عاليه – أنور عقل ضو
حلَّ الصقيع ضيفاً أشاع بدلاً من البرد “دفئاً” في ما رسم من معالم جمالية ازدانت معها التلال والجبال وهي متدثرة بالأبيض، وفي ما “نحت” الجليد من لوحات تصدرت الصخور وأضفت سحرها وأناقة حضورها الرائع.
فبعد الثلوج التي حملتها العاصفة “ويندي”، أدى تشكل الجليد إلى إعاقة حركة السير خلال ساعات الصباح الاولى في منطقتي عاليه والمتن الاعلى، وبلغ الجليد مدينة عاليه (800م)، فيما عمل عناصر مركزي جرف الثلوج في ضهر البيدر والميدرج على تسيير “ملاحات” آلية قرابة الرابعة فجرا، وعلم “غرين ايريا” أنه تم استخدام نحو أربعة أطنان من الملح من مركز المديرج، واعتبرت الطريق الدولية سالكة لكافة السيارات ما بين السابعة والثامنة صباحا.
وبعد استكتال رش الملح على الطريق الدولية، توجهت “الملاحات” إلى الطرق الرئيسية المتفرعة من المديرج باتجاه الشوف عبر عين دارة، وحمانا ومنها الى قرى المتن الاعلى، وصوفر ومنها الى قرى وبلدات الجرد الاعلى في منطقة عاليه.
وواصلت المجالس البلدية ومراكز الدفاع المدني فتح الطرق الفرعية في كافة القرى والبلدات من خلال جرافات صغيرة (بوبكات) وبعض الجرارات المستأجرة لهذه الغاية، فيما معظم البلديات تملك آليات استخدمتها في جرف الثلوج ولا سيما مدينة عاليه ومحطة بحمدون وبعلشميه وحمانا وغيرها.
ولم تحل موجة الصقيع والجليد الذي غطى الطرق الجبلية وتخطت سماكته في بعض الاماكن الخمسة سنتيمترات دون أن يحتفي المواطنون بالثلوج، فأموا المناطق الجبلية القريبة نسبيا من بيروت، بدءا من بعلشميه صعودا حتى صوفر والمديرج وضهر البيدر. وشهدت التلال