” حرقة و حمضة .. اشعر بالاختناق خلال النوم بالكاد اتنفس .” تلك العبارة تتكرر على مسامعنا لدى الاشخاص المصابون بارتجاع المريء خصوصا الذين عندهم بدانة مفرطة و ايضا كبار السن و الرضع . مما تكر سبحة الاسئلة  : ما هي الاسباب وراء  ذلك التي تجعل المعدة اكثر حساسية و تزيد من افرازات السائل المريء ؟ الى اي مدى عملية تكميم المعدة و الربو و عوامل اخرى تزيد من ارتجاع المريء ؟

ماوراء اسباب ارتجاع المريء

تفيد المعلومات الطبية  ان ارتجاع المريء هو اضطراب في الجهاز الهضمي، يؤثر على حلقة العضلات بين المريء والمعدة، والتي تسمى العضلة العاصرة للمريء السفلية. يحدث عندما يتدفق حمض المعدة بشكل متكرر إلى المريء، حيث يمكن أن يؤدي هذا الارتجاع إلى تهيج بطانة المريء.

الجدير ذكره يعاني بعض الأشخاص من ارتداد حمضي خفيف يحدث مرتين في الأسبوع على الأقل، أو ارتداد حمضي متوسط إلى شديد يحدث مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.  حيث ان ارتجاع المريء هو إحدى التسميات الشائعة لمرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، والذي يعرف بأسماء أخرى كذلك، مثل: داء الارتداد المعدي المريئي، وحرقة المعدة (Heartburn). من الممكن أن يؤثر ارتجاع المريء على الجهاز التنفسي بعدة طرق مختلفة مسببًا ضيق التنفس، لا سيما بسبب العلاقة التي تربطه ببعض مشكلات الجهاز التنفسي، والتي قد يكون سببًا لها تارة أو نتيجة لها تارة أخرى، اذ ان  العلاقة بين ارتجاع المريء والربو معقدة بعض الشيء، ولكن يعتقد بعض الخبراء أن آلية تأثير كل منهما على الآخر قد تعزى لقدرة ارتجاع المريء على التأثير سلبًا على الأغشية المبطنة للحلق وللمجاري التنفسية، مما قد يتسبب في تحفيز الإصابة بضيق التنفس والسعال من شأنها أن تؤثر سلبًا على حالة مرضى الربو. مما  توصي الكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي بمراجعة الطبيب، إذا كنت تستخدم الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أكثرمن مرتين في الأسبوع للمساعدة في علاج أعراض الاضطراب. كذلك إذا بدأت في التقيؤ بكميات أكبر، خصوصا  إذا كنت تتقيأ سائلاً أخضر أو أصفر أو دموي أو يحتوي على بقع سوداء صغيرة.

تجدر الاشارة الى ان تعرض المريء للحموضة الكثيرة والقوية من معدتك يؤدي إلى التهاب.  كما يمكن أيضاً أن تصاب بالتهاب الحنجرة الارتجاعي، وهو اضطراب في الصوت. بالإضافة إلى إمكانية نمو خلايا غير طبيعية في المريء، وهي حالة تسمى مريء باريت، والتي يمكن أن تؤدي في حالات نادرة إلى الإصابة بالسرطان فضلا عن ذلك  قد تواجه ضيقاً في حلقات المريء، وهي حلقات أو طيات من الأنسجة غير الطبيعية التي تتكون في البطانة السفلية للمريء.  و ايضا قد تضيق هذه العصابات من الأنسجة المريء وتسبب صعوبة في البلع حيث يعتمد علاج ارتجاع المريء نهائياً على السبب الرئيسي للإصابة، ولهذا من المهم إجراء منظار للمعدة عن طريق الطبيب. قد يصف لك مضادات الحموضة الخاصة بالمعدة التي توفّر راحة سريعة. لكن هذه المضادات وحدها لن تشفي المريء الملتهب الذي تضرر من الحموضة. فضلاً عن أنّ الإفراط في استخدامها يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل الإسهال أو مشاكل الكلى في بعض الأحيان .

