عندما تلجأ ما تسمى مربية الى ممارسة التعنيف على الاطفال دون عمر السنة سواء اللفظي ام الجسدي ؟ فهذا ماذا يسمى سوى ابشع صورة للتربية و الاخلاق ؟ ام هي تعاني من مشاكل نفسية ام هي حاقدة تعكس ذلك على تصرفاتها تجاه الاطفال ؟ كيف تسمح وزارة الصحة باعطاء ترخيص للحضانة قبل الكشف على الصحة النفسية للعاملين فيها ؟ و الانكى من ذلك ان وزارة الصحة لا تتحرك الا بعد الضجة الاعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي عند اي حدث يجرى ماوراء الكواليس بدل ما تقوم هي بالمبادرة و تطلب من وقت لاخر الكشف المستمر على دور الحضانة في لبنان لان ربما هناك الاسوء و لا ندري به و الضحية براعم الطفولة . ماذا عن دور الاهل الذين لا يراقبون عن كثب تصرفات اطفالهم ؟ الكل مسؤول طالما هناك ضحية قاصر هو الطفل اللبناني الذي يولد معه شتى انواع من العقد في مجتمع منهار اخلاقيا و يحتاج لمن يداويه في ظل غياب هيبة السلطة ؟
القانون معلق دون تنفيذ
لاشك ان مقطع الفيديو الذي انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهرفيه تعرض عدد من الأطفال والرضع للضرب والتعنيف والإهانة داخل حضانة في لبنان قد اثار موجة من الغضب والصدمة، وسط مطالبات بتشديد العقوبة على المتهمين مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. خصوصا في ظل مشاهد عنيفة وعبارات نابية- كيف تقوم مشرفتان على رعاية الأطفال بتعنيفهم وإجبارهم على الأكل ووصفهم بنعوت سيئة. كما وثّق الفيديو كيف يتعرض الأطفال لسوء المعاملة على الرغم من أن بعضهم لم يتجاوزوا سنتهم الأولى.
الجدير ذكره ان منظمة الصحة العالمية تعرّف العنف بأنه الاستخدام المتعمد للقوة أو الطاقة البدنية، المهدّد بها أو الفعلية، ضد أي طفل من قبل أي فرد أو جماعة، وتؤدي الى ضرر فعلي أو محتمل لصحة الطفل أو لبقائه على قيد الحياة أو نموه أو كرامته.
الا انه في غياب دور الدولة التي يفترض أن تتأكد من سلامة الأطفال وصحتهم الجسدية كما النفسية لاسيما خلال تواجدهم في مؤسسات تربوية مرخصة لان من حق الطفل ان يعيش حياة كريمة والنمو والإنفاق عليه والحفاظ على صحته من أهم الحقوق التي نصّت عليها الاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الطفل لعام ١٩٨٩ التي وقّع عليها لبنان، وقد عرّفت المادة ١٩ منها، العنف ضد الأطفال، على كل أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو الإستغلال كافة، بما في ذلك الإساءة الجنسية”.
شعورالقلق و الخوف عند الطفل
في هذا السياق تحدثت باسهاب الاختصاصية في علم النفس الدكتورة كارول سعادة ل greenarea.info عن مدى التأثير النفسي عند تعرض الاطفال لشتى انواع العنف خصوصا بعد انتشار الفيديو في احد دار الحضانة على مواقع التواصل الاجتماعي و ما تفعله احدى المربيات بالاطفال من ضرب و صراخ و تعنيف لفظي و جسدي مطالبة بتشديد الرقابة على جميع دور الحضانة مما قالت :”طبعا هناك تأثير نفسي على الاطفال من عمر الشهرين و ما فوق بما يتعرضونه من تعنيف حيث تظهر احيانا العوارض على الولد متل نقزات او خوف حسب عمره ايضا . اذ كلما طالت فترة التعنيف على الطفل بشكل متكرر كلما تركت اثرا على المدى الطويل مترافق ذلك نوع من القلق او الشعور بالخوف الذي قد يكون في اللاوعي عنده رغم انه قد ينسى اسبابه. بالمقابل اي تصرف فيه عنف يعني الشخص عنده حالة نفسية غير متوازنة فضلا عن افتقاده القيم الانسانية.”
دور الاهل اساسي
بالمقابل شددت الدكتورة سعادة على اهمية دور الاهل في مساندة اطفالهم عند التعرض لاي عنف مهما كان نوعه مما قالت :” هنا دورالاهل يجب ان يكون اساسيا في مساندة و مساعدة اطفالهم كما و انه عليهم ايضا استشارة معالج نفسي لكي يتعلمون كيفية التعاطي مع الولد الذي تعرض للعنف و بالتالي يعوضوا له الشعور بالامان الذي فقده خلال تعرضه للتعنيف الذي يجعله يشعر بكوابيس في الليل او انه يرفض الاكل او يخاف حتى ان ياكل مما يعني على الاهل دعم اولادهم لان الولد على سبيل المثال اذا كان تحت عمر السنة لا يستطيع ان يتعالج او يتساعد مع المعالج النفسي .”
صرخة من القلب
الجدير ذكره وفق ما ذكرته الدكتورة سعادة حول اهمية تعزيز الرقابة على دور الحضانة و ضرورة لجوء الاهل الى استعمال الكاميرا للاطلاع عن كثب حول ما يتعرض له اولادهم من اي اعتداء مما قالت :” في البداية كوني امّ اطالب ان يكون هناك رقابة فاعلة على دور الحضانة مع ضرورة اجراء الفحوصات النفسية للمربين و كل من يعمل في دور الحضانة للتاكد من صحتهم النفسية قبل رعاية الاطفال . كما و انه على الاهل ان يكون عندهم القدرة على التواصل و مراقبة ابنائهم في الحضانة ساعة ما يشاؤون .لان الولد تحت عمر السنة تقريبا لا يستطيع ان يعبر او يتكلم عن ما يعانيه مثل ما يكون بعمر المدرسة لذلك اعود واشدد ان تكون هناك كاميرا يستطيع الاهل مشاهدة ابنهم ساعة ما يريدون .”