“وندي” تجمع بين السماء الزرقاء والثلوج

اخذت العاصفة وندي اليوم الجمعة استراحة صباحية قصيرة من عبوسها ورياحها وامطارها الغزيرة، وثلوجها التي  وصلت في ساعات الليل الى حدود  الخمسمئة متر..

فاشرقت شمس الصباح وساد الهدوء النظر، وظهرت زرقة السماء الحادة فوق الجبال وفي سماء العاصمة بيروت وغابت كتل الغيوم الكبيرة ولم يبق منها الا ما ندر، بما يعطي للناظر من فوق تلال مدينة عرمون ان يوما ربيعيا بامتياز في انتظاره، او اقله يوما مشمسا لا بد من استغلاله عائليا والاستجمام في مراكز التزلج مع الابناء الذين فرحوا بقرار وزير التربية تعطيل مدارسهم.

الا ان الحال سرعان ما تبدل وعاودت وندي فرها وكرها، غيوما سوداء متسارعة تتكثف فوق شاطيء البحر وترمي بظلها المرعب فوق العاصمة صعودا باتجاه الجبال لينقلب المشهد، وخلال وقت قياسي، راسا على عقب، وتعود خطط الخروج من المنزل الى ادراجها الا للضرورة.

الغيوم العابسة التي اغلقت منافذ الرؤية  حتى القريبة، انهمرت ثلجا يتساقط بغزارة ابتداءا من ارتفاع 400 متر.

فيما غمرت الامطار الغزيرة المصحوبة بموجات البرق والرعد الخط الساحلي، لتكون سيولا جارفة تقاطرت عبر الاودية والسواقي باتجاه البحر لتضيف الى امواجه العاتية التي فاقت الخمسة امتار، لونا من الوان الارض وتعطي للمشهد العاصف ابعاده الثلاثة، فتصدق وندي بوعدها، وتطمئن وزير التربية الى سلامة قراره في اغلاق كافة المدارس الرسمية والخاصة حتى يوم الاثنين وجعلته يستحق عن جدارة محبة الطلاب الذين تناقلوا على موبايلاتهم ووسائل التواصل الاجتماعي اغنية زوجته الفنانة جوليا بطرس “منحبك كتير”.