على الرغم من الأزمات التي يعيشها لبنان وانسداد الحلول السياسية والمالية والاقتصادية، بارقة أمل بغدٍ أفضل وبجيل جديد رائد ومندفع يُمثلها الشاب إيليا طنوس صاحب الـ 16 ربيعا ابن بلدة جران البترونية، ونجل الزميلة الإعلامية ريما عساف. فهو استطاع بعمر صغير ان يجذب من خلال موهبته الاستثنائية في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني شركات عالمية متخصصة في هذا المجال وأصبح أول سفير لشركتي
Prow وRevotips المتخصصتين في مجال التكنولوجيا.
وبعدما ذاع صيته وشارك في عدة دورات تدريبية ومؤتمرات عالمية، دُعي إيليا للمشاركة في مؤتمر Gisec الذي عُقد مؤخرا في دبي ما بين 14 و16 آذار الحالي، وكان متحدثاً رئيسياً إلى جانب قيادات ووزراء ومسؤولين ورؤساء أكبر الشركات في العالم بمجال الـ Cybersecurity ليُصبح بالتالي أصغر محلل في مجال الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط.
إيليا برهن منذ صغره عن شغف وتعلّق بكل ما له علاقة بالأمن السيبراني والتكنولوجيا والقرصنة الأخلاقية، وأثبت عن تعطش لتعميق مهاراته وتعزيزها، فكيف نمت هذه الموهبة وكيف يصف تجربته بمؤتمر Gisec وماذا عن طموحاته المستقبلية؟
يروي إيليا في حديث لـ “لبنان 24” كيف أصبح خبيرا في الأمن السيبراني بعمر الـ 15 عاماً، ويقول: “ان أُصبح خبيرا في هذا المجال لم يكن سهلا ابدا، ولكن عندما يحب الانسان ما يقوم به مهما كان صعبا،فيمكنه النجاح بسهولة وبالنسبة لي العمر لم يكن حاجزا او عائقا لأحقق ما أريد”.
ويتابع: “بدأت موهبتي بعمر صغير جدا ولكن أصبحت أكثر جدية اعتبارا من عمر الـ 7 او 8 سنوات وتابعت دروس اونلاين لتطوير قدراتي، إضافة إلى ذلك كنت اشاهد كثيرا الأفلام ودائما كانت شخصية “الهاكرز” تُثير إعجابي وتجذبني.ومع البحث وجدت أن عمل “الهاكرز” يمكن أن يكون أخلاقياً (ethical hacking) ويمكن من خلاله التأثير بالناس بطريقة إيجابية وعندها بدأت اخضع لدورات مع أهم شركات عالمية لأستطيع ان أحصل على الشهادات التي حصلت عليها اليوم”.
ولفت إيليا إلى انه “عكس الكثير من الناس يعتبر ان فترة كورونا لم تكن سلبية بل إيجابية بالنسبة له حيث استطاع خلالها ان يطوّر موهبته وبالتالي أثرت عليه بشكل إيجابي”.
سفير لشركتين
ويضيف إيليا: “بعد عرض شهادتي وخبرتي على مواقع التواصل الاجتماعي جذب هذا الأمر انتباه العديد من الشركات المهمة والكبيرة وتواصل معي رولان ابي نجم الذي هو من أهم الأسماء في هذا المجال بالمنطقة ،وعرض عليّ القيام بعمل تدريبي في شركتين وهما REVOTIPS وأيضا شركة PROW حيث أعمل حاليا وأصبحت سفيرا لهما”، لافتا إلى انه “من خلال العمل في هاتين الشركتين استطاع تطوير نفسه واكتساب الخبرة وعيش تجربة فريدة جدا في هذا العمر”.
وعن مشاركته في مؤتمر ” Gisec” وهو أكبر مؤتمر متخصص بالأمن السيبراني في الشرق الأوسط وافريقيا، يقول: “دعيت لأتحدث في المؤتمر بصفتي أصغر متخصص في الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وتحدثت فيه عن النقص الكبير في الأمن السيبراني وما هي تداعياته وكيف يمكن للشباب وبطاقات بسيطة سد هذا النقص ومن خلق عالم رقمي محمي.”.
وأشار إلى ان “المشاركين في المؤتمر عبّروا عن إعجابهم به”، وأكد انها كانت تجربة ناجحة جدا وكان شعورا جميلا كشاب لبناني عمره 16 سنة الوقوف أمام وزراء وسفراء ومدراء من كافة اصقاع العالم والتعبير عن قضية تهمه جدا على الرغم من كل الصعوبات التي يُواجهها لبنان حاليا
تشجيع الأهل
يؤكد إيليا ان عائلته لعبت الدور الأساسي بما وصل إليه اليوم وشجعته منذ البداية ولم تشك يوما بقدراته وأمنت له كافة الوسائل التي يحتاجها لاكمال هذه المسيرة”.
ويؤكد إيليا انه سيتخصص في الأمن السيبراني، وقال: “للأسف هذا الاختصاص لا يمكن ان ادرسه في لبنان لذا سأضطر للسفر إلى الخارج لمتابعة دراستي الجامعية ولكن سأعود إلى لبنان في حال وجدت لاحقا فرصة للعمل فيه لاسيما واننا نعاني نقصا كبيرا في هذا المجال تحديدا”.
نصيحة لأبناء جيله
يشير إيليا إلى انه يوفق ما بين دراسته وموهبته وحياته الاجتماعية من خلال تنظيم وقته، مشجعا الشباب على القيام بذلك.
ويقول لأبناء جيله: “انا أيضا أعيش في لبنان واعاني من الواقع الذي نحن فيه حيث لا انترنت ولا كهرباء وهناك أزمة اقتصادية خانقة وكافة الأمور أصبحت صعبة ولكن على الرغم من كل ذلك وضعت هدفا أمامي واستطعت تحقيقه”، ويضيف: “هذه المشاكل كانت دافعا بالنسبة لي لكي أستطيع ان أحصن نفسي وبلدي وان ابرهن لنفسي انه يمكنني القيام بما اريد وبالتالي مهما كانت الصعوبات كبيرة يجب الا تكون حاجزا بالنسبة للشباب او ان تجعلهم يستسلموا للأمر الواقع بل عليهم ان يكملوا وان يحققوا ما يريدونه من خلال المُثابرة”.
ويختم صاحب الـ 16 عاماً بالقول: “الوقت يمر والعالم يتطور بشكل سريع وعلينا مواكبة ذلك وان نطور أنفسنا لكي نتمكن من ترك أثر إيجابي في هذا العالم.”