” مين حاسس بالعيد ” اكثر الكلمات تسمعها على كل شفاه عندما تلتقي مع احد من افراد الاسرة ام سواهم .فهل صح القول عيد باية حال عدت يا عيد ؟طبعا نعم تأتي الاعياد و ليس هناك من وهج للعيد مثلما كان سابقا حيث كانوا يجتمعون في المناسبة العائلية و يعتبرونها منفذا للقاء الاحبة . اما اليوم لقد تغير كل شيء ليس فقط الوضع المادي السيء و انعكاسه على جو الاعياد بل الناس تغيروا و صارت الاعياد مجرد يوم و ينتهي . امام هذا الواقع الدقيق كيف يفسروه الخبراء في علم الاجتماع ازاء هذه التغيرات في المجتمع خصوصا في فترة الاعياد ؟
تحديد هوية العيد
ان كلمة عيد، تعني الكلمة ما يعود من الشوق والبهجة. وتعني أيضاً الاحتفال بذكرى، أو حدث. حيث تتنوع الأعياد بتنوع النسيج الثقافي للشعوب، وباختلاف تراثها من منطقة إلى أخرى. تتشابه وتتلاقى طقوس الاحتفال بها في بعض جوانبها، بينما يختلف بعضها الآخر. مما تستند بعض هذه الطقوس إلى خلفية دينية، بينما يستند بعضها الآخر إلى أسطورة فحسب توارثتها الأجيال وباتت جزءاً أصيلاً من تراث شعبي، يحرص الناس على إحيائه عاماً بعد عام.
رغم الظروف الصعبة يظل العيد فرصة لالتقاط الأنفاس من ثقل الحياة والأيام، والتجمع مع الأحباء وتذكر من غابوا منهم. و ايضا يمثل العيد للأطفال ذكريات لا تُنسى، ليمتد حبل البهجة العائلي دونما انقطاع لتميز لبنان في الوحدة العائلية التي مازالت تحافظ على رونقها عكس مما هو عليه في دول الغرب .
فرحة للاولاد
لذلك يعتبر العيد هو فرحة الأطفال، إذ تبدأ مظاهر العيد عند الأطفال قبله بأيام أو أسابيع، فيذهبون إلى الأسواق ويشترون ملابس العيد الجميلة التي يحبونها، ويقومون بتحضيرها وتجهيزها لارتدائها في أول أيام العيد، وما أجمل براءتهم وهم يقومون بالاعتناء بها والخوف من أن تتسخ أو يصيبها ضرر، فهي غالية على قلوبهم، لأنها مرتبطة بالعيد، فيفرحون بها، ويرتدونها أول أيام العيد وينتظرون العيدية في صباح العيد من الأهل والأحباب. وليست فرحة العيد للأطفال وحدهم، بل إن الأمهات أيضًا يفرحن بقدوم العيد، لأنه يعني انتشار البسمة على وجوه أفراد العائلة مما ينشغل بعض أفراد الأسرة بوضع زينة العيد والفرح بها، كي ينشروا هذه الفرحة في كل مكان. وما إن يهلّ ضوء الصباح في أول أيام العيد حتى ينهض الجميع باكرًا، يحضّرون أنفسهم لصلاة العيد، يرتدون أجمل الملابس، ويذهبون بقلوب سعيدة لأداء صلاة العيد والالتقاء بالأصدقاء والمعارف ومعايدتهم بألطف الكلمات .
الازمة الاقتصادية لها وقعها القوي
من دون ان ننسى موائد العيد التي تُشكّل واحدة من أهم عناصر الاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة في لبنان، باتت تعكس الواقع الحقيقي لأزمة وصفها البنك الدولي بـ”الأكثر حدّة وقساوة في العالم”، من خلال استبدال أطباق تقليدية-أساسية مثل اللحوم والحلويات بأطباق بسيطة وبكلفة أقل، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها نتيجة تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار. حيث يشهد لبنان منذ عام 2019 انهيارا اقتصاديا غير مسبوق، صنفه البنك الدولي بأنه من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.
كما ترافقت الأزمة الاقتصادية مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحد من التدهور وتحسن من نوعية حياة السكان الذين بات أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر. من دون ان ننسى ان الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف بلبنان تحضر في أجواء العيد ومظاهر الاحتفال، ولو خرقتها بعض مشاهد الزحمة على طرقات العاصمة والمناطق المجاورة والمحال التجارية.
التقاليد تراجعت
في هذا الاطار اعتبر الاختصاصي في علم الاجتماع الدكتور عبدو قاعي عبر ل greenarea.me ان مظاهر العيد تغيرت ليس فقط في لبنان بل في منطقة الشرق الاوسط حيث بات هناك تراجعا بالتقاليد من دون ان ننسى تأثير الازمة الاقتصادية و المالية خصوصا في لبنان التي عكست على مظاهر العيد لذلك بتنا نرى الاقبال خافتا عند كل اطلالة عيد اي كان نوعه و هذا يعود بالطبع الى التغييرات التي يشهدها العالم و انعكاسها على لبنان مما قال باسهاب : “ما نلاحظه اليوم ان كل العالم في تراجع تام خلال فترة الاعياد على سبيل المثال عندما اتى عيد الهالويين وجدنا اميركا مازالت تحتفظ بالتقاليد . اما في لبنان لمسنا تراجعا في احتفال عيد البربارة على سبيل المثال و السبب لان الارتباط في التقاليد تراجع و ايضا في كل منطقة الشرق الاوسط بعدما كنا جدا مرتبطين بالتقاليد و منفحتيحين من جهة العقائد الدينية .اما اليوم فانعكست الامور مما بتنا مرتبطين بالعقائد الدينية و نسينا التقاليد التي كانت تسعدنا . لذلك ستأتي الاعياد نترك التقاليد انما مرتبطين بالعقائد حتى التقاليد الرمضانية لم تعد موجودة كما في السابق حيث نجد الكتير من الناس يتمسكون بالعقائد الدينية فقط .هذه هي المشهدية الجديدة الموجودة بالشرق . و المشكلة انها تنقل العدوى الى المناطق الاخرى و هذا يعود الى التخلف الفكري . “