كثيرا ما يتم تدواله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول تعذيب الاطفال و الاعتداء عليهم حتى الاغتصاب  اما نتيجة العنف الاسري  او ما اشبه ذلك  . لتكر سبحة الاسئلة : لماذا اليوم يكثر التحدث عن هذه الحالات بصورة علنية بعدما كان محرمة علنا  ؟  اين هي جميع المنظمات المحلية الحكومية وغير الحكومية  حول كيفية حماية الطفولة ؟ اين هو دور الاجهزة الرقابية الرسمية في وزارات التربية والصحة والشؤون الاجتماعية ؟ أين هي دور اليونيسيف واليونيسكو؟ الى اي مدى الاطفال و في  لبنان بالتحديد  مهددون ومحرمون من أبسط مقومات الحياة ؟

ماوراء العنف الاسري

في هذا السياق  تحدث خبراء علم النفس  عن ان العنف الأسري يعتبر اصطلاحاً بأنّه إلحاق الأذى بين أفراد الأسرة الواحدة؛ كعنف الزوج ضد زوجته، وعُنف الزوجه ضد زوجها، وعنف أحد الوالدين أو كلاهما اتجاه الأولاد، أو عنف الأولاد اتجاه والديهم، حيث يشمل هذا الأذى الاعتداء الجسدي، أو النفسي، أو الجنسي، أو التهديد، أوالإهمال، أو سلب الحقوق من أصحابها، وعادةً ما يكون المُعنِّف هو الطرف الأقوى الذي يُمارس العنف ضد المُعنَّف الذي يُمثّل الطرف الأضعف. و في تعريف آخر للعنف الأسري هو أيّ سلوك يُراد به إثارة الخوف، أو التسبب بالأذى سوآء كان جسدي، أو نفسي، أو جنسي دون التفريق بين الجنس، أو العمر، أو العرق، وتوليد شعور الإهانة في نفس الشريك، أو إيقاعه تحت أثر التهديد، أو الضرر العاطفي، أو الإكراه الجنسي، ومحاولة السيّطرة على الطرف الأضعف باستخدام الأطفال، أو الحيوانات الأليفة، أو أحد أفراد الأسرة كوسيّلة ضغط عاطفيّة للتّحكم بالطرف المقابل، وعادة ما يفقد ضحايا العنف الأسري ثقتهم بأنفسهم، وينتابهم الشعور بالعجز، والقلق، والاكتئاب الذي يتطلب تدخُل طبّي لعلاج هذه الآثار.

كما و انه تمّ اعتبار العنف الأسري جريمة جناية أو جنحة يرتكبها فرد يشترك مع الضحية بمكان الإقامة وقد يكون بينهما طفل، أو قد يكون زوجاً حاليّاً أو سابقاً، أو صديقاً مقرّباً للضحية، ويشمل العنف المصنّف كجريمة تعنيف أيّ شخص لشخص آخر محميّ قضائياً ضمن قوانين العنف الأسري أو العائلي، كما يشمل العنف الأسري دائرةً أوسع من الأسرة فقد تكون هناك علاقة وثيقة بين الجاني والضحية خارج نطاق الأسرة الواحدة؛ كالعنف الذي يرتكبه الأقارب أو أصدقاء العائلة.

 

التكتم  و الخوف

في هذا الاطار تحدثت باسهاب الاختصاصية في العلاج  النفسي الدكتورة نجوى  ابو عيد  ل greenarea.info عن ما وراء تكتم الولد المعتدى عليه و ما هي الطرق الواجب اتباعها من قبل الاهل لحمايته مما قالت  :”بصراحة  ما حصل  اليوم هو القاء الضوء علنا  اكثر على الاعتداء على الاطفال  وبتنا نسمع فيها اكثر مما هو عليه في الماضي  كانت تحصل مثل هذه الحوادث انما كان هناك تعتيما اعلاميا  معتبرين ان الولد ملكا لاهله لا احد يحق له ان يتدخل .اما اليوم تغير كل شيء على سبيل المثال  اذا ولد تعرض للضرب  من اهله او من احد ذويه  للحال الجيران يشتكو للمنظمات لحمايته  مما جعل الاهل يخافون من يشتكي عليهم .”

الاعتداء منذ الصغر

في المقلب الاخر ابرز ما توقفت عنده  الدكتورة ابو عيد عن الحالات النفسية التي صادفتها في العيادة التي في اغلبها الاعتداء الجنسي منذ الصغر مما قالت :” في العيادة نرى اعتداء على الاطفال بكثرة سواء جنسي من اقرب الناس اليهم اي   من اهل البيت  او من الجد  وهذا ما ذكره لي عدة اشخاص  انهم تعرضوا الى الاعتداء الجنسي و التعنيف عندما كانوا صغار و كان الخوف يسيطر عليهم نتيجة التهديد  من المعتدي الاكبر سنا سواء من الجد ام الاب او العم حيث  مازلنا نرى اثار الاعتداء عليهم على الصعيد النفسي.”

و اضافت الدكتورة ابو عيد : ” لذلك اذا قلنا  عن اعتداء جنسي ام تعدي يكون هناك تفاوتا في  القوى اي احد كبير في العمر المعتدي  و الاخر صغير في العمر يكون المعتدى عليه  كون قوته ضعيفة ليس عنده حماية وخصوصا  اذا كان من اهل البيت اي شخص الموكل حماية هذا الطفل هو المعتدي عليه  مما يكون الجرح النفسي قويا جدا بدل ما يكون موكل برعايته و حمايته  و يهتم به انما يكون هو المعتدي حيث يستغل اكثر لان الضحية  ضعيف و المعتدي يستطيع ان  يعمل ما يريد من دون ان ينفضح حيث الاعتداء يصير بالخفاء .”

حماية الطفل و تحصينه                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                    

من جهة اخرى  شددت  الدكتورة ابو عيد على اهمية دور الاهل في تحصين ولدهم  عند مواجهة اي اعتداء مما قالت  :” اشدد على  اهمية دور وعي  الاهل مع اولادهم  و ان لايكونوا مصدرا للعنف للولد بل تعليمه  في حماية نفسه  و جسده  و ان يعرف  حدوده الجسدية و النفسية و حتى ايضا  حماية الخصوصية  لديه لان  في بعض الاوقات  لا يعرف الاهل ماذا يحصل  للولد كونه خائفا  من ان يخبرهم بالاعتداء  . لذلك ننصح الاهل بالتقرب اكثر من ولدهم كي يستطيع ان يقولون لهم اي شيء يحصل معهم بمعنى ” نحن هنا بجانبك كي نسمعك”مع اهمية الحفاظ على  خصوصية جسمه ونفسيته  لان لا حد يحق له  ان يمسها متل  فعلنا عندما حمينا صحتنا من الكورونا و هكذا اليوم علينا  ان نعلم الولد احمي نفسيتك من الاعتداء .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This