سرق منا عمرنا و لم نعد نعرف الوقت نظرا لما يغرينا في محتوياته لدرجة فصلنا عن العالم الاجتماعي و هدد بوجودنا فكان التباعد الاجتماعي و الانطواء او الانزواء لهم كلمة الفصل . فكيف اذا كان حامله جيل من الاطفال ؟ انه الهاتف الخليوي الذي بدأ يشغل العالم نظرا لما يترك ورائه من اثار سلبية سواء على الصحة الجسدية ام النفسية . مما يطرح السؤال نفسه : ما هو رأي ذوي الاختصاص في علم النفس ليضع النقاط على الحروف حول ابعاد اضرار الهاتف الخليوي ؟
الاكثر ضررا
تفيد المعلومات ان الهاتف الخليوي يعتبر أداة اتصال بين الأشخاص، اخترعه العالم بيل، وهو من أحد أسباب تطور الاتصال بين الناس، حيث كان دور الهاتف الخليوي بشكل عام هو توفير الوقت واستخدام التكنولوجيا لراحة البشرية، وكان ظهوره يعتبر طفرة في طرق التواصل بين الناس، ولكن وجوده بداية كان يقتصر على فئة معينة من الأشخاص ثم أخذ بالانتشار والتطور شيئاً فشيئاً. الا انه استخدام الهواتف بشكل مفرط يؤدي إلى تغييرات في العقل، لا سيما في عمليتي التركيز والانتباه . كما ان نظرُ الطفل للهاتف من مسافة قريبة لساعات طويلة قد يزيد حالات قصر النظر لدى أجيال المستقبل و ايضا الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة الذكية يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم وعلى جودة النوم .
دور الاهل مهم جدا
في هذا الاطار تحدثت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة نيكول هاني ل greenarea.me حول اضرار الهاتف الخليوي عند الادمان عليه خصوصا الاطفال مما قالت :” لا شك ان الهاتف الخليوي يؤثر على الصحة النفسية سواء عند الصغار ام الكبار لانه في بعض الاحيان يجر الطفل على امكنة تشوش عليه فكريا و تؤثر بالتالي على الصحة النفسية لديه . كما و اننا نلاحظ ايضا لدى الاكثرية عند المراهقين يتواصلون عبر الخليوي مع اشخاص سيئين وباسماء وهمية مما يؤثر ذلك على صحتهم النفسية .”
التباعد الاجتماعي
زد على ذلك وفق الدكتورة هاني :” لم يعد هناك اي تواصل اجتماعي بين المراهق و محيطه كون اغلبية وقته حاملا الهاتف الخليوي و هذا ما يزيده على الانطواء الى جانب ذلك يصاب في الم في العين و الرؤية خصوصا قبل النوم مع ضرورة التنبه انه لا يجوز وضع الهاتف الخليوي امامنا قبل النوم كونه يزيد العوارض ليس فقط النفسية بل الصحية مما يؤثر سلبا على العيون والدماغ الى حد الاذى بهما .”
و اضافت :” كما وانه لم يعد هناك علاقات بين الناس بعدما صار التواصل التكنولوجي اثر نفسيا عليهم اي لم يعد هناك تواصل حقيقي بين افراد المجتمع و الامر لم يقف عند هذا الحد بل تعدى ذلك اكاديميا رغم الايجابية من هذه الناحية في التواصل مع الاخرين من ناحية وتبادل الدروس و الاجتماع مع الغير عبر الزوم الاجتماعي انما بالمقابل يزيد الانطواء وهذا يؤثر نفسيا .”
سيئاته حدث و لا حرج
اخر الدراسات العلمية تفيد ان أضرار الهاتف الخليوي على صحة الإنسان تؤدي الى مشاكل في الرأس ، والتي تتمثل بالشعور المستمر بالصداع. عدا ذلك الإضرار بصحة القلب والأوعية الدموية، حيث إن الإشعاعات المنبعثة من الهاتف تؤثرعلى كرات الدم الحمراء الحاملة للهيموجلوبين وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. فضلا عن اضطربات بالجهاز العصبي، كالتأثير على حاسة التذوق و التغيير في مستويات الهرمونات. وعلى النساء يسبب لهن العقم، وعلى صحة المرأة الحامل وجنينها. عدا المعاناة من التخيلات المستمرة، فقد يتخيل الإنسان باهتزاز بهاتفه، حيث يحدث ذلك لكثرة استعماله. من دون ان ننسى التسبب بحوادث السير، والتي تحدث بسبب التهاء السائق بالحديث على الهاتف، وعدم الانتباه إلى الطريق من امامه. الى فقدان السمع، حيث إن الموجات الكهرومغنايسية المنبعثة من الهاتف تؤثر على الأذن بشكل كبير.
نصائح الاستعمال
لذلك ينصح عدم استخدام الهاتف الخليوي عند التواجد مع الأصدقاء أو الأقرباء، وتجنب النظر إلى الهاتف وتصفح المواقع عليه، أو العمل على إغلاقه خلال المناسبات الاجتماعية. عدم التحدث بصوت مرتفع أثناء الحديث، وتجنب الصراخ الذي يؤدي بشكل كبير إلى إيذاء الطرف الآخر، أو مضايقته. التأكد بأن المحادثة الهاتفية لا تعمل على مضايقة المحيطين، أو تؤدي إلى إزعاجهم. كما ان اختيار رنة الهاتف بما تناسب شخصية الشخص، حيث إن كثيرً من الناس تربط بين رنة الهاتف وشخصية صاحبه. و ايضا اختيار الوضع الصامت، خاصة إذا كان الهاتف يستقبل العديد من المكالمات خلال اليوم. التوقف عن استقبال الاتصالات عند الانشغال بأمور أخرى، مثل الدفع في المحال التجارية، أو إيداع المال في البنك أو سحبه، أو غيرها، لأن ذلك يدل على قلة احترام الأشخاص، وهو أمر مهين لهم. تجنب الاتصال إذا كانت الشبكة ضعيفة.