كم نحن بحاجة الى التمرين على ضبط الاعصاب و سط الضغط اليومي الذي نعيشه حيث ان التحكم في الذات و السيطرة عليها باتت تحتاج الى النفس الطويل . فما هي الطرق الواجب اتباعها لكي نكون اقوى من المشاكل التي نواجهها ؟ و ما هي ابرز النصائح لتحصين الصحة النفسية في عالم مليء بضجيج الاحداث المؤلمة و المشاكل المتشعبة ؟
ضبط النفس لها قواعد
تفيد المعلومات العلمية إن الذين يمارسون فن السيطرة على النفس هم وحدهم قادرون على أن يحتفظوا بهدوء ظاهر في تعاملهم بمعنى ان الإنسان القادر على السيطرة على نفسه هو إنسان متماسكك الكيان ، لديه جلد فكري وايمان لا يتزعزع ، وثقة مطلقة بالنفس. اي عندما ينتابه غضب عارم يبتسم أو يتكلم برفق ورقة لينقلب غضبه إلى رفق ورقة دون اندفاع أو عصبية، وما على الإنسان الذي يريد أن يزيد ثقته بنفسه إلا أن يفرض على نفسه قناع الصلابة والإصرار، وأن يوحي إلى نفسه بأنها قوية منيعة للتسرب في حناياه انفعالات ومعاني إيجابية تؤدي الثقة الفعلية بالنفس، لذلك يمكن أن يتدرب الانسان على السيطرة على النفس، وهو تدريب ليس بالشاق على الإطلاق، اي كل ما يتطلبه الامر أن تراقب نفسك بدقة وحذر، وأن تبقى مغلقا مع نفسك لا يعرف أحد شيئا من أمرك، وأن تتماسك ولا تعبر بحركة ولا بإشارة ولا بكلمة عما بداخلك من مشاعر سلبية، إنه نوع من أنواع التدريب على السيطرة على النفس وليس كبتا للمشاعر على الإطلاق. جرب أن يقع نظرك على ما يدهش تماسك واصمت اي جرب أن تصدم بشيء وتدفن شعورك دون اندفاع او تواجه شيئا يزعجك أو يثير أعصابك وتبتعد عنه دون أن ترد برد فعل.
الجدير ذكره عليك أن تتحلى بالصبر، وألا تظهر شيئا من ضيق الصدر أو الغيظ، هل تستطيع أن تدون المواقف التي مرت بك في اليوم الواحد والتي استطعت فعلا أن تسيطر فيها على نفسك سيطرة كاملة؟ فإذا كانت في اليوم الأول مثلا 50% فلتكن في اليوم الثاني 60% على الأقل إلى أن تصل إلى نسبة90 %خلال أسبوع. مثال على ذلك إذا ألقي على مرأى منك ومسمع رأي لا يعجبك كن هادئا، وإذا راقك بقيت هادئاً أيضا، فإذا فعلت ذلك فأنت فعلا مسيطر على نفسك، و على انفعالاتك.إذا كان لك أن تجيب عن سؤال أو تتكلم في أمر يعود عليك بالفائدة فليكن كلامك موجزا وواضحا ومختصرا ومفيدا، أما إذا نجحت في أن تحد من انفعالات وجهك وقمت بذالك على خير وجه فأنت مسيطر على نفسك ومسيطر على مشاعرك وتستحق الاحترام والثناء. لذلك جرب أن تتأمل كل ما تراه وأن تنظر إليه وجها لوجه بعين هادئة مطمئنة، ولا تهتم بما يلقى إليك من ملاحظات أو استهجان. إذا استطعت أن تقوم بذالك فأنت مسيطر على نفسك ومسيطر على مشاعرك وانفعالاتك .
