قلق  توتر خوف و المصير مجهول كل ذلك نعيشه في اجواء الحرب خصوصا اذا ظلت الاجواء  السلبية تتحكم في عقولنا اي مشاهد محزنة من قتل و اعتداء سواء في نشرات الاخبار ام من خلال المواقع التواصل الاجتماعي سيزيدنا توترا حتى لو لم نكن نعيش الحرب و الاسوء من ذلك عندما يكونوا الضحايا اطفال ابرياء يدفعون ثمن حروب الاخرين . و هنا يدب الخوف في النفوس كيف سيتلقاها الطفل هذه المشهدية القاسية ؟ ما هو دور الاهل في تجنب اطفالهم تلك الصور المؤلمة ؟ و هل الاهل  على قدر المسؤولية في  امكانية السيطرة على اعصابهم في ظل الاجواء المشحونة ؟

دراسات تكشف المستور

اخر ما افادتنا به مجلة الصحة العقلية والنفسية الأميركية أن 22 في المئة من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الصراعات المسلحة يعانون من الاكتئاب والقلق و”اضطراب ما بعد الصدمة” و”الاضطراب ثنائي القطب” و”انفصام الشخصية”، وأن نحو 9 في المئة من سكان البلدان التي تشهد صراعات عنيفة يعانون من اضطرابات صحية عقلية ونفسية شديدة.  كما و انه تظهر أعراض الاضطراب النفسي بعد أسابيع أو في غضون 3 أشهر، من بينها أعراض مثل ألم العضلات والإسهال وعدم انتظام النبض، والصداع واضطرابات في الشهية، وتتزامن مع أخرى نفسية تسيطر على المصاب مثل نوبات الفزع والخوف والاكتئاب والقلق والشعور بالذنب، وقد تصل إلى الأفكار والميول الانتحارية.  كما و أظهرت الدراسات أن الأطفال والأسر الذين يعيشون في مناطق الحرب أو الذين يفرون منها معرضون بشكل متزايد لخطر المعاناة من مشاكل الصحة العقلي .

التفكير الزائد و القلق

في هذا السياق شددت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديالا عيتاني عبر ال greenarea.me على اهمية تفادي التفكير الزائد لانه يزيد  من التوتر و القلق مما قالت  : “ما يجب معرفته انه خلال الحرب تكثر الازمات منها  ان الاهل يساورهم القلق و الهموم بطريقة مبالغ بها في الحديث عنها حول ماذا يخبىء المستقبل متوقعين دائما الاسوء  اشبه بشخص يركض في مكانه عاجزين  من كثرة التفكير  ماذا سيحصل فيهم  و ماذا سيفعلون اذا حصل امر ما ؟ هذا الشيء يولد فيهم  نوعا من القلق الزائد لان  الافراط في التفكير يوهم الشخص نفسه  انه هو مسؤول  و  كأنه يعمل  خطة  محاولا ان يتحكم بالامور و لكن فعليا  هذا وهم  نتيجة القلق  و التوتر. لان  فعليا عندما  يفكر الشخص  كتيرا فتزداد  الهموم و محاولا ان  يخطط لحياته انما  دون نتيجة لانه يربك حاله  بالتالي تزيد  لديه الافكار والمشاعر السلبية.”

الاطفال كبش محرقة

بالمقابل شددت الدكتورة عيتاني :” انه على الانسان ان يدرك تماما ان كترة التفكير لاتؤدي  الى  اي نتيجة و ليس صحيحا انه بهذه الطريقة  يحاول  ان يعمل شيء ما  لان هذا  كله وهم الذي يؤدي به الى  القلق . كما و انه  قد نجد الاهل  يريدون معرفة الكثير من خلال تتبع الاخبار ومن مواقع التواصل الاجتماعي و النتيجة يشعرون بالخوف و القلق و التوتر الزائد عندها يشعرون بالعصبية الزائدة و هذا ما ينعكس سلبا على جو البيت  من توتر و تعصيب و مشاكل كثيرة لاتحصى . و في الوقت نفسه نجد ان العقل يتعلق  بالسلبيات  فيتأثر بكل الاخبار السلبية اي كان مصدرها الى حد الدخول الى  مرحلة الادمان على الافكار السلبية و النتيجة خوف زائد يتم نقله بكل اسف  الى الاولاد بينما هم  بحاجة ماسة الى الشعور بالامان من اهلهم  الذين يعايشونهم  السلبيات و بالتالي  سيتأثرون الاولاد  طبعا و سيصابون بالتوتر الشديد  لينعكس ذلك على  نومهم كتيرا . فضلا عن ذلك  هناك اولاد يسمعون الاخبار و يفبركون القصص متلما يريدون مع العلم ان دماغهم  غير قادر على استيعاب كل هذه الامور و بالتالي يسبب  لهم ذلك الانهيارالعصبي  مما لا يستطيعون التركيز على دروسهم لانهم يعيشون في جو متشنج انه ربما لا تكون هناك مدرسة  مما يؤثر هذا الشيء على حماسهم في الدرس و التركيز و ايضا على نومهم و  اكلهم  كل ذلك يزيدهم تعصيبا نظرا للجو المشحون الذي يعيشونه. فنجدهم  اما ياكلون اكتر او يشعرون في انقباض في معدتهم فلا ياكلون نتيجة القلق و التوتر الذي يحيط بهم  .”

مرحلة و تمر

في المقلب الاخر نصحت الدكتورة عيتاني :”ان  الحل لتلك الاجواء المتوترة يكمن ان  لا نركز على الامور السلبية و ايضا دون التركيز كثيرا على اجواء الحرب لان اهم شيء يجب معرفته  ان هناك امور ليست بايدينا. بمعنى  اذا فكرنا فيها كثيرا ستزيدنا توترا مع اهمية  الحد من سماع او مشاهدة الاخبار السيئة . كما و انه ايضا  على الاهل ان يكملوا حياتهم الطبيعية دون الانطواء على حالهم مع  اهمية  التركيز على الايجابية و المكوث في الطبيعة كي نخفف عن الدماغ  السلبيات كما و ان الاشياء التي يخافون منها عليهم التعبير عنها من خلال الكتابة ام  بالرسم او بالحركة .من جهة اخرى على الاولاد ان  يخبروا اهلهم بما يشعرون من توترا  و يعبروا عن ذلك  من خلال الكتابة ايضا  وهنا  على الاهل عليهم ان يقولون لهم ان ذلك طبيعيا ان يكون الانسان غير مرتاحا بما نعيشه من ضياع في  اجواء الحرب انما هي مرحلة و تمر. لذلك المهم السماع الى مشاعر الاطفال دون الاستخفاف بها انما في الوقت نفسه على الاهل  تعليمهم التحكم بالامور .”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This