اصعب مرحلة يمر بها الانسان عندما تطبع في ذاكرته مشاهد مؤلمة عاشها خلال الحرب حتى اصيب بالصدمة ما بعد الحرب مشحونا بالذكريات المحزنة و الاليمة حتى لو حاول التخلص منها باي طرق علاجية تظل مدموغة في دماغه على مدى العمر و يترجم ذلك من خلال العوارض نفس جسدية سواء اضطرابات في النوم و غيرها . ليطرح السؤال نفسه : هل من علاج نفسي يستطيع ان يخرج الانسان من جحيم الصدمة ؟
صدمة الحرب
ان صدمة الحرب تعتبر وفق خبراء علم النفس ردة فعل على شدة القصف والقتال مما تسبب العجزالذي يظهر في حالة من الذعر والخوف والهروب وعدم القدرة على النوم أو المشي أو الكلام. اذ انه خلال الحرب، كان مفهوم صدمة القصف غير محدد وأمكن تفسير حالات «صدمة القصف» على أنها إصابة جسدية أو نفسية، أو مجرد تأثر معنوي. اما في ما يتعلق بالتاثير النفسي او المشاكل النفسية التي يصاب بها الطفل إثر تداعيات الحرب تكمن ما يلي:
- الشعور الدائم بالخوف والقلق والاِكتئاب.
- تأخّر النمو العقلي والبدني والعاطفي.
- صعوبة الاِندماج في المجتمع والعجز عن بناء روابط عاطفية مع الآخرين.
- الاِضطرابات السلوكية وردود الفعل العِدائية.
اضطراب ما بعد الصدمة في الحروب
من جهة اخرى ان ابرز الاضطرابات ما بعد صدمة الحرب خصوصا اذا واجه الانسان أخطارًا جسيمة تعرضه للموت أو الإصابة أو مشاهدته أعمال عنف. مما تندرج أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة عمومًا تحت أربعة أنواع: الذكريات المُلحّة، والتجنُّب، والتغيرات السلبية في التفكير والمزاج، والتغيرات في ردود الفعل الجسدية والعاطفية. حيث تختلف الأعراض بمرور الوقت أو من شخص إلى آخر. وقد تشمل أعراض الذكريات المُلحّة كالمحزنة المتكررة غير مرغوب فيها للحدث المؤلم نفسيًا . حيث رصدت أبحاث علم النفس في العقود الأخيرة ما يسمى باضطراب ما بعد الصدمة، وهو مرض نفسي تُخلّفه الحروب يخص الآثار النفسية الناجمة عنها.ومع كثرة مناطق النزاع في عالمنا اليوم اهتمت الأبحاث بكيفية حماية الإنسان من هذا المرض، وتحويل التعرض لصدمة الحرب من محنة إلى منحة.
واتسعت أنواع الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة لتشمل الصحفيين والمصورين بمناطق النزاع، بالإضافة إلى المعالجين النفسيين والمتطوعين لما يُعرف بالصدمة بالشهادة أو الاستماع (trauma by listening). ويختلف المصابون في إظهار أعراض الصدمة بحسب طبيعتهم النفسية؛ فمنهم من تبدو عليه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في غضون ساعات من النجاة، ومنهم من تظهر عليه بعد سنوات، وتشمل الأعراض صعوبة التخلص من الذكريات المؤلمة؛ فهو يعيش الحدث مرارًا وتكرارًا بكل جوارحه، مما يسبب له الضغط العصبي الشديد، كما يعاني البعض من كوابيس مزعجة واضطرابات النوم والطعام.وتسيطر على المصاب الأفكار السلبية عن النفس والآخرين، ونظرة تشاؤمية للمستقبل بشكل مبالغ به، كما يجد المصاب نفسه منعزلًا عن الأسرة وغير مهتم بأنشطته المفضلة، مع سهولة الشعور بالذعر والخوف وسرعة التهيج والغضب.
نحن في حالة الحرب
في المقلب الاخر اعتبرت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديزيريه قزي اننا دخلنا في حالة الحرب و بالتالي نحن في صدمة الحرب و معالجتها تكمن من خلال المعالج النفسي مما قالت ل greenarea.me :”ان الصدمة ما بعد الحرب شائعة باي بلد كان و نحن لا يمكن ان نتحدث عن الصدمة ما بعد الحرب لاننا نحن في صدمة الحرب نعيش تحت وطاة الحرب و مجهولها. اما ما بعد صدمة الحرب فقد تظهرعدة عوارض منها كوابيس ليلية واضطرابات في السلوك الغذائي و ايضا القلق و الخوف الكتير الى حد الهلع .كل هذه العوارض يجب معالجتها مع اختصاصي نفسي او معالج نفسي كي يتحدث عن المخاوف و الاحداث لكي يستطيع معالجتها .”
المساعدة ما بعد الصدمة
وفق العالم النفسي كرايج إن. ساوشوك ان هناك خطوات يمكن اتباعها لمساعدة شخص عزيز عليك على التأقلم مع الضغط النفسي الناجم عن الصدمة، سواء كانت هذه الصدمة ناتجة عن التعرض لحادث أو لأي نوع من أنواع العنف، مثل الاعتداء اللفظي أو البدني أو الأسري أو الانتهاك الجنسي، أو الوجود في منطقة قتال عسكري، أو أي نوع آخر من الصدمات.ويمكنك أيضًا مساعدته بأن تكون مستمعًا داعمًا له، ولكن دون أن تحاول “إصلاح” الموقف. إليك بعض الاقتراحات:
- كن مستعدًا للاستماع ولكن دون أن تضغط عليه. أبلغه برغبتك في الاستماع له ومعرفة شعوره. ولكن إذا كان غير مستعد أو غير راغب في التحدث فلا تضغط عليه. فقط طمأنه أنك ستكون موجودًا لأجله متى رغب في التحدث.
- اختر الوقت المناسب للحديث. عندما يكون كلاكما مستعدًا للتحدث، اختر وقتًا ومكانًا خاليين من مصادر التشتت والمقاطعة. وأنصت له. واستفسر منه إذا كنت لا تفهم بعض الأشياء. ولكن تجنب الرغبة في التخمين أو وضع افتراضات أو إعطاء النصائح أو قول “أنا أعرف حقًا كيف تشعر”.
- اعرف متى يجب أخذ استراحة. إذا شعرت أن المحادثة قد أصبحت تمثل ضغطًا عليه، امنحه فرصة للتوقف عن الكلام مع استئناف الحديث مرة أخرى في يوم أخر. ثم واصل الأمر.
- اطلب المساعدة في حالة تحدثه عن الانتحار. في حال بدا من حديث أو تصرفات الشخص المصاب أنه قد يحاول الانتحار، فكن هادئًا في رد فعلك ولكن تصرف على الفور. احرص على عدم تركه بمفرده. ولكن إذا كان تركه بمفرده لا يشكل خطرًا، تأكد من إزالة الحبوب أو الأسلحة النارية أو أي أغراض أخرى يمكن أن يستخدمها لإيذاء نفسه، واحصل على مساعدة مختص مدرب في أسرع وقت ممكن .
