هلع و خوف ليس فقط من  تبعات الهزة الارضية في لبنان و خضة الزلزال في تركيا بل من البعد النفسي الذي مازال يترك اثاره في نفوس اللبنانيين حيث اوقظ فيهم الشعور بالقلق من الايقاع بالصدمة نفسها على غرار انفجار مرفأ بيروت يوم 4 اب . و اذا كان القلق ارتفع منسوبه نظرا لغياب الدولة في تأمين  الامن و الامان عند اي هزة  تحصل .فما هو رأي ذوي الاختصاص في علم النفس حول البعد النفسي عند حصول الهزة الارضية ؟ و كيف يمكن تحصين انفسنا  نفسيا عند اي هزة ؟

الناس انواع في الكوراث

تفيد  المعلومات في مجال علم النفس ان  الاشخاص نوعين عند وقوع الهزة الارضية  مما يعني  هناك نوع يتعرض للكارثة، وآخر يشاهد مَن حدثت لهم الكارثة، اذ ان  الأول يدخل مرحلة الصدمة مباشرة ثم مرحلة الإنكار، يلوم ويعاتب  ويسأل نفسه: لماذا حدث له ذلك. ويحاول التحدث مع الله لفهم ما حدث له؛ ثم يدخل مرحلة الاكتئاب، ويشعر بالضيق والقلق والتوتر، وأنه ليس هناك مستقبل، ويفقد الشغف، ويتمنى الموت؛ خصوصا  الذين فقدوا منازلهم أو أشخاصًا عزيزين عليهم، وبعد التعافى من الاكتئاب تأتى مرحلة التقبل، ويبدأ الشخص بتقبل ظروفه، ويحاول أن يواصل حياته مرة أخرى.

أما  النوع الثاني الذين شاهدوا الهزة الارضية ولم يتعرضوا لخسارة أو كارثة، فتكون المراحل أقل حدة من الأشخاص السابقين، فيتعرضون لاضطراب ما بعد الصدمة، (تراودهم أفكار بسبب تكرر المشهد أمام أعينهم، وأثناء النوم)، كأنهم يعيشون ذلك الموقف مرة ثانية وثالثة، ويشعرون بالتوتر والقلق، وأحيانًا يحتاجون علاجًا دوائيًّا أو سلوكيًّا لتخطى تلك المرحلة .

تراكمات الصدمات

في هذا السياق  اعتبرت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة  نورما الاشقر عبر ل greenarea.info ان وراء الهلع من الهزة الارضية او ما شابه الذي يطال اللبنانيين  اليوم هو نتيجة تراكمات من الصدمات التي مروا بها خلال السنوات الماضية او اي حدث مرير في الماضي مما قالت  : ” لاشك ان هناك تراكمات عند اللبنانيين نتيجة ما مروا من ازمات صعبة فاي كارثة  شعروا بها مهما كان نوعها  توعي فيهم  الاشياء النائمة. لذلك لا ننسى جيل الحرب ماذا اويقظت فيه  من خوف  حتى وصل هذا الشيء الى الاطفال  فضلا عن تاثير انفجارمرفأ بيروت على الناس  زد الى  ذلك الاعصاب منهكة عدا المشاكل  الشخصية و الصعوبات التي يمر بها  الفرد مختلف  تماما عما هو على الصعيد الجماعة .لذلك كل شخص يعيش مرحلة من الخوف من الهزة الارضية او الزلزال  تكون وفق   التجربة التي مر بها مما  يستفيق لديه القلق من جديد .على سبيل المثال  ان الذي عاش انفجار 4 اب سواء  بالقرب منه او فقد عزيز على قلبه ام خسارة منزله يكون شعوره وحالته النفسية مختلفة تماما  عن الذي يعيش بعيدا عن الحدث .”

القلق يهز النفس

الجدير ذكره وفق الدكتورة الاشقر :” كل شخص يعيش الحالة النفسية  حسب تجربته و يوقظ القلق  عنده من جديد  بمعنى عندما شعرنا بالهزة الارضية هناك اشخاص لم يخافوا ربما لانهم عاشوا الهزة الارضية بانها تهز بما حوليهم و تتوقف . اما الذين شعروا بالهزة  فاصيبوا بالخوف خصوصا اذا  لحق بهم الضررسواء جسدي ام مادي . اذ ان اكثرية الناس انتباهم الرعب  حيث ترددت كثيرا  كلمة رعب  على لسانهم مثلما تداولوها  في الحرب و انفجار مرفأ بيروت . في تفسير ادق  اذ ان كلمة رعب  تعتمد على عنصر المفاجأة غير المتوقعة و غير المحضرة لان لا نعرف ماذا يخبىء لنا. فكل شي نجهله يزيد  فينا القلق اما تداعياتها النفسية فناتجة ان اعصاب اللبنانيين مستنزفة لا  يتحملوا اي خضة . لذلك ان مسالة تحضير الحقيبة عادية  ليست بالخطا لان في الحرب كانت  دائما حاضرة لدى اللبنانيين  كونها تريحهم نفسيا وبالتالي يخف القلق عندهم خصوصا وان  الاخير يدمر حياة الانسان و يعيقها   حيث لا يستطيع النوم و يرافقه الخوف  و يشعر بالكوابيس وايضا لا ياكل بشكل جيد . لذلك اذا استمرت هذه العوارض على حالها  من الافضل استشارة اختصاصي نفسي  للمساندة .”

غياب الدولة و الامان

تجدر الاشارة وفق الدكتورة الاشقر :”  ان المشكلة تكمن في غياب الدولة كي  تخفف  هاجس القلق  عند الناس عدا ذلك  ليس هناك من امان مما  بات اللبناني يتكل على نفسه و هذا الشيء ليس بجيد لان المسؤولية مشتركة  بين المواطن و الدولة انما للاسف  باتت  الدولة تؤذينا اكثر مما تفيدنا و ذلك من خلال سرقة اموال المودعين  او غياب الامان على الطرقات  مما نتج عن ذلك الاكتفاء الذاتي من تحصين المنزل  و غيره بمعنى صار اللبناني دولة بحد ذاته لكي يشعر انه في امان .”

دور علم النفس للحد من الاحباط

في هذا السياق نصحت الدكتورة الاشقر :”  ان اي شخص يعيش فترة صعبة  و توتر مستمر لا يستطيع ان يضبط اعصابه  و يعيش الخوف المستمر  يخربط حياته لا يجعله ينام و في الوقت نفسه يشعر بانهيار نفسي نتيجة صدمة معينة .من الافضل ان يتلهى بالنشاطات الاجتماعية والرياضية او بالعمل او بالقراءة مع اهمية وجود الاهل بقربه او اصدقائه لكي يشعر انه يتكل عل احد يستطيع ان يتحدث معه عن ما يعانيه مع  ضرورة الابتعاد عن اخبار التواصل الاجتماعي و اذا عجز عن ذلك من الافضل استشارة اختصاصي في علم النفس او معالج نفساني لكي يساعده في التخلص من العوارض النفسية التي يعانيها .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This