يتوقع مسؤولون أتراك تدهورا كبيرا في الوضع الصحي للسكان في المناطق المنكوبة بالزلزال المدمر، وتفشي أوبئة، كالحصبة والالتهاب الرئوي.
حسب ما أعلنه رئيس فرع الصحة العامة، جامزي فارول، فإنّ الفترة الأكثر خطورة من حيث الأمراض المعدية دخلت في مناطق الزلزال، مؤكدا أن التدابير المتخذة حتى الآن غير كافية.
على ماذا يستند هذا التوقع؟
أولاً، تم تعطيل خدمات التطعيم، خاصة عند الأطفال دون سن الخامسة، وبإضافة ظروف السكن والتغذية في المنطقة الآن، لذلك قد يظهر وباء الحصبة والالتهاب الرئوي عند الأطفال.
ثانياً، انعدام الأمن في أماكن المعيشة المشتركة سيزيد من حدوث التهابات الجهاز التنفسي.
وثالثاً، المنطقة التي ضربتها الزلازل في تركيا تبلغ 10 ولايات، ويقطنها الملايين من السكان، كثير منهم أصبح خارج منزله، وفي ظروف غير صحية.
قلة المياه والمراحيض
عضو مجلس الإدارة التنفيذي لفرع الصحة العامة، الدكتور أحمد صويصال، يلفت إلى أسباب أخرى تهدد الوضع الصحي، قائلأً: “لا توجد خدمات أساسية للصحة البيئية في المنطقة، وكان ينبغي توفير مياه الشرب الصالحة للمتضررين”.
وأضاف: “المواطنون في منطقة الكارثة لم يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم من المراحيض والحمامات؛ مما زاد من خطر انتشار الأوبئة”.
وتابع قائلأً: “القصور التنظيمي في توزيع المساعدات التي يتم تسليمها للمنطقة حوَّل المساعدات إلى قمامة، وأهم عقبة في إيصال المواد الغذائية هو انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، ومشكلة الكهرباء يجب حلها في أقرب وقت ممكن”.
خسارة أكبر من الزلزال
منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يصل عدد الذين تضرروا من الزلزال بأشكال مختلفة إلى 23 مليون شخص، بينهم نحو 5 ملايين في وضع هش، وأعربت عن خشيتها من أزمة صحية كبرى قد تتجاوز أضرارها خسائر الزلزال.
تقول المنظمة إنه يمكن أن تختلف التهديدات الصحية الناجمة عن الزلازل باختلاف حجم الزلزال، وطبيعة بيئة المباني (مثل السكن الفقير أو الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية)، والآثار الثانوية للزلزال، مثل أمواج التسونامي أو الانهيارات الأرضية، أما آثاره طويلة الأجل فقد تشمل الصحة.
كما عبرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مجددا في سوريا.