كم من عائلات حرمت من الانجاب بفعل تأثير الازمة الاقتصادية الخانقة حتى جعلت من الصحة الإنجابية في خطرٍ كبيرنظرا لتأجيل خطوة الإنجاب لمدة عامين  او اكثر للتمكن من سد الديون  على سبيل المثال  حفل الزفاف وأثاث المنزل اوالاستمتاع أيضاً بالحياة قبل تحمل مسؤولية كبيرة كإنجاب طفل بما يعني ان  الصعوبات المعيشيّة جعلت من الأمومة والأبوة حلماً بعيد المنال هذا  القرار العقم الطوعي اذا صح القول سيؤدي  إلى آثار نفسيّة خطيرة على الشريكين .عدا ذلك عامل الهجرة للعديد من الشباب جعل من مجتمع لبنان مهدد بالشيخوخة مع مرور الوقت .وهنا تكر سبحة الاسئلة : الى اي مدى تأجيل قرار الانجاب اثر على العائلة اللبنانية ؟ و هل هي في دائرة الخطر ؟ هل زاد الاجهاض بفعل الازمة الخانقة ؟ و اي الى مدى زاد الاقبال على حبوب منع الحمل و غيرها من الوسائل تفاديا للانجاب ؟ و ما هو تعليق ذوي الاختصاص في  الامراض النسائية و العقم سواء في تراجع الولادات و الانجاب حتى الاصطناعي بفعل  الازمة الاقتصادية التي هزت المجتمع الاسري بكامله ؟

التعريف في سطور

ان الصحة الإنجابية تعني قُدرة الناس على الحصول على حياة جنسية مسؤولة ومُرضِيَّة وأكثر أمانًا، وأن يكونوا قادرين على الإنجاب ولديهم حرية اختيار توقيت وكيفية القيام بذلك، وتشمل أيضًا أن يكون الرجال والنساء على علمٍ بوسائل تحديد نسل آمنة وفعالة وميسورة التكلفة ومقبولة؛ وكذلك الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة للطب الجنسي والإنجابي، وتطبيق برامج التثقيف الصحي للتأكيد على أن الحصول على فترة حمل وولادة آمنين توفر للأزواج أفضل فرصة للحصول على طفل سليم.وينبغي النظر إلى الصحة الإنجابية كنهج حياتي لأنها تؤثر على كل من الرجال والنساء من الطفولة إلى سن الشيخوخة. ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان فإن الصحة الإنجابية في أي عمر تؤثر تأثيرًا عميقًا على صحة الفرد لاحقًا ، ويشمل ذلك التحديات التي يواجهها الناس في أوقات مختلفة من حياتهم مثل تنظيم الأسرة، والخدمات التي تمنع الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، والتشخيص المبكر وعلاج أمراض الصحة الإنجابية؛ لذاتعمل وزارة الصحة على تعزيز الخدمات اللازمة كالخدمات الصحية والتثقيفية.ولتحقيق مستوى أفضل للصحة الإنجابية لابد من إشراك الرجل والمرأة بالقرار الإنجابي للأسرة. وتقديم هذه المفاهيم لكل من الشباب والشابات في عمر مبكر فالصحة الإنجابية لم تعد من اهتمام النساء المتزوجات وهن في سن الإنجاب فقط، وهي ليست مرادفاً لتنظيم الأسرة فقط، وانما مفهوم الصحة الإنجابية أشمل من ذلك، وهو مسؤولية الجميع في كافة المراحل العمرية.

تراجع مذهول

في هذا الاطار اوضح الاختصاصي في الامراض النسائية و العقم الدكتور فريد بدران ل greenarea.info ان هناك تراجعا حاد في الولادات  بفعل الازمة الاقتصادية الخانقة مما دفعت بالشريكين الى التريث في الانجاب  الذي يهدد ذلك المجتمع اللبناني ككل الى حد يكون هرما في المستقبل القريب مما قال  :”ان عدد الولادات في لبنان تراجعت بفعل الازمة الاقتصادية الصعبة التي نعيشها  حتى  انها  باتت تشكل الاحصاءات الوحيدة السهلة التي تكشف بسهولة الاعداد في الولادات كون الذي يولد يسجل في دائرة النفوس .لذلك تلقائيا نعرف من سنة 1980  لاخر سنتين كان عدد الولدات  في لبنان الثابت ب70 الف في السنة  و سنة 2021 هبط الى 40 الف ولادة مما يعني انخفاض الى 40 % الولادات من اللبنانيين.  بالمقابل  في ما يتعلق عن التخصيب الاصطناعي لمسنا تراجعا بشكل هائل بحدود 50 %  لان نسبة التكاليف مرتفعة و بالتالي  ان الناس غير متحمسين لذلك بفعل الوضع الاقتصادي المتأزم فضلا عن الهجرة جعلت نسبة الحمل تتراجع .”

وتابع الدكتور بدران :” مع ذلك رغم كل شيء شهد الوضع  الصحي حاليا شهد تقدما بسيطا   على الصعيد الطبابة ولكن  ليس على صعيد  زيادة الحمل الطبيعي  كون الوضع مازال  على حاله دون  التحفيز على الانجاب  نظرا للوضع الاقتصادي السيء جدا مع الاشارة الى انه قبل الازمة هناك تراجع في نسبة الحمل  اي 70 الف حالة حمل  خلال سنة و مازالت ثابتة على مدى اربعين سنة  و هذا  ليس جيدا لانه  دليل انه ليس هناك تجدد في المجتمع مما يعني 1.9ولد لكل امراة اي انخفاض في نسبة الولادات و اذا استمر الوضع على حاله  من المنتظر  ليس فقط لبنان بل ايطاليا و فرنسا ان تكون بلدان وصفت  بمجتمعات هرمية  اي عجوز حيث ان الشباب المنتج  باتت نسبته قليلة مما يعني سنصبح مجتمع شيخوخة في نسبة عالية  كما ان الانجاب الاصطناعي مازال نوعية العمل  فيه جيدة رغم كل الظروف الصعبة وان الدفع فيه فرش دولار مع سعينا الى تخفيض الاسعار.”

هجرة الى ارتفاع و مجتمع عجوز

في المقلب الاخر اعتبر الاختصاصي في طب العائلة الدكتور بهيج عربيد   لgreenarea.info انه كلما تسيطر الازمات كلما يسيء الوضع الاجتماعي و بالتالي تراجع في نسبة الانجاب مما قال  :”في المبدأ  من المؤكد انخفضت  نسبة الحمل  في لبنان الا انه هناك دراسة  توضح انه عندما  تسيطر الازمات و الحروب تنخفض  نسبة الحمل و تزيد حالات الطلاق و تخف معدلات الولادة و هذا ما يحصل عند العائلات اللبنانية . اما اللاجئين السوريين  فوصلت بهم 40 الف ولادة في السنة بالوقت لبنان حوالي 80الى 82 الف ولادة في السنة  اي معدل الخصوبة عنا 1.7بالوقت عند السوري 4.1 . لذلك منطقيا  اتصور ان يكون احتمال  ارتفاع نسبة الطلاق نتيجة  الفقر الذي  يولد النقار اي من المتوقع ان  تخف الولادات  لان الناس يدركون حجم المشكلة التي تعيشها  اي ليس هناك  حليب او غيره  فضلا عن ان الوضع المعيشي سيء جدا مما يعني  اذا استمر  الوضع  على حاله  يكون  هناك تراجعا في الحمل  مما يفرغ المجتمع من الشباب نحو الهجرة وسنصل ان لا يبقى سوى العجزة و الاطفال   بمعنى مع الاسف لم يعد  هناك بلد  .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This