” رح اختنق .. رح انفجر .. ما بقى عندي طاقة تحمل .. اعصابي مش حاملتني قرحت معدتي من التعصيب ..” كم من المرات نقول تلك العبارات علنا عندما نكون بمرحلة ” فشة خلق ” لا ندري بماذا نشعر من عوارض جسدية نفسية و ماذا تخبىء من ورائها ؟ و لا نعرف حتى ان ما نشعر به من الكبت النفسي الذي يحاصر حياتنا الى حد الاختناق نتيجة المشاعر الدفينة التي كلما تخزنت في داخلنا كلما هددتنا بانفجار الضغط النفسي للتترجم بامراض نفسية جسدية كالقرحة و سواها لنتسأل : هل من حلول مساعدة لنتحرر من هذا الطوق على حياتنا ؟
اخراج الطاقة و الانقاذ النفسي جسدي
تفيد المعلومات العلمية ان الكبت النفسي أو الكظم (بالإنجليزية: Repression) هو عملية خاصة بشعور الإنسان وميله لاستبعاد الذكريات أو المشاعر المؤلمة التي حدثت في الماضي وسببت له صدمة نفسية، مما يستدعي نقل هذه الذكريات والأفكار من دائرة الشعور إلى دائرة اللاشعور ومن دائرة الوعي إلى دائرة اللاوعي، معظم هذه الذكريات المؤلمة تتضمن دوافع عدوانية أو جنسية أو ذكريات الطفولة المؤلمة. اذ يتسبب الكبت بإصابة الشخص بالقلق والعصبية، وذلك في حال عودة هذه المشاعر والذكريات إلى العقل الواعي، مما يستدعي اللجوء إلى التحليل النفسي للكشف عن هذه الذكريات والمشاعر المكبوتة .
في هذا السياق تحدث باسهاب الاختصاصي في علم النفس الدكتور ميسر سري الدين ل greenarea.info حول اهمية التركيز على اخراج الطاقة الداخلية وبالتالي التحرر من الكبت النفسي من خلال ممارسة الرياضة على سبيل المثال او ما اشبه لان كبت المشاعر الدفينة ستعكس سلبا على الامراض النفسية جسدية و تكون بالتالي العوراض مؤذية للصحة مما قال : “ان الكبت النفسي ياتي نتيجة ضغوطات الحياة و الوضع الصعب الذي نعيشه استثنائيا الذي يمر به البلد مما ينتج عن ذلك تراكمات للمشاكل التي نمر بها مما يكون عاجزا عن استيعابتها و لا يكون لديه فرصة ان يفهم ماذا يدور في رأسه و حتى في جسمه. وفي كل الاحوال علينا ان نعلم ان الضغط النفسي ياخذ فترة زمنية طويلة هذا ما يحصل مع الشعب اللبناني مما ينتج عن ذلك مشاكل نفسية و جسدية. بمعنى ان الطاقة التي في داخلنا اذا لم نجد طريقة لكي نخرجها من الجسم ستؤدي في ما بعد الى عوارض مرضية منها القرحة والم في الرأس كالصداع النصفي حيث ينخفض جهاز المناعة كون الضغط النفسي يحدث خللا في الهورمونات كالادرينالين عندها من الصعوبة ان يعود الجسم الى حالته الطبيعية و ايضا من الصعب عندها ان يكون مرتاحا نفسيا و لهذا نرى الكثير من الناس عندهم مشاكل نسميها نفسي جسدي حيث يترجم بالعوراض الجسدية كالقرحة و الالم و التيبس في اليد .”
اما عن الحلول فوجه الدكتور سري الدين عدة نصائح :”من المؤكد هناك حلول اذ ان الشخص الذي يكرس الوقت الكافي لنفسه يستطيع بالتالي ان يستوعب ماذا يحصل في حياته مما يلجأ الى ممارسة الرياضة التي تزيد من افرازات هورمونات السعادة و بالتالي تحسن المزاج عدا ذلك اهمية النوم بشكل صحيح لان اذا شعر الانسان بقرف نفسي فلم يعد عنده النوم منتظما و هذا الشيء يؤثر سلبا عليه فضلا عن اهمية اختلاطه من فترة الى اخرى مع اصحابه كون ذلك يرفع له معنوياته و يعطيه مشاعر جميلة ان هو موجود و ينتمي الى فريق معين و هذا الشيء يساعده ان يتحدث عن ما يشعر به علنا . لان كلما خزنا ما نشعر به بالنهاية سيولد الانفجاركالزجاجة كلما زاد الضغط عليها ستنفجر بمعنى كلما كان لدينا طرق لكي نتحدث عن المشاكل التي نمر بها سواء امام اشخاص نثق بهم او مع طبيب مختص ليس بالضرورة طبيب نفساني او اي شخص يستطيع ان يساعدنا كلما شعرنا بالراحة النفسية و بالتالي اللجوء الى النوم الصحيح و الاكل الجيد.”
و حذر الدكتور سري الدين :” ان هناك الكثير من الناس عندما يمرون بضغط نفسي يلجاون الى الاكل كتخدير لوجعهم و هذا الشيء لا يجوزابدا و قد نبهت منه عدة مرات من خلال المقابلات التلفزيونية انه عندما نمر بحالات نفسية متأزمة علينا ان نعرف كيف ناكل و ما هو الاكل الذي ناكله لان ذلك يؤثر على نفسيتنا . اي كلما اكلنا اطعمة دسمة كلما خدرت مشاعرنا و في الوقت نفسه تصيبنا بمزاج محبط. على سبيل المثال اذا اكلنا الكثير من الشوكولا و ايضا من الوجبات السريعة فتولد في الجسم طاقة لمدة نصف ساعة و بعد ذلك يصاب الجسم في انهيار كون هذه الاطعمة تحترق في الجسم و لا تفيده و بالتالي تسبب الكثير من المشاكل الصحية مما تزيد الاضطرابات النفسية لديه . اذ ان المهم ان ياكل الشخص طعاما صحيا خصوصا في هذه الاوقات الصعبة التي نمر بها لكي يساعد جسمه ان يرجع الى نقطة التوزان النفسي و كل ما يحصل حوليه.”
… و الا الانفجار !
في المقلب الاخر شددت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ماري غانم عبر ل greenarea.info ان العوراض الجسدية قد تكون ناتجة عن تداعيات الكبت النفسي من الضروري جدا التعبير عنها للعلن مما قالت :” لاشك ان الكبت العاطفي بسبب الضغوطات الحياتية وراء الكبت النفسي بمعنى كل انواع الكبت اذا لم نتحدث عنها ولم نتخطاها قد نتوصل ان جسمنا يفجركل ما في داخلنا من خلال الشعوربالم معين الذي يكون على سبيل المثال قرحة المعدة او بالمقابل قد نشعر بصدمة معينة مثل انذار يعطيه جسمنا اننا نتألم مما علينا في هذا الاطار ان نجد حلا لذلك اذا ما تعالجت المشكلة المسببة للكبت النفسي لكي تزول العوارض الجسدية . حتى الاطباء انفسهم يطلبون من مرضاهم في هذه الحالة ان يلجاؤا الى معالجين نفسيين عندما يكون هناك قرحة او غيرها التي تنتج من ورائها الاسباب النفسية التي تعكس على الوضع الصحي الجسدي من هنا ننصح الى ضرورة التحدث عن الالم الداخلي لان بمجرد ما نعبر عنه نتخلص من الضغط النفسي باللاوعي . انها الطريقة الاسهل و الاوفر في معالجة الكبت النفسي التي يعاني منها اي شخص منا .”