هلع و خوف و توتر و ترقب ماذا يحصل عند كل حادثة يتعرض لها طفل ما سواء للاعتداء الجنسي ام العنف ؟ و لكن ما هي الاثار النفسية التي تحفر في فكر الاجساد اليانعة عاجزين عن الدافع عن انفسهم خصوصا و ان شريحة منهم ضحايا الانترنت غير المراقب من الاهل و من المدرسة ايضا . مما تكر سبحة الاسئلة  : كيف يمكن انقاذ  اي طفل تعرض للاعتداء وحشي ؟ و هل هناك امل ليتخلص  مستقبلا من الترسبات النفسية الخطرة  ؟ اين دور الاهل في  الرقابة مع من يتواصل ولدهم ؟ خصوصا و انه تبين وفق المعلومات ان عدد مهم  من الاطفال تم الاعتداء عليهم و متروكين ضحايا للابتزاز . فكيف نوقف  هذا النزيف الاجتماعي ؟

الاطفال الاكثر ضحايا

تكثر في الآونة الاخيرة سلسلة اعتداءات على الاطفال من اغتصاب الى التعنيف لماذا دائما الاطفال هم الضحايا وما مدى الاثر النفسي عليهم؟ اذ سمعنا في الآونة الأخيرة سلسلة اعتداءات على الأطفال من اغتصاب إلى تعنيف، لذا يتبادر إلى أذهاننا سؤال منطقي: لم الأطفال دائما هم الضحايا؟ وما مدى التأثير النفسي عليهم؟

‏  في هذا الاطار تحدثت باسهاب الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ناهد فرّان ل        greenarea.me حول مدى التأثير النفسي عندما يتعرض الطفل لاي اعتداء اي كان نوعه مما قالت :” ان  الأطفال غالبا ما يكونون هم الضحايا، ضحايا شتى الاعتداءات الجسدية، اللفظية وحتى الجنسية. وأسباب تلك الاعتداءات عديدة، منها:إن الأطفال يعتمدون على الكبار لرعايتهم، ولكن للأسف بعض أولئك الكبار يستغلون حجم الصغار وضعف قدرتهم على حماية أنفسهم وإبعاد شبح الأذى عنهم لممارسة السيطرة والتلاعب بهم. أيضاً، قد لا يكون لدى الأطفال الحرية أو القدرة على إزالة أنفسهم من المواقف المؤذية.  كل هذا يجعلهم عرضة للاعتداءات من قبل الكبار خصوصا  إذا كان المعتدي هو المسؤول عن حماية هذا الطفل ورعايته وابقائه على قيد الحياة. وأخيرا جهل وخوف الصغار يجعل الاعتداء عليهم أمرا سهلا لأنهم لا يدركون أنهم يتعرضون للاعتداء، أو من يدرك نراه يخشى لوم الآخرين أو عدم تصديقه إذا قام بالإبلاغ عن المعتدي. ”

الاثر النفسي بعد الاعتداء

‏  في المقلب الاخر توقفت الدكتورة فرّان  حول الاثر النفسي على الطفل بعد الاعتداء عليه مما قالت :” وبما أن لكل اعتداء أثرا، فالتأثيرات التي تصيب المعتدي عليه كثيرة، منها:

‏ الصدمة، والتي يمكن أن تظهر على شكل ذكريات فجائية وكوابيس واليقظة المفرطة، بالإضافة إلى خلل في التنظيم العاطفي، والذي يمكن أن يتسبب في تقلبات مزاجية ونوبات غضب وصعوبة التركيز. ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل قد تؤدي هذه الاعتداءات إلى فقدان ثقة المعتدي عليه بنفسه، وشعوره بالعار والذنب وعدم القيمة، وهذا كله يؤدي إلى عدم احترامه لذاته. بالإضافة إلى ذلك، يطوّر العديد من الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء اضطرابات الاكتئاب والقلق، وقد يعانون من أعراض مثل الحزن، اليأس، القلق المفرط، ونوبات الهلع. كما قد يصاب الأطفال الذين يتعرضون للاعتداءات الشديدة أو المستمرة باضطراب ما بعد الصدمة، الذي يتميز بالذكريات المتداخلة، وتجنب تذكيرات الصدمة، والتغييرات السلبية في المزاج والتفكير. إضافة إلى كل هذه المشاكل هنالك مشاكل سلوكية مثل العدوانية والتحدي، والاندفاع نتيجة للاعتداء. قد يشارك أيضًا الأطفال في سلوكيات تدميرية مثل الإيذاء الذاتي أو إساءة استخدام المواد المخدرة. يعطل الاعتداء أيضًا عملية تكوين الروابط الآمنة مع الأخرين، مما يؤدي إلى صعوبات في الثقة بالآخرين وتكوين علاقات صحية في المستقبل. أخيرًا، يتأثر الأطفال الذين يتعرضون للاعتداءات بتأثيرات سلبية على مستوى الإدراك والصحة الجسدية. فالتوتر المستمر الناجم عن الاعتداء يمكن أن يعيق التطور الإدراكي، مما يتسبب في صعوبات في الأداء الأكاديمي والقدرة على حل المشاكل واتخاذ القرارات. وطبعا لن نهمل زيادة مخاطر حدوث مشاكل صحية جسدية مثل الألم المزمن ومشاكل الجهاز الهضمي واضطرابات المناعة. ومن المهم أن نلاحظ أن تأثيرات الاعتداء تختلف حسب عمر الطفل ومرحلته التنموية وتوفر الموارد الداعمة لديه.”

حلول مساعدة

من جهة اخرى لا بد من طرح السؤال التالي : كيف يمكن بعد الاعتداء على الأطفال، هل من حلول للمساعدة تفاديا للتداعيات النفسية والاجتماعية مستقبلا؟

في هذا السياق كان للدكتورة فرّان رأيا مفصلا حول كيفية مساعدة الطفل بعد الاعتداء عليه مما قالت :”إن التدخل المبكر ضروري والدعم العلاجي واجب وحتمي، فمعالجة المعتدي عليه في وقت مبكر أمر بالغ الأهمية لتقليل تأثير الاعتداء عليه، إضافة إلى الدعم الفوري والسريع والحماية للطفل والوصول إلى خدمات الصحة النفسية والاستشارة. كما أن خلق بيئات داعمة للأطفال أمر بالغ الأهمية في منع التداعيات النفسية المستقبلية. يشمل ذلك تعزيز العلاقات الإيجابية مع رعات الأطفال والمعلمين والاصدقاء، بالإضافة إلى توفير روتين مستقر ومتوقع. وتشمل الحلول الأخرى تمكين الأطفال لإثبات حقوقهم وحدودهم، وتعليمهم عن سلامة الجسم، وتزويدهم بأدوات للتحدث عن الاعتداء، أمر ممكن أن يساهم في منع تعرضهم للاستغلال مستقبلاً. لذا علينا أن نعلم أطفالنا كيفية التعبير عن مشاعرهم بطرق صحيحة ولغة سليمة. على الأهل أن يبنوا علاقة مفتوحة مع أولادهم، يستمعون إليهم، يتحدثون معهم بصدق حول أي تجارب سلبية قد يواجهونها. كما عليهم أن يعززوا ثقة الاولاد بأنفسهم ويعلمونهم كيفية الدفاع عن أنفسهم بطرق غير عنيفة. كما أن اشرافهم أمر ضروري، عليهم أن يراقبوا تفاعلات الطفل مع الآخرين ويقدمون النصائح في حينها. ”

و تابعت قائلة :” على الأهل أن يكونوا ملجأ آمنا لأطفالهم. يشجعونهم على طلب المساعدة منهم في حال شعروا بأي ضعف أو تعرضوا للمضايقات. من خلال تنفيذ هذه الحلول واتخاذ نهج شامل ومتعدد التخصصات لمعالجة الاعتداءات للأطفال، يمكننا تقديم بيئة آمنة لأطفالنا والعمل نحو منع التداعيات النفسية والاجتماعية المستقبلية للأطفال الذين تعرضوا للاعتداء.”

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This