الملفت للنظر انه يمكن ان تدخل في نفسك الشعور بأنك حر ومستقل وسيد لنفسك دون غرور ، وضع في ذهنك أن تفكر بذاتك وتدرك من أجل نفسك ومن أجل الناس، وتلاحظ وتقدر وتفهم من تلقاء نفسك، وليس لأحد أن يؤثر فيك أو يغير مجرى سلوكك أو أفكارك، وثق أنك إن نجحت إنسان قادر على السيطرة على نفسك .
العقل السليم و الجسم السليم
في هذا الاطارتحدثت الاختصاصية في السلوكيات البشرية و الاستشارية الدكتورة زينة غصوب اسود ل greenarea.info حول اهمية ضبط النفس عن طريق التحكم في الذات من خلال الرقابة على المشاعر مما قالت : “علينا ان نعلم ان هناك بحث لستيفن كوفي يكشف اننا نستطيع التركيز و رقابة الاشياء حيث لم يعد الشخص يؤثر عليه كل شي ء ضمن تلاث حلقات من التاثير الى المحتوى و المحوري . اذ ان الاخير يجعلنا ان نعمل رقابة على كل شيء سواء على الجسم وطريقة الاكل و الملبس و كل شيء خارجه حتى على ذاتنا ضمن العقل السليم في الجسم السليم اي عندما يعتني الشخص بجسمه و النفس و العقل . كما و انه الذي عنده ايمان يسلم ذاته للروحانية الدينية و العقل مما يقرا و يعمل رقابة على المشاعر التي يشعر بها . بمعنى كل شخص منا يعمل رقابة بطريقة معينة واذا لم يستطيع عندها عليه التحدث مع احد يساعده على ذلك حيث ان هناك الكثير من المدربين في هذا الشأن للمساعدة حتى المعالج النفسي يستطيع ان يساعد في هذا المضمار .”
و تابعت الدكتورة غصوب :” ما يجب معرفته انه عندما نكون في حالة توتر اما نلجأ الى الاكل كثيرا او ننقطع عنه او ننهار او حتى لا ننام . لذلك على الانسان ان يدرك كيف يضبط حاله ضمن التوازن النفسي مع الاتكال على الله . لان لا يستطيع ان يضبط اعصابه كبسة رز بل عليه تمرين حاله من خلال الصلاة او التامل اليومي تقريبا لحدود 20 دقيقة يوميا لان بهذه الطريقة تساعد في تخفيف التوتر لديه كونها ترتبط بعافية الانسان . اذ ان التوتر موجود في كل بلد او في البيت لذلك اذا لم يشتغل الانسان على حاله فسيعكس التوتر على غيره .لذلك الرياضة و التامل و الضحك على نفسه جميعها تخفف من وطأة التشنج لان اللبناني لم يعد يضحك تجده دوما عابسا .مما نطرح السؤال فهل سيغير شيئا من حالة البلد المتازمة اذا لم يضحك و يعكس هذا الجو حوليه ؟ لذلك عليه ان يحاول قدر المستطاع ان يجلس مع اشخاص تضحكه و يبعد عن الناس الذين يزيدون عليه الهموم و غير ذلك سيظل متوترا.”
مجتمع متضعضع
في المقلب الاخر توقف الاختصاصي في علم المجتمع الدكتور عبدو قاعي عبر ل greenarea.info عن ان ما يحصل اليوم عن فقدان الرقابة على الذات نتيجة التضعضع الذي يمر بها المجتمع مما قال : ” للاسف نحن نعيش حالة جديدة من التضعضع الاجتماعي و اللاموضوعية حيث لم يعرف اللبناني مصيره الضائع مما يفقد كل المقومات البقاء لان لبنان ليس بلد فقير انما مسروق و منهوب حيث الخوف اليوم ايضا في بلدان الخارج التي ليس عندها بديل عن الطاقة مما نشهد عندهم زحمة و طوابير على محطات الوقود و فقدان الاعصاب كما في لبنان و بعض الدول العربية يعيشون الامر ذاته كون البدائل غير متوفرة فضلا اننا نعيش التعصب الديني مع العلم الايمان بالله تترجم في الاعمال الجيدة .”