تغيير نمط الحياة و دقة جراحة المعدة

في هذا الاطار تحدث الاختصاصي في جراحة المعدة الدكتور رودريغ شمالي باسهاب عبر ل greenarea.info حول اهمية تغييرنمط الحياة بالتالي الحد من انقطاع التنفس من جراء الارتجاع المريء مع ضرورة  التنبه جيدا قبل اجرء اي عملية جراحية للمعدة مما قال  :”ان الذي يعاني من ارتجاع المريء هم المصابون بالبدانة المفرطة  التي تزيد الضغط من البطن على الرئة و بالتالي هم الاكثرعرضة  للاصابة بذلك .عدا ذلك هناك مسببات اخرى لارتجاع المريء سواء  طبيعة  نمط الحياة و طريقة التغذية و التدخين  و الاكثار من الشوكولا و المشروبات الروحية و الغازية و الكافيين و الصلصات الحارة  فضلا عن الضغط النفسي الذي يعيشه الانسان اليوم .  بالمقابل  ان ارتجاع المريء ايضا يزيد عند الاشخاص لديهم  مشاكل  في المعدة كالفتق في المعدة فهم  ايضا عرضة اكثرلذلك كون السائل الحمضي او الاسيد في الفتق داخل المعدة يصعد بين الرئتين مما يكون المريض عرضة اكثر و بسهولة للاصابة بارتجاع المريء خلال النهار.”

تجدر الاشارة وفق الدكتور شمالي الى :”اننا  كلنا معرضين لارتجاع المريء انما النسبة التي تحصل و الكمية التي تكون اقل و لكن المشكلة تكمن عندما لا نسيطر عليها عندها تصبح اكثر من النسبة المطلوبة و بالتالي  مرضية. و في المقابل هناك الكثير من  الناس يصابون بارتجاع المريء  بعدما صارت على الموضة لذلك نشدد على التوعية خصوصا عند الناس الذين خضعوا لعمليات تكميم المعدة  وبالتالي عرضة  اكثر الى ارتجاع المريء من جديد .”

الجدير ذكره حسب الدكتور شمالي :” اهمية توعية الناس بانه قبل اجراء اي عملية  تكميم المعدة  من الضروري  اللجوء الى المنظار  قبل اتخاذ اي خطوة جراحية فيها  و علينا ان نعيده كل سنتين او ثلاث سنوات خصوصا اذاكان هناك من  عوارض في ارتجاع المريء .”

الوقاية العاجلة

من جهة اخرى شدد الدكتور شمالي على الوقاية كثيرا تفاديا لاي تداعيات من ارتجاع المريء مما قال :”ان  الناس الذين يشعرون بالاختناق خلال  النوم يعانون من بدانة مفرطة . اما الذي عنده مشاكل كالفتاق على باب المعدة وفق حجمه فيصبح عرضة اكثر للاصابة  في ارتجاع المريء اي انتقال الاسيد من المعدة  الى فوق داخل المريء  مما ينتج عن ذلك مشاكل  في الرئة و هذا ما نشهده حالة الاختناق خلال النوم عند الرضع او الاطفال حيث لا نقوم  لهم اي تدخل جراحي انما في اللجوء الى  العلاج من خلال تغيير نمط الحياة  الذي هو الاساس كما  ننصح بوضع لهم وسادة او وسادتين تحت راسهم بهدف رفع الراس على الاقل  .عدا ذلك اهمية تناول اخر وجبة طعام  تكون نوعا ما بعيدة  كل البعد عن وقت النوم خصوصا عند الكبار في العمر و الصغار ايضا مع اهمية  الابتعاد عن الكافيين و القهوة  والتدخين و الشوكولا و الصلصلة الحمراء و الحامضة والحرة  ايضا جميعها تؤدي الى  ارتجاع المريءخصوصا خلال النوم عند  المساء  مع اهمية تناول دواء لحماية المعدة  قبل تناول اي طعام.”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This