حول المشتري منذ عام 2016.

والعديد من أدوات المركبة الفضائية حساسة للتغيرات في بيئة البلازما حول كوكب المشتري وآيو، والتي يمكن تتبعها مباشرة إلى نشاط البركان على الأخير، كما لوحظ من قبل IoIO.

وطارت مركبة “جونو” متجاوزة “أوروبا” وتقترب حاليا ببطء من “آيو” لتحلق بالقرب منه في نهاية هذا العام.

وأضاف الدكتور مورغنثالر: “قد تكون قياسات “جونو” قادرة على إخبارنا ما إذا كان هذا الانفجار البركاني له تركيبة مختلفة عن سابقاته”.

المصدر: إكسبريس

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This