تتبعثر الكلمات عندما لا تجد كلمة اقوى من كل كلمة جريمة بحق الانسانية و بالتحديد صحة الاطفال بخطر لما لا ؟ طالما رفع الدعم عن الحليب هزّ الغذاء الصحيح للطفل  و بات من الامر الصعب الحصول عليه نظرا لارتفاع كلفته و هنا تسمع من حين لاخر صرخات الاهل : ” ما بقى معنا مصاري لنشتري علبة حليب لاولادنا هل يجوز ذلك ارحمونا ” و في حال توفر المال  لا يجدونه .كل هذه المعاناة لا بد من التوقف عندها حول التأثير الصحي على الاطفال في حال عدم تناول الحليب بالكميات المطلوبة و الى اي مدى سيؤثر على نموه ؟ بالوقت ذاته هو بامس الحاجة الى الغذاء السليم فما هورأي الاختصاص في هذا المضمار ؟ فهل صار من الكماليات ؟

الحليب من ركائز الغذاء للطفل                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

تفيد المعلومات العلمية ان الحليب يعتبر جزءًا لا يتجزأ من حياة الطفل اليومية منذ اليوم الأول. مع العلم ان حليب الأم يظل  الغذاء المثالي، ولكن إذا كانت الأم لا تستطيع أو لا تريد إرضاع طفلها، فيجب اختيار تركيبة رضاعة مناسبة لعمر الطفل. وتغطي هذه التركيبات المخصصة للرضع احتياجات الرضيع بأفضل صورة ممكنة، سواء على مستوى المغذيات الكبرى (مثل الليبيدات، والسكريات، والبروتينات)، أو على مستوى المغذيات الدقيقة (مثل الفيتامينات، والحديد، والزنك، والمعادن الأخرى…)، مرورًا بحصتها من الكالسيوم التي لا يمكن الاستغناء عنها.وبالطبع، يكبر الطفل في عمر 4 إلى 6 أشهر. عندئذ لا يعود الحليب قادرًا على تغطية كافة احتياجات الطفل الغذائية. لذلك، نبدأ في تنويع الغذاء؛ غير أنه لا يجب الاستغناء عن الحليب بل على العكس، فهو لا يزال يتصدر إلى جانب الحليب المخصص للأطفال المبتسرين،  اذ ان هناك ثلاث فئات من الحليب، والتي تتناسب مع احتياجات كل فئة: بداية حليب المرحلة العمرية الأولى والثانية (القياسي)، للأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة، وهذا النوع يُوزع في المتاجر الكبرى والصيدليات الحليب المخصص لمعالجة المشاكل الوظيفية البسيطة ويفيد في محاولة التخفيف من حدة مشاكل الهضم البسيطة (التجشؤ، الإمساك، عدم الإحساس بالشبع، اما الحليب العلاجي للأطفال الذين يعانون من الأمراض مثل: ارتجاع المريء، خطر الحساسية، الحساسية تجاه الحليب البقري، عدم تحمل اللاكتوزفهذا  النوع متوفر فقط في الصيدليات. لذلك اهمة مناقشة كيفية اختيار الحليب المناسب أكثر للطفل مع الطبيب حول جميع الأغذية.

جريمة غذائية

في هذا السياق تحدث الاختصاصي في طب الاطفال الدكتور بيار معوض ل  greenarea.info حول اهمية اعطاء الحليب المناسب لكل عمرالطفل كي لا نقع في مشاكل  النمو  مما قال :” لا شك ان رفع الدعم عن الحليب جريمة و لكن في الوقت نفسه  نقول اذا كان ذلك سيكون متوفرا افضل من انقطاعه. و لكن من المؤكد يجب  ان نجد طريقة للمساعدة لدى الشخص غير قادر لايجاده  و  لكن هذا الامر من  الصعب تطبيقه في هذه الظروف الصعبة . صحيح عند رفع الدعم جعل الحليب متوفرا انما في الوقت  نفسه هناك جزء من  الاطفال اهاليهم غير قادرين  ان يشتروا لهم  الحليب كونه بات مكلفا مع العلم من الضروري اعطائه للطفل للحصول على غذاء سليم و نمو صحيح الا انه الذي يحصل ان فئة من الاطفال لا يتوفر لهم الحليب و بالتالي  سيحصلون على تغذية ناقصة و في حال شربوا الحليب البقر العادي  عندها سنقع  في مشاكل في التغذية و نقص  في الحديد و امراض طويلة الامد كالكوليسترول و البدانة و السكري.”

الجدير ذكره وفق الدكتور معوض :” حتى بين  عمرالسنة و ثلاث  سنوات  في حال حصل الاطفال على حليب البقر فسوف يعانون من نقص الحديد لان حليب البقر غير متوفر فيه كمية حديد الكافية مما سيكون لديهم مشكلة صحية اذا لم يعطى لديهم مكمل للحديد .”

التحذير  من الحليب المغشوش

في المقلب الاخر اوضحت الاختصاصية في التغذية الدكتورة نيكول عشقوتي عبر ل greenarea.info  انه من الضروري جدا التنبه الى محتويات الحليب الصحيح لان قد يقع المواطن ضحية الحليب المغشوش مما قالت : “علينا ان نوضح كاخصائيين تغذية  انه بعد عمر السنة نستطيع استبدال الحليب للطفل باي نوع  من الحليب كحليب البقر دون خوف او تردد لان المهم ان يحصل الطفل على التغذية السليمة انما  ما يجب معرفته انه قبل عمر السنة لا يجوز اعطائه الا الحليب الواجب اعطائه الخاص لهذا العمر . الجدير ذكره من الضروري معرفته ان هناك انواع  من الحليب  لا تحتوي مكونات الحليب نفسه لان اذا قرأنا محتوياتها  نجد فيها مواد متل الزيوت المهدرجة لا علاقة لها بتاتا  بالحليب . لذلك  من الافضل  التأكد من محتويات الحليب قبل اعطائه للطفل  دون اعطائه اي نوع  الذي يشبه الحليب غير المفيد . ”

و اهم ما نصحته عشقوتي :” ازاء هذا الوضع الصعب الذي نمر به نجد بعض  من الاهالي غير قادرين ان  يعطوا لطفلهم  حليب البقر  الصحيح البودرة او  السائل عندها يلجأون الى اعطائه ما يشبه الحليب و هذا خطأ  مع العلم نستطيع ان نؤمن له الكالسيوم في غير ماكولات سواء  من اللبن و الجبنة و الحبوب  حيث تكون التغذية  السليمة بديل عن الحليب .”

و الملفت للنظر وفق عشقوتي :”  انه من شهرالى عمر  السنة مضطرين  اعطائه الحليب  الخاص لهذا العمر  كما و ان الطفل لا يستطيع  تناول الاكل قبل الست اشهر  مع اهمية ان يحصل على التغذية المتوازنة بطريقة معينة.  بالمقابل في حال كان عمر الطفل  من ستة اشهر الى سنة اي ان هذه الفترة يتعرف على ما يأكله  واذا كان لم يتوفر له  الغذاء السليم فمن دون شك سيؤثر على نموه خصوصا انه في هذا العمر بحاجة ايضا الى البروتيين  فضلا عن الكالسيوم   المتوفر في كل من الجبنة او اللبن او السبانخ  او انواع السمك انما  لا يستطيع تناولها في هذه الفترة من عمره لذلك نشدد على الحليب الخاص به يحتوي على كل من المواد الغذائية الصحيحة   .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This