أكدت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمينة العامة لهيئة البيئة – أبوظبي أهمية الابتكارات والتقنيات الحديثة في تعزيز الجهود التي تبذلها الهيئة للبحث عن حلول مجدية ومستدامة لمواجهة التحديات البيئية. مشيرة إلى أن الابتكار عنصر مهم للغاية في مواجهة هذه التحديات، ووضع استراتيجيات وخطط لتحقيق النمو المستدام.
وقالت «يأتي شهر الابتكار كل عام ليؤكد اهتمام قيادتنا الرشيدة ببناء مجتمع الابتكار والإبداع في دولة الإمارات، ما أسهم في إيجاد نهج واضح للمستقبل، وأسلوب محدد نستلهم منه لمواجهة التحديات البيئية التي تواجهنا في ظل محدودية ثرواتنا ومواردنا الطبيعية. ويتزامن شهر الابتكار لهذا العام مع عام الاستدامة الذي يؤكد أهمية الابتكار في تعزيز الدور الذي نقوم به لحماية البيئة ومواردها الطبيعية وتحقيق التنمية المستدامة».
وقالت «ملتزمون منذ بداياتنا بنشر ثقافة الابتكار لإثراء العمل البيئي، وتحفيز طرح مبادرات بيئية مبتكرة قدمت حلولاً ناجعةً للتصدي للتحديات البيئية. وقد مكننا هذا النهج من أداء دورنا بفاعلية وكفاءة بتوظيف أحدث التقنيات وأفضلها، وإجراء أبحاث ودراسات شاملة لفهم التنوع البيولوجي، ورصد النظم البيئية، والأنواع والمؤشرات البيئية معتمدين على أفضل العلوم والتقنيات الحديثة والحلول المبتكرة والمهارات الفنية».
وتعمل الهيئة وفق منهجية محددة للذكاء الاصطناعي، التي تعد جزءاً من أهدافها الرئيسية الطموحة لتحقيق الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع نواحي عملها، لتحسين عملية اتخاذ القرار، وخلق طرائق عمل أكثر ذكاءً وفعالية. وتدرك أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرصاً واسعة النطاق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، حيث يعد علم البيانات والتحليلات من الأدوات الحيوية لمراقبة البيئة وإدارتها. وبالذكاء الاصطناعي، يمكن للهيئة إنتاج بيانات دقيقة للغاية وموجزة يمكن استخدامها على نطاق أوسع، لتطوير السياسات والمشاريع ذات الصلة لحماية البيئة والحفاظ عليها بشكل أفضل.
كما تدعم منهجية الهيئة للذكاء الاصطناعي باعتماد أحدث التقنيات، وتحديث بنيتها التحتية واستخدام أدوات البحث المتقدمة. ونظراً لأن الهيئة تمتلك أرشيفاً ثرياً للبيانات البيئية يمتد على مدار 25 عاماً، يمكن استخدام تحليلات البيانات التي يقودها الذكاء الاصطناعي لربط البيانات، وتحديد الاتجاهات، واستخراج قيمة أكبر بشكل ملحوظ لوضع الخطط والمبادرات المستقبلية.
يشار إلى أن مبادرات الهيئة المبتكرة انطلقت عام 1996 مع إدخالها نظم المعلومات الجغرافية في مشاريعها، ثم استخدمت أجهزة التتبع عن بعد عبر الأقمار الصناعية لمراقبة سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء، وأنشأت أول قاعدة بيانات بيئية في إمارة أبوظبي. واستخدمت تقنية الأقمار الصناعية لمراقبة الطيور المهاجرة. وتقنية «الجي اس ام» لتتبع المها العربي في محمية ام الزمول. وأطلقت مشروع أبوظبي لاستزراع لؤلؤ عالي الجودة ينتج اليوم بين 80 ألفاً إلى مليون محارة سنوياً. وتشغيل شبكات مراقبة جودة الهواء.
وبناء أكبر خزان استراتيجي للمياه في العالم بأحدث التقنيات التكنولوجية في إمارة أبوظبي وبناء أول مركز للزراعة الملحية، واستخدمت تقنية الليزيمتر لتحديد احتياجات أشجار الأراك للمياه.
وبناء أول مركز للتحلية بالطاقة الشمسية إقليمياً بالتعاون مع شركائها. وتشكيل أول فريق للابتكار واستشراف المستقبل.
والكثير من المبادرات المبتكرة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقييم جودة التربة. وأطلقت تطبيق «بادر» المجاني المبتكر، لتعزيز ممارسات الحفاظ على البيئة وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.