كثيرا ما يتردد على مسامعنا ” اعصابي تعبانة عم فش خلقي بافراد عائلتي .. لم اعد انا مثلما كنت سابقا اعصاب باردة و هادئة بل تحولت الى كتلة نار  من شدة الضغط اليومي الذي نعيشه  حتى علاقتي مع الاخرين تغيرت .” تلك العبارات نسمعها من حين لاخر من شدة الضغوطات اليومية التي نعيشها حتى اثرت على علاقتنا مع الاخرين في المجتمع مما سرقت الحياة في الوجوه لتر مكانها اشخاص اكلهم الدهر و شرب من كثرة الهموم  او تسربت الكأبة في حياتهم لتقلبها رأسا على عقب مما يطرح السؤال نفسه :ما هي الدوافع النفسية كي تجعل اللبناني ان يتغير بهذا الشكل  ليتجه الى الانعزال اذا صح القول ؟

كيفية التخلص من الضغوطات النفسية

لا شك ان الضغوط النفسية  يشعر بها الجميع في بعض الأحيان وفق خبراء الصحة  كون   الانسان يمر بجميع أنواع المواقف العصيبة التي يمكن أن تكون جزءًا من الحياة اليومية،  لذلك هناك خطوات بسيطة  يمكن اتخاذها للتعامل مع مشاعر الضغط والتوتر أو الإرهاق.كون الضغط النفسي هو الشعور بأنك تحت ضغط غير طبيعي، ويمكن أن يأتي  من جوانب مختلفة من اليوم مثل زيادة عبء العمل، فترة انتقالية، جدال بين العائلة أو مخاوف مالية جديدة وقائمة.  من جهة اخرى قد تجد أن لها تأثيرًا تراكميًا بحيث تتراكم كل الضغوط فوق بعضها البعض، وخلال هذه المواقف قد تشعر بالانزعاج، وقد يخلق الجسم استجابة للتوتر والقلق وسرعة الانفعال، هذا يمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية ويغير الطريقة التي تتصرف بها، ويقودك إلى تجربة مشاعر أكثر حدة،  كما يمكن أن تؤثر الضغوط بعدة طرق جسدية وعاطفية وبدرجات متفاوتة.

فضلا عن ذلك يؤثر الضغط في الناس بشكل مختلف. حيث أن أسباب التوتر تختلف من شخص لآخر مما  يكون مستوى الضغط الذي تشعر بالراحة تجاهه أعلى أو أقل من مستوى الأشخاص الآخرين من حولك.  اذ تحدث المشاعر المتوترة عادة عندما نشعر أننا لا نملك الموارد اللازمة لإدارة التحديات التي نواجهها، ويمكن أن يؤدي الضغط في العمل، أو المدرسة، أو المنزل، أو المرض، أو الأحداث الحياتية الصعبة أو المفاجئة إلى التوتر.

التعامل مع الضغوط النفسية

اهم ما في الامر التخلص من مسببات التوتر حيث  ليس من الممكن دائمًا الهروب من المواقف العصيبة أو تجنب المشكلة، ولكن يمكن محاولة تقليل التوتر، وذلك بالقيام بتقييم ما إذا كان بالإمكان تغيير الموقف الذي يسبب التوتر كما يمكن للدعم الإجتماعي القوي أن يحسن القدرة على الصمود أمام الضغوط، وقد يكون بعض الأصدقاء أو أفراد الأسرة جيدين في الاستماع لذا حاول الحصول على المساعدة من أقرب الأشخاص.عدا ذلك   البحث عن تغذية جيدة و  إرخاء العضلات لأن الضغوط تسبب توتر العضلات، التي يمكن أن تؤدي إلى آلام الظهر والتعب العام؛ لذا يفضل مكافحة التوتر من خلال التمارين الرياضية و  المحافظة على نوم هادئ و اللياقة البدنية.

مع التشديد على المحافظة على الأنشطة الممتعة والهوايات و  طلب المساعدة: عند الشعور بالإرهاق  و اذا لم تفد المساعدة الذاتية، فابحث عن طبيب نفساني أو غيره من مقدمي خدمات الصحة النفسية الذين يمكنهم المساعدة في تعلم كيفية إدارة الضغوط بشكل فعال.

اللبناني الى الانعزال

في هذا الاطار تحدث المعالج النفسي غريغوار تورانيان ل greenarea.info عن اهمية فهم تركيبة الشخص النفسية  و استيعاب ما يعانيه مما قال :” لاشك ان الضغوطات النفسية عامة  التي نعيشها في المجتمع نتيجة الاوضاع الصعبة  التي يمر بها  البلد من الطبيعي ان نتـأثر بها  بدء من داخل المنزل  خصوصا من ناحية علاقة الاهل مع الولد و مدى قدرتهم على تحمل  المسؤولية تجاه الولد او  الاستماع اليه بما يعانيه  لان   في بعض الاحيان يأتي  الاهل  من العمل منهمكين  او من وراء الضغوطات الاقتصادية غيرقادرين ان  يتحملوا الولد او يسمعهوه و هذا الشيء يؤثر على العلاقات الاجتماعية في المنزل .كما لاحظنا ايضا  ان اللبناني في بعض الاحيان  صار عنده ميول الى الانعزال و هذا كله يسبب الاكتئاب المصاب به  انما لا نستطيع القول بالاجمال ان الشعب اللبناني مصابا بالانهيار النفسي لان الذي يصاب بذلك  يكون وفق تركيبة الشخصية و تكوينها او ايضا  وفق  الشخص ما يعانيه من ضغوطات نفسية و اذا وصلت الى الحد الاقصى  يكون ذلك  نتيجة التراكمات سواء من  الحروب  او صدمة معينة  او انفجار ضخم  و بالتالي  تلك الاحداث المتراكمة  نستشفها فمن خلال معاينة الشخص المصاب بالضغط النفسي  في العيادة .”

الجدير ذكره وفق تورانيان :”   لم يات  احد الينا كمعالجين نفسيين  يعاني من ازمات نفسية   نتيجة الوضع الاقتصادي  الصعب بل يتم التحدث  معنا عن غير امور يعاني منها الشخص التي   قد تكون الظروف الصعبة  التي يعيشها بمعنى امتلات الكباية نتيجة تراكمات سابقة .”

دور المعالج النفسي                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    
في المقلب الاخر وجه تورانيان بعض النصائح مما قال :” ننصح الاشخاص الذين يعانون من عوارض الاكتئاب او يشعرون بها بتقبل مشاعرهم لان الوضع ليس على الفرد فقط بل على المجتمع كله مما يخف لديه شعور القلق و الاكتئاب  و بذلك عندما يرى ان المشكلة ليست عنده بل البلد ككل .  بالمقابل عندما يكون  لدى الشخص عوارض الاكتئاب تؤثر على حياته    اليومية ننصحه  زيارة المعالج النفسي لكي  يتلقى العلاج النفسي لكي يكتشف من اين تلك العوارض  اذا كانت نتيجة التراكمات او صدمات النفسية او نوعية العلاقات سواء مع اهله او مع بيئته او المجتمع  .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This