تضج الاخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي عما يسمى بالجندرة و المثلية الجنسية كون دول الخارج باتت تعتبر تلك الامور من اولياتها و تاخذها الى ابعد حدود من التفكير لتجعلك مشدوها بما يحصل من تطورات اجتماعية طارئة . اما ماذا عن لبنان الذي مازال مجتمعه محافظا تحكمة الاديان فهل سيتقبل بسهولة الجندرة ؟ و الى اي مدى المثلية الجنسية لها علاقة بالازمة النفسية ؟ وماذا عن حصانة الاطفال في المجتمع في ظل التغييرات التي يشهدها العالم اجمع و الانفتاح على الانترنت ؟
الجندرة و التطورات الاجتماعية
في هذا السياق تحدث الاختصاصي في علم النفس الدكتور احمد عويني ل greenarea.me عن ما يجري من شؤون و شجون اجتماعية باتت الحدث اليومي مما قال عن الجندرة : “ان الذي يحصل في الغرب امورا مثيرة للجدل كي لا نقول اكثر من ذلك سواء مسالة الجندرة و ادخالها في المناهج التربوية و تأثيرها على الاطفال و تغيير “هي ” ام “هو” او ” انتم ” باتت في طريقة التفكير في المجتمع الغربي ام المثلية الجنسية . اما نحن فمازلنا جدا بعدين جدا عن الحقوق الاساسية لنعترف بما يحصل في دول الخارج نظرا للاختلافات عندنا، اي بتنا بوضع لا يحسد عليه كون المجتمع تحكمه رجال الدين و عقليات معينة . على سبيل المثال مازال لدينا مشاكل كتيرة اجتماعية متل زواج البنت القاصر، منهم من هو ضده و منهم من هو معه . وايضا هناك بعض البيئات يعتبرون العنف الاسري مسموحا اي الرجل له حق في بعض الطوائف “يربي مرتو” و بيئات اخرى ترفض ذلك بتاتا . وهنا الجدل مازال قائما طالما هناك عقليات عشائر و حلال القتل اذا فتاة تحدثت على الهاتف مع شاب مقارنة مع الذي يحصل في الغرب فهناك فرق شاسع في التفكير . انطلاقا من ذلك اذا تحدثنا عن الجندرة نكون فعلا جدا بعيدين عن ذلك عما يحدث في الغرب و حتى نقول اكثر منذ ذلك هذا الموضوع ليس في وقته .”
واقع مربك
بالمقابل ابرز ما توقف عنده الدكتور عويني :”نحتاج الى وقت لكي نستوعب الجندرة نظرا للتغيرات في المجتمع الغربي التي تفاجئك بمعنى “بتنقز” لان اذا سئلت عند تقديم اي طلب في دول الخارج نتفاجا بما يكتب عبر الاسئلة بنت ام صبي ام يكتب افضل ان لا اقول مما بتنا نحتاج الى وقت لندرس الموضوع عن ماهية المبادىء وراء ذلك و الفلسفة منها . باختصار لست مرتاحا بما يحصل من تغييرات تزرع في اذهان الاطفال ، على شكل “انت ما عندك جنس فيك تقرر جنسك متل مابدك”. صحيح ان العولمة جعلت من الاطفال يشاهدون كل شيء على الانترنت انما تظل اعتبارات المجتمع في لبنان اقوى بكثير لان بيئة البيت و المجتمع لا تدعنا ان نقول ما تسميني بنت ام صبي سميني “انتم ” او انا لا جنس معين كون مجتمعنا جدا محافظا و مازال مجتمع ديني مما لا يكون هناك تاثيرمهم من الغرب على الاطفال لان هناك بيئة و تقاليد تفرض حالها لا يتاثر بسهولة بهذه الامورالجديدة . لذلك علينا ان نحتاج الى وقت لنعرف هذه الفلسفة و التغييرات في المجتمع كوننا نتعامل بواقع مربك .”
المثلية الجنسية ليست مرضا نفسيا
الجدير ذكره وفق الدكتور عويني عن ان المثلية الجنسية ليست بجديد مما قال :” ان موضوع المثلية الجنسية ليست بجديد اذ انه منذ سنة 1973 لا يصنف مرضا نفسيا و لا يحق لاي معالج نفسي يغير الهوية الجنسية عند الشخص المثلي الجنس لانه لا يعد غير طبيعيا بل هو طبيعيا . اذ ان المشكلة تكمن في المجتمع الذي لا يتقبله اي ليس هناك اثبات علمي انه مكتسب بل بالعكس كون التفكير المنطقي يقول لا احد يستطيع ان يكون مثليا جنسيا على مزاجه وان يتحدى المجتمع و الديانات ويسيء سمعته لان فقط يريد ذلك ، لان هذه ليست تعاطي مخدرات او جريمة او سرقة بل المثلية الجنسية غريزة جنسية وفق الابحاث العالمية النفسية التي اعطت اجوبة عنها جزئية و ان الغريزة الجنسية موجودة نسبتها 10 % مثلية و 90% للجنس الاخر. مع ذلك نجد المثليين مهمشين مقموعين يعيشون الخوف خيارهم الوحيد اما يكبتون شهوتهم او يحققوها و دائما يبتزون. على سبيل المثال كم من جرائم حصلت تعود للمثلية الجنسية لان لو فعلا يعيشون حياتهم براحة و بكرامة لا يصلون الى هذه المرحلة .”
لا احد يريد ان يسيء الى سمعته
من جهة اخرى تسأل الدكتور عويني عن الهدف في اثارة المثلية الجنسية من جديد مما قال :” لماذا اليوم موضوع المثلية اخذ حجمه الكبير في مجتمعنا ؟ مع العلم ممرنا به عبر التاريخ منذ ايام اليونانيين، عندما يبلغ الصبي يعيش مع رجل يعلمه على الامور في الحياة الجنسية و عندما يصبح جاهزا يتزوج و كانت جزء من العرف و التقاليد ، و تغيرت بعد ذلك و هذا ليس موضوع جديد و ايضا موجود في عالم الحيوانات نرى الذكور مع بعضها وكذلك الاناث تقوم بعملية جنسية هذا كله يأتي بالغريزة و ليس هناك من تفسير نهائي لذلك . بنهاية المطاف المثلية الجنسية ليست خيار لان لا احد يريد ان يختار شيء يسيء سمعته و تضحك عليه الناس وبالتالي يخسر عمله و عائلته و يعرضه حتى للقتل فقط لانه يريد ان يتسلى . كون هذا الموضوع جدا مؤلم لان اكبر نسبة انتحار تكون عند الشباب المراهقين عندما يتعرضون للاضطهاد لان عندهم ميول مثلية جنسية خصوصا و ان هذا الموضوع لا نستطيع ان نصل به الى مكان في ظل معضلة رجال الدين . اما نحن فعلينا ان نعرف ان المثلي الجنس لديهم حقوق و ليسوا حالات شاذة متل تفشي المخدرات و كل ما يقال ان المثلية الجنسية لان الاب غير موجود و الام قوية مجرد نظريات بالية . اهم شيء ان يعرف الولد ان المثلي الجنس ليست سباب يجب ان نحترمه لان يوجد منهم استاذة و اطباء . كما و انه لسنا مضطرين ان نتحدث عن هذا الموضوع في المناهج المدرسية عن المثلية الجنسية في بلد مثل لبنان و يزرع في اذهان اولادنا افكار خاطىء و مجرمة و تحريضية عن مثلي الجنس الى حد القتل و هذا لا يجوزطبعا .”