بزغ فجر حقبة جديدة من رحلات الفضاء مع برنامج Artemis التابع لناسا، والذي يهدف إلى إنشاء قاعدة معسكر على القمر ووضع الأساس لرحلة مستقبلية إلى المريخ.
وستعيد وكالة الفضاء الأمريكية البشر إلى سطح القمر في عام 2025، لكن بعثاتها المأهولة إلى الكوكب الأحمر لن تتم قبل عام 2030.
وفي غضون ذلك، يعتقد رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك أنه يستطيع التغلب على وكالة ناسا بإرسال رحلات مأهولة إلى المريخ في النصف الثاني من هذا العقد.
وتكمن المشكلة في أن الظروف على كوكب المريخ يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بأجزاء متعددة من الجسم، ما يؤدي إلى تسريع المرض والموت – حتى مع ارتداء بدلة الفضاء.
ومن الإشعاع المسبب للسرطان إلى ترقق العضلات وضعف العظام، هذا هو سبب كون التواجد على المريخ محفوفا بالمخاطر، وفقا للخبراء.
الإشعاع
من المعروف جيدا للعلماء أن المريخ له غلاف جوي رقيق بشكل لا يصدق – حوالي 0.6% من الغلاف الجوي للأرض – ما يعني أنه يتعرض باستمرار للإشعاع الكوني المجرّي المكثف والبروتونات الشمسية.
وسيتعرض أي إنسان على سطحه لهذا المعدل الشديد من الإشعاع الضار، ويتعرض لخطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الدماغ و”التدهور المعرفي” وغير ذلك الكثير.
وتشمل مناطق الجسم الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان من جراء الطفرات الخلوية، العيون والرئتين والأمعاء، وكذلك الثديين والرحم بالنسبة للنساء.
الجاذبية
في الفضاء، يعني الافتقار إلى الجاذبية أن العضلات بالكاد تحتاج إلى العمل وأن رواد الفضاء لديهم روتين تمرين قوي لمنعهم من فقدان كميات كبيرة من كتلة العضلات.
وعلى الأرض، في كل مرة يجلس فيها شخص أو يقف، تسحب الجاذبية الدم إلى ساقيه. إن العمل الذي يقوم به القلب للحفاظ على تدفق الدم لأنه يقاوم جاذبية الأرض يساعده في الحفاظ على حجمه ووظيفته.
وتؤدي إزالة آثار الجاذبية إلى انخفاض أداء القلب، وتقلصه بشكل مطرد، وفقا لدراسة أجريت عام 2021.
ويُعتقد أيضا أن الجاذبية الصغرى تزيد من ضغط السوائل داخل الرأس، ومن المحتمل أن تكون في مؤخرة العينين، ما قد يؤدي إلى إتلاف الرؤية.
غبار المريخ
على المريخ، متوسط الظروف القاحلة والمتجمدة -80 درجة فهرنهايت (-63 درجة مئوية) عند خطوط العرض الوسطى، ما يجعل الكوكب الأحمر يبدو غير مضياف للحياة.
لكن السطح الصخري مغطى أيضا بالبراكين المنقرضة والأودية والحطام، مع وجود تأثيرات نيزكية منتظمة تشكل خطرا مستمرا على أي مستعمرين في المستقبل. وأي شخص يزور المريخ سيقضي كل وقته في موطن داخلي مغلق، أو داخل بدلة فضائية يتنفس الهواء المعاد تدويره إذا كان بالخارج.
ولكن حتى عند القيام بذلك، سيواجهون خطر دخول غبار المريخ المنتشر وتلويث الممرات الهوائية.
سوء التغذية
بصرف النظر عن جميع قضايا الغلاف الجوي والبيئية للمريخ نفسه، هناك مشكلة أخرى تتمثل في النقص المحتمل في الغذاء وسوء التغذية الناتج.
وقد تكون وفرة ثاني أكسيد الكربون (CO2) مثالية لنمو النبات – إذا لم تكن بسبب نقص ضوء الشمس والماء والإشعاع.
وعلى كوكب المريخ، يمكن زراعة البرسيم الحجازي ثم تحويله إلى سماد للمساعدة في زراعة اللفت والفجل والخس وغير ذلك.