كم من ضحايا الجهل لا يعرفون كيف يعالجون الجروج المزمنة لديهم  ؟ فيذهبون للمعالجة العشوائية سواء عند الصيدلي ام غيره و بالتالي  تكون المعالجة ناقصة  و لا يلتئم الجرح خصوصا لدى المصابين بالسكري مع العلم ان هناك اختصاصيين في هذا المضمار للجروح المزمنة  من الضروري التعرف على ذلك .فما هي اخر المعطيات لمعالجتها ؟

ماهية الجروح المزمنة  

ان   الجرح المزمن هو الجرح الذي لا يكتمل برئه في مجموعة مراحل منتظمة وفي فترة زمنية يتوقع خلالها الشفاء منه كما هو الحال في معظم الجروح الأخرى؛ وبوجه عام فإن الجروح التي لا تلتئم في غضون ثلاثة أشهر غالبا ما تعتبر مزمنة. قد تحدث الجروح المزمنة في واحدة أو أكثر من مراحل التئام الجروح.

اذ ان الجروح المزمنة واحدة من تحديات النظام الصحي، من خلال تغيير نمط الحياة وزيادة انتشار الأيض، المسنين، الحوادث، زادت القرحة المزمنة بشكل كبير، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وعواقب مثل البتر والوفيات المبكرة  عند المرضى.  اما بالنظر إلى أسباب القرحة المزمنة، فإن علاجها معقد وتكلفتها عالية . مما تتسبب الجروح المزمنة التي تستمر لفترات زمنية طويلة في العديد من المشاكل والتعقيدات الصحية ، لذا فإن إيجاد العامل المسبب هو الخطوة الأولى للتعامل مع مثل هذه الحالات بطريقة منهجية صحيحة ابرز ذلك  الا وهو السكري اذ يعتبر من أكثر الأسباب شيوعا للجروح المزمنة الغير قابلة للإلتئام ، حيث يتضمن العوامل المرضية التي تسهم بشكل مباشر في مثل هذه الجروح المزمنة.

ربما سائل منا يسأل: ما الذي قد يصيب أجسامنا ويحدث إن لم تلتئم جراحنا؟ وما عواقب عدم التئام الجروح أو تأخره؟ ورداً على ذلك تشير المراجع العلمية إلى أن لجلد الإنسان فوائد كثيرة، تأتي في مقدِّمتها مهمة حماية الجسم من غزو الميكروبات والأحياء المجهرية الدقيقة التي تحيط به من كل جانب إحاطة السوار بالمعصم. كما يقف الجلد من جهة أخرى حائلاً منيعاً أمام خروج محتويات الجسم من السوائل المهمة. لنا أن نتخيل ما يمكن أن يحدث لو أن جرحاً ما أصاب الجلد، فأحدث فيه فراغاً مفاجئاً أو فجوة، فتسارع حينها الميكروبات إلى غزو الجسم دون هوادة، لتحيا فيه وتتكاثر بأعداد هائلة، وهو ما يصحبه إصابة الجسم بكثير من الأمـراض ذات الطابع الالتهابي.

المضاعفات الخطرة

هناك عدد من المضاعفات التي قد تصيب الجروح الملتئمة، وتُراوح حدة تلك المضاعفات بين الخفيف العابر والشديد الذي قد يترك أثره مدة طويلة.

ويعدّ تعرّض الجرح للالتهاب المضاعفة الأكثر مشاهدة وخطورة في آنٍ واحد، وتنتج عن غزو الميكروبات المجهرية لنسيج الجرح، وتكاثرها فيه بأعداد كبيرة، مما ينتج عنه تآكل الجرح وتخريب نسيجه الحي.

ومن مضاعفات الجروح أيضاً: فشل الالتئام، أو تأخر حدوثه مدة تفوق الزمن المألوف، ولذلك أسباب عديدة كحدوث الالتهاب، أو عدم معالجة الجرح بشكل مثالي.

وقد يحدث في بعض الأحيان أن تزداد سرعة التئام الجروح، فتنشط وتفوق حدها الطبيعي المتوقع، مما ينتج عنه بناء خلايا شاذة زائدة في الحجم، تظهر في صورة نسيج ملتئم يفوق حجمه حجم النسيج الطبيعي، وهي حالة جراحية تذكرها المراجع العلمية باسم “الندبة المتضخمة”

فريق متخصص للجروح

في هذا السياق تحدث الاختصاصي في جراحة الأوعية الدموية الدكتور ميشال فغالي ل greenarea.info عن اهمية  المعالجة المبكرة للجروح المزمنة تفاديا لاي مضاعفات قد تكون خطيرة الى حد البتر مما قال  :”نقوم حاليا بحملة  توعية  عن الجروح المزمنة  لخلق وعي  حول هذا الموضوع الذي  منذ سنة 2012  و نكثف حملة التوعية الاعلامية عنه بهدف معرفة الناس عنها و كيفية معالجتها بشكل صحيح . لان مازال هناك اشخاص يعالجون  تلك الجروح سواء  عند الصيدلي  ام غيره وللاسف  بطرق قديمة ليست جيدة . لذا نشدد على الوعي في هذا المضمار  لكي يعرف الناس  ان هناك متخصصين في مجال الجروح المزمنة  بهدف الاعتناء بها .”

و تابع الدكتور فغالي  قائلا :” ان الجروح المزمنة عبارة عن  اي جرح لا يلتئم ليس كما هو الحال  جرح العملية  الجراحية  الذي يستغرق لمدة اسبوع او عشرة ايام يكون قد التئم الجرح .اما الجروح المزمنة  فهي تتخطى اربعة اسابيع او 6 اسابيع دون ان تلتئم مما نعتبرها الجروح المزمنة.”

المعالجة المبكرة ضرورية

الجدير ذكره وفق الدكتورفغالي :”ما يجب معرفته ان رحلة العذاب تبدأ عند  المريض الذي يعاني من الجروح المزمنة  في حال تاخر  في علاجها  و بالتالي  من الصعوبة ان تلتئم .حيث تبين ان  اكثرية مرضى السكري يصابون بها  مما نعطي لهم علاجات معينة بدءا من التشخيص الدقيق  لكي نعرف  كيف نحدد الجروح المزمنة و كيفية معالجتها و تحديد انواع العلاج و الضمادات  لان هناك عدة مراحل واجب اتباعها . كون المهم ان يعرف المعالج كيف يسير بها  لان في حال اهملت الجروح المزمنة تؤدي الى  التهابات لان  اذا  وصلت الى الرجلين قد تؤدي  الى البتر. كلما  يكون هناك تأخير في العلاج كلما  المضاعفات تزداد. لان  عند تاخر معالجة  الجرح يصبح الشفاء صعبا . لذلك  الوقاية هي افضل شيء كي لا نصل الى مرحلة متقدمة و ايضا على الاشخاص الذي يعالجون المرضى  ان يكونوا من ذوي الاختصاص في معالجة  الجروح المزمنة و هذا مهم  جدا و الاهم من ذلك انه يتم توزيعهم على كل المناطق اللبنانية لمساعدة المرضى  .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This