لا شك ان الازمة الاقتصادية اثرت بصورة مباشرة على نوعية التغذية مما تراجعت الى حد كبير و الاسوء في ذلك اثرت على مرضى السكري مما حرموا من الغذاء الصحي نتيجة الفقر الذي طال شريحة مهمة من الشعب اللبناني فضلا عن ذلك بات الدواء من الصعب توفره ام باهظ الثمن او انه غير موجود . ليبقى السؤال يطرح نفسه :ما هي المضاعفات الصحية التي تطال مريض السكري في حال لم يتلق الغذاء الصحي و الدواء بصورة مستمرة ؟
سوء التغذية و الامراض
وفق تقرير تابع لمنظمة الصحة العالمية ان سوء التغذية يشمل في جميع أشكاله نقص التغذية (الهزال والتقزّم ونقص الوزن)، ونقص الفيتامينات أو المعادن، وفرط الوزن، والسمنة، والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي. مما يعاني 1.9 مليار شخص من فرط الوزن أو السمنة، في حين يعاني 462 مليون شخص من انخفاض الوزن. كما يعاني ايضا 52 مليون طفل دون سن الخامسة من الهزال، و17 مليون طفل من الهزال الوخيم، و155 مليون طفل من التقزم، في حين يعاني 41 مليون طفل من فرط الوزن أو السمنة. كما وترتبط نسبة 45% تقريباً من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنقص التغذية. ويحدث معظم هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي الوقت ذاته، تتزايد نسبة فرط الوزن والسمنة بين الأطفال في هذه البلدان نفسها. كل ذلك نتيجة آثار العبء العالمي الإنمائي والاقتصادي والاجتماعي والطبي لسوء التغذية خطيرة ودائمة بالنسبة إلى الأفراد وأسرهم والمجتمعات المحلية والبلدان عدا ذلك عدم كفاية المدخول من الفيتامينات والمعادن، التي يُطلق عليها مسمى المغذيات الدقيقة. كما وتمكّن المغذيات الدقيقة الجسم من إنتاج الإنزيمات والهرمونات وغيرها من المواد اللازمة للنمو والنماء على نحو ملائم. حيث يُعد اليود وفيتامين ألف والحديد أهم هذه المواد فيما يتعلق بالصحة العمومية العالمية مما يمثل عوزها خطراً كبيراً على صحة السكان في جميع أنحاء العالم ونمائهم، ولاسيما الأطفال والنساء الحوامل في البلدان المنخفضة الدخل.
بالمقابل كشفت دراسة علمية جديدة عن أن سوء التغذية يمكن أن يؤدى إلى الإصابة بمرض السكري، ما يؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالموأوضحت الدراسة، أن أحد أشكال مرض السكري الناجم عن سوء التغذية يختلف اختلافًا كبيرًا عن النوع الأول أو النوع الثاني من مرض السكري، ويجب اعتباره شكلاً مميزًا من المرض.قد تكون النتائج حاسمة في تطوير علاجات فعالة لمرض السكري المرتبط بسوء التغذية، وهو أمر يؤثر على عشرات الملايين من الأشخاص في آسيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء.وقال الباحثون أن المرضى الذين يعانون من هذا النوع من مرض السكري هم في الغالب من الذين يعانون من النحافة، والفقراء من المراهقين والشباب الذين نادرًا ما يعيشون أكثر من عام بعد التشخيص. كما خلص الباحثون إلى أن مرض السكري المرتبط بسوء التغذية يختلف اختلافًا كبيرًا في التمثيل الغذائي عن مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني ، ويجب اعتباره نوعًا مميزًا من مرض السكري.
الازمة الاقتصادية زادت من التدهور الصحي
في هذا السياق تحدثت باسهاب الاختصاصية في الغدد الصماء و السكري الدكتورة بتول جعفر ل greenarea.info عن مساوىء سوء التغذية و انعكاسها على مريض السكري و ترقق العظام ايضا معربة عن استيائها العميق حول ما وصلنا اليه من تدهور غذائي نتيجة الازمة الصعبة التي نمر بها و انعكاسها بالتالي على الصحة بشكل عام مما قالت : “ان سوء التغذية يتوقف عن اي طبقة نحن نتكلم عنها كون الطبقة الوسطى في البلد اختفت بفعل الازمة الاقتصادية الخانقة مما لاحظت منذ سنة و نصف تقريبا خلال فترة عملي سواء في المستوصف ام في العيادة ان المرضى لا يملكون المال لشراء اللحمة و الدجاج و لا حتى اللبنة و لا الجبنة و لا الحليب و لا حتى الفواكه ايضا. مما يعيشون فقط على الرز و الخبز و البطاطا و نتيجة ذلك سيكون لديهم نقصا من كل من الفيتامين ب 12 و الحديد و الاسيد الفوليك .اما في ما يتعلق بسائر المعادن كالزنك و الكوبر فالمشكلة تكمن اننا لا نستطيع تحديدها الا من خلال الفحص الروتيني للدم لان اذا تم الفحص عن هذه المعادن المذكورة انفا اؤكد انه سيكون هناك نقصا جدا فيها لان الناس لا ياكلون اللحمة كفاية خصوصا و ان شريحة منهم يكتفون بالخبز فقط .”
الجدير ذكره حسب الدكتورة جعفر :” اما بالنسبة لدواء السكري فيتم تأمينه قدر المستطاع من خلال التبرعات المتوفرة على سبيل المثال في الجامعة الاميركية خلال حملة التوعية عن السكري و في حال لم يتم ذلك نجد بعض من المرضى لا ياخذونه و الامر ذاته بالنسبة لمرضى ترقق العظام .”
الحلقة المفرغة من العلاج غير المؤمن
الملفت للنظر وفق الدكتورة جعفر :” قبل الازمة الاقتصادية كنا نقول للمريض انه عليه ان يتوفر في صحنه نصفه نشويات و الربع بروتين و الباقي خضار. اما اليوم فلاسف بتنا مخجولين من انفسنا اذا طلبنا من المريض ما هو متوجب عليه في مأكولاته خصوصا و ان مريض السكري اذا اخذ انسولين يجب ان تطغى النشويات في طعامه فضلا انه بات من الصعب شراء دوائه لدى فئة من الناس مما تكون النتيجة نسبة السكر غيرمدوزنة و نقص في الفيتامينات . هكذا نعيش حلقة مفرغة في شراء تامين الدواء لدى مريض السكري و الامر ذاته عند مرضى ترقق العظام حيث لا يملكون المال الكافي لشراء الحليب و اللبن و اللبنة مما نطلب منهم شراء الكالسيوم حتى هذا الاخير باتت عملية شرائه من الصعب تامينه باستمرار. فصحيح ان هناك مستوصفات تؤمن المعاينة الطبية شبه مجانا و الفحوصات الطبية ايضا انما المعاناة لا توصف حيث تكمن في تامين الدواء باستمرار و هكذا دواليك نحن كاطباء ايضا نعاني مع المريض مشاكله .”