كم سمعنا  في الفترة الاخيرة عن سلسلة اعتداءات على الاطفال سواء من التحرش الجنسي الى الاغتصاب حيث تبين ان المعتدي على الاطفال مصابا بالبيدوفيليا . مما تكر سبحة الاسئلة : ما هو هذا المرض على الصعيد النفسي ؟ هل يمكن لاي مصاب به يمكن تخطيه ؟ ما هي الادوات المساعدة وفق خبراء علم النفس و الاجتماع ؟

الولع بالاطفال  

تفيد المعلومات  ان البيدوفيليا Pedophilia، الغلمانية،  هي نوع من اضطراب الولع بالأطفال، اشتهاء الأطفال أو مرض عشق الأطفال هو اضطراب نفسي يتميّز بالانجذاب والميول الجنسي للأطفال من كلا الجنسين أو أحدهما؛ وهم الأطفال الرضع إلى الأطفال في سن 13 سنة غالبا. وينقسم المصابون إلى الذين يعانون من خيالات واستثارة جنسية تجاه الأطفال تدفعهم نحوهم دون إيذائهم مع الشعور المستمر بالقلق والخجل والذنب، وبين من يصل بهم الأمر إلى درجة الاعتداء الجنسي والاغتصاب وهم نادرون، وبين من يكتفون بالتحرش بهم من خلال مداعبتهم عن طريق اللمس، والتعرية، والتقبيل للتلذّذ ولإشباع الحاجة الجنسية الملحة التي تتملكهم. ويصنّف هذا الاضطراب في خانة اضطرابات الولع الجنسي Paraphilic Disordres حسب الدليل الإحصائي والتشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية. جل المصابين بالبيدوفيليا هم من فئة الرجال وتعد النساء المصابات بهذا الاضطراب من الحالات النادرة.

الجدير ذكره ان العديد من مرضى البيدوفيليا لا يكشفون عن هويتهم ولا يتقدمون لطلب العلاج إلّا بعد تورّطهم في المساءلات القانونية نظرا لوصمة العار التي تتعقبهم، ولما يحمله هذا الاضطراب من خطورة ورفض مجتمعي وديني .

Overdose  من التفكير بالاطفال

في هذا الاطار تحدثت باسهاب  الاختصاصية في علم النفس الدكتورة ديالا عيتاني ل greenarea.me  :” ان  البيدوفيليا يعتبر مرض عقلي ونفسي و ايضا اضطراب جنسي  يثير الخوف في المجتمع لانه عبارة عن ولع وحب للاطفال لدرجة التفكير الزائد الى حد  الادمان على التخيلات الجنسية للاطفال . مما نجد البعض منهم  يكتفون بالتفكير بالاطفال مترافق ذلك  بالتخيلات الجنسية .ولكن بالمقابل هناك الكثير من  الاشخاص يلجاؤون الى المحاولات الجنسية مع الاطفال  و اخرين يستخدمون العنف والقوة .والاكثرية منهم يستخدمون عدة طرق  بهدف جذب الاطفال  فضلا عن الاغراءات  كالهدايا والكلام الجميل وبعدها احاديث جنسية و استدراجهم  بهدف الاعمال الجنسية مما يسمى هذا النوع في علم النفس  نوع من الادمان  لان التفكير بالاطفال الزائد الى حد  الوسواس وليس فقط من الاضطرابات الجنسية .”

و ابرز ما توقفت عنده الدكتورة عيتاني :” ان  كل التفكيرلدى المصاب بالبيدوفيليا ينحصر في                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  كيفية الوصول الى الاطفال .هذا المرض النفسي الجنسي الاجتماعي صعب جدا تحديده  لان  هناك اشخاص عندهم هذه الميول و لكنهم  رافضين  لذلك انه مصابين بهذا المرض  مما  يعتبرون ان المجتمع عليه ان يغير النظرة  وطريقه التفكير تجاههم  كون ذلك نوع من الحرية الشخصية  للممارسة الجنسية . بالمقابل نجد  البعض منهم  مدركين  وواعيين انها هذه  مشكلة صعبة  التحكم بها و تقبلها  انهم مصابون  بمرض البيدوفيليا وانهم يحتاجون للعلاج . ”

اللجوء الى المساعدة

في المقلب الاخر اعتبرت الدكتورة عيتاني ان “هذا  المرض الاجتماعي النفسي قد يكون   المصاب به  بيولوجيا بمعنى لديه  مشاكل في الجينات  او  تحرش منذ الصغر وتعد جنسي وعلى العنف اثر فيه  الى حد ان كبر ولم يطلب المساعدة النفسية .  اذ ان البيدوفيليا مرض مخيف لان علاجه لا ينجو منه المئة بالمئة . انما بالمقابل  هناك اشخاص ياخذون ادوية تخفف لديهم التفكير بالشهوات او الرغبات الجنسية اذ ان ذلك  لا يعتبر انه شفي تماما  من البيدلوفيليا . لان مع الادوية يحتاج المصاب بالبيدوفيليا  الى مركز تأهيلي او الى  معرفة سلوكية و من ثم يتعلم الافكارالمقبولة ضمن الاخلاق  في المجتمع و معرفة  الرغبات غير المقبولة . مع الاشارة الى ان المشكلة تكمن  ان الاولاد الذين  تعرضوا للتعذيب والتحرش  لا يستطيعون التعبير بما يشعرون به لانه لا يمتلكون  الجراة . كما و انه  ليس كل مريض بيدوفيليا يستطيع ان يعرف انه  مصاب بهذا المرض النفسي الا انه من الضرورة ان يعرف  انه مرض و بحاجة للعلاج و المساعدة من المجتمع. فضلا عن اهمية التوعية من الاهل لان هذا المرض موجود عند الولد يجب  ان يعبر عنه في حال تعرض لاي  نوع من التحرش الجنسي .و ايضا ان  الشخص المصاب بالبيدوفيليا يجب ان يعرف انه لا بد من اللجوء الى المساعدة كي يستطيع ان يتخلى عن  هذا الاضطراب النفسي و العقلي و المساعدة مع المعالج النفسي لكي يتغلب على الامراض النفسية .”

حماية الطفل من البيدوفيليا

بعض التوجيهات الوقائية على الطفل التسلح بها الا و هي :

– تعليم الطفل كيف يفرّق بين السلوك الشاذ والسلوك السوي.

–  الحرص على التربية الجنسية وتثقيف الطفل بصورة تناسب مرحلته العمرية.

  • مراقبة الطفل وعدم تركه في متناول الغرباء.
  • تعليم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه وعدم الالتفات لمن هبّ ودبّ.

– تعليم الطفل الصراحة والصدق مع الوالدين، ونقل انشغالاته لهما مع منحه الأمان حتى أثناء الخطأ.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This