اكثر ما يتردد على مسامعنا عند كل هزة ارضية العبارة التالية “اشعر بدوار و كأن الارض تدور حولي لدرجة افقد توازني ..” تلك العوارض شعر بها شريحة مهمة من اللبنانيين خصوصا الذين عندهم استعدادا لذلك عند كل هزة ارضية . فما هو رأي ذوي الاختصاص سواء في الاذن و الانف و الحنجرة ام في علم النفس نظرا لما تترك ورائها القلق و الاكتئاب ؟ و كيف يتم تحديد ذلك ؟
من اليابان اكتشفت
تفيد المعلومات انه بعد الزلزال الذي ضرب اليابان في 11 اذار سنة 2011 بقوة 9 درجات على سلم ريختر، حينها شعر الكثير من الناس بالدوار في المنطقة الشرقية من اليابان بالقرب من مركز الزلزال ، كما لو كانوا يتأرجحون، وهذا في وقت لم تكن تحدث فيه هزات ارتدادية بالفعل. مما أطلق الباحثان اليابانيان ياسويوكي نومورا وتيرو توي على هذه الظاهرة اسم “متلازمة دوار ما بعد الزلزال” (Post-earthquake dizziness syndrome)، وذلك في ورقة بحثية نشرت في مجلة “أبحاث التوازن” (Equilibrium Research).في متلازمة دوار ما بعد الزلزال يشعر الشخص بدوار خصوصا عند الجلوس وعندما يكون داخل منزل أو بناية.
كما و انه ترتبط الآلية الأساسية بمحفزات للجهاز الدهليزي في الأذن، و ايضا تضم قائمة الأسباب الاضطرابات العاطفية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، فضلا عن القلق والتوتر الناجمين عن الكارثة. مع الاشارة الى ان الجهاز الدهليزي هو الجهاز الحسي للأذن الداخلية الذي يساعد الجسم في الحفاظ على اتزانه الحركي، وتعدّ المعلومات التي يوفرها الجهاز الدهليزي ضرورية أيضا لتنسيق موضع الرأس وحركة العينين مما توجد مجموعتان من الأعضاء في الأذن الداخلية، وهي القنوات نصف الدائرية التي تستجيب للحركات الدورانية، والقريبة (utricle) والكييس (saccule) والكيس داخل الدهليز، التي تستجيب للتغيرات في موضع الرأس فيما يتعلق بالجاذبية.وظيفيا، ترتبط هذه الأعضاء ارتباطا وثيقا بالمخيخ ومراكز الانعكاس في النخاع الشوكي وجذع الدماغ التي تتحكم في حركات العين والرقبة والأطراف.
اما في ما يتعلق بآثار الزلزال على الصحة العقلية للناجين، فإن أكثر الحالات النفسية شيوعا بين الناجين من الزلزال هي اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والاكتئاب الشديد.
لا بد من جلسات نفسية
في هذا الاطار تحدثت الاختصاصية في الصحة العقلية و النفسية الدكتورة كارلا كسرواني عبر ل greenarea.info انه بداية علينا التأكد اذا كانت الدوخة سببها مشكلة في الاذن و اذا تبين ان هذه الاخيرة سليمة و الدوخة مازالت مستمرة بعد صدمة الهزة الارضية يرجح ان السبب نفسي لا بد من معالجة عبر جلسات نفسية لتقوية المهارات مما قالت :”بعدما نتأكد انه لا مشكلة صحية لدى المريض خلال المعاينة الصحية لدى طبيب الاذن و الحنجرة و الانف وانه ليس هناك اي خلل في التوزان في بلورات الاذن كون هناك اشخاص عندهم استعداد للدوخة . انطلاقا من ذلك اذا استمرت الدوخة على حالها رغم تاكيد طبيب الاذن انها سليمة عندها من المؤكد ان الوضع له علاقة بالشق النفسي عندها يحتاج المريض الى العلاج النفسي ومتابعة لتخلصه من الصدمة كي لا يظل مؤثرا بالحالة التي فيها حيث نركز على مهارته لكي تكون اقوى مما هو عليه و تعليمه عدة طرق للتخفيف من القلق و الاكتئاب الذي يمر به .”
تزول الدوخة تلقائيا
اما الشق الطبي في ما يتعلق بعلاقة الدوخة بصحة الاذن فكان للاختصاصية في الاذن و الانف و الحنجرة الدكتورة ليندا حاموش التي اوضحت عبر ل greenarea.info ان الشعور بالدوخة بعد الهزة الارضية قد يحصل انما يزول تلقائيا مما قالت :”عادة عند كل هزة ارضية يحدث خللا في التوازن في الاذن الداخلية او هزة في بلورات عندها يصاب الشخص بالدوار فضلا عن التأثير النفسي مما يشعر الانسان ان احد ما يهزه انما الحقيقة ليست كذلك . الامر ذاته تظهرهذه العوارض عند الشخص لديه ضعف في توزان الاذن الداخلية عند اي هزة قوية يشعر بالدوار على عدة ايام لتختفي لوحدها. و اهم نصيحة لكي يتم التعافي من تأثير الهزة الارضية اللجوء الى ممارسة رياضة المشي على عدة ايام بعدها يستعاد التوزان و بالتالي تقوية الاذن الداخلية. لذلك ان الشعور بالدوار بعد الهزة الارضية يختفي لوحده و ليس بحاجة كثيرا للدواء للمعالجة .”
العلاج الدوائي من جهة اخرى اعتبر الاختصاصي في الاذن و الانف و الحنجرة الدكتور انطوان جاكليس انه اذا طالت الدوخة بعد الهزة الارضية يعطى في هذا الاطار علاج دوائي مما قال ل greenarea.info :”ان الشعور بالدوار بعد الهزة الارضية في حال كانت قوية يعود الى اهتزاز البلورات داخل الاذن اما اذا كانت الهزة خفيفة فلن تهتز البلورات داخل الاذن الداخلية. او قد تكون الدوخة نتيجة الضغط النفسي و القلق . انما في جميع الاحوال تختفي الدوخة تدريجيا لوحدها و يعود التوزان الى طبيعته . اما اذا كانت ستشكل الدوخة بعد الهزة الارضية اي ازعاج فيعطى في هذه الحالة عقار “غرافول ” لمدة ثلاثة ايام وبعدها تعود الامور لطبيعتها .”
