اسوء ما وصلنا اليه هو اننا لم نعد نتفاعل امام الاحداث المؤلمة سواء محلية ام عالمية حتى الشعور بالانسانية تعطل مما تتكر سبحة الاسئلة :ما هي الاسباب الاجتماعية و النفسية التي جعلت شريحة من الناس غير ابهين بما يحصل من مأساة في الجوار؟ او بالاحرى هل العولمة لها دور في عدم تفاعل الناس مع معاناة الاخرين ؟ الى اي مدى لعبت السوشيل ميديا دورا اساسيا في الانطواء على الذات وبالتالي ساهمت في التباعد الاجتماعي ؟ ما هو رأي ذوي الاختصاص في علم النفس حول التغييرات التي حصلت عند الانسان المعاصر ازاء الاحداث في الجوار او في الخارج ؟
تأثير الحرب النفسية على افراد المجتمع
إنّ الحرب النفسية هي “حرب العصر هي من أخطر الأسلحة لأنها تقوم على إضعاف معنويات الخصم وتحطيم إرادته وهنا مكمن قوتها، اختارت الدول أن تهزم أعدائها وتحكم سيطرتها عليهم من خلال ممارسة الحرب النفسية هي حرب معنوية بالأساس اختلف المتخصصون في مبناها اللغوي فمنهم من يطلق عليها حرب العصابات والحرب الباردة أو حرب الأفكار والحرب الدعائية، ولكنهم جميعا اتفقوا على معناها، بأنها شكل من أشكال الصراع الذي يهدف للتأثير على الخصم وإضعاف معنوياته وتوجيه فكره وعقيدته وآرائه وإحلال أفكار أخرى مكانها تكون في خدمة الطرف الذي يشن الحرب النفسية، إذا فهي حرب لا يمكن مواجهتها الند للند لأنّها تدور في الظلام وخلف الأستار وتتغلغل بدون لفت الأنظار أو إحداث أي ضجيج.
وقد تعددت التعريفات للحرب النفسية وتنوعت، حيث يُعتبر الكولونيل بلاو أول من وضع أسس الحرب النفسية وذلك عام 1935، إذ كان يشغل منصب رئيس المعمل النفسي في وزارة الدفاع، بينما كان أول ظهور لهذا المصطلح بشكل رسمي على يد الأمريكي لينبارجر سنة 1954 حيث يقول إنها الاستخدام المنظم للدعاية والتدابير الإعلامية المقاربة بهدف التأثير في آراء وعواطف فئات الأجانب في البلدان المعادية وحقيقة فقد عُرفت الحرب النفسية خلال التاريخ البشري منذ أقدم العصور، ومورست بشكل بدائي بادئ الأمر.
تعدد الاشخاص و تفاعلهم مع الاحداث
في هذا السياق فندت الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديالا عيتاني عبر ل greenarea.me عدد من الاشخاص و كيفية تصرفتهم و تفاعلهم في المجتمع ازاء اي حدث سواء محلي ام عالمي مما قالت :” هناك عدة اشخاص يتصرفون تجاه الاحداث منهم من يعمل نوع من ردة فعل لكي يبعدوا عن الاحداث بهدف حماية ذاتهم بمعنى انها مرحلة النكران تحت اطار “لا اريد ان اعرف ماذا سيحصل ” لكي لا اشعر بالخوف في حال كنت فرحا او مرتاحا . بالمقابل هناك اشخاص من كثرة الضغوطات اليومية و مشاكلها اي كان نوعها اقتصادية او عائلية و نفسية تدفعهم التركيز على انفسهم اكثر لذلك لا يستطيعون التفكير بالحروب او اي شيء يحصل حوليهم او حتى في الاحداث في غير مناطق او التي تحصل في البلد المقيم .”
ردة الفعل غير المبالية
الى جانب اخر و بالمقابل وفق رأي الدكتورة عيتاني :” ان هناك اشخاص عندهم نوع من النرجسية كما و ايضا هناك اشخاص يشعرون انهم ضحية المشاكل و التوتر و الضغوطات الكتيرة التي يمرون بها تجعلهم يبتعدون عن كل ما يجري حوليهم دون القدرة على التعاطف مع الاخرين تحت اطار “مشاكلي بتكفيني و ماحدا بيقدر يساعدني فيها ” و ايضا نجد اشخاص يشعرون بعجز في تغيير شيء ما ” ماذا عساهم ان يفعلوا ” لذلك يحاولون ان لا يروا الاحداث كي لا يحزنوا او يتوترون اويعيشون القلق مع الاخرين . هذا من ناحية نجد اشخاص يعيشون بفكر ان الاحداث سواء حوليهم ام بعيدة عنهم ليس بالضرورة التفاعل معها و ايضا اشخاص اخرين بقولوا كلمة “تمسحنا ” و كأن كل الاخبار السلبية لا يتأثرون بها .”
البحث عن التعويض و البديل
في المقلب الاخراعتبرت الدكتورة عيتاني :” هناك اشخاص لانهم مروا بمشاكل كتيرة يقولون عندها نحن تعبنا و ليس لدينا القدرة او الطاقة لكي نتفاعل مع اي حدث يحصل فعشنا ماساة و لم يعد عندنا القدرة ان نتعاطف مع الاخرين او نراها كانسانية فيها نتيجة الضغوطات يمرون بها او انهم يشعرون انهم الضحية لان الاحداث تعني مسالة الكبار في الدولة او باقي الدول هي التي تساعد في انقاذ شعبها لان الشخص وحده غير قادر ان يفعل شيء كمساعدة كما و انه هناك اشخاص بحد ذاتهم ليس عندهم القدرة رافة للاخرين انما فقط يكون التركيز على انفسهم فقط . لان الزمن تغير حيث لم نعد نجد الالفة و التعاون بين العائلات مما لا يفكرون بالاخرين بل يركزون على انفسهم ايضا لان يعيشون الوحدة . اما الاشخاص الذين يريدون التعويض عن كل شيء كون الحياة جدا جميلة حلوة و ليس فيها حزن فهذا نوع من الهروب من الواقع و العيش بعالم خاص بهم الى اقصى درجات من التناقض الكامل .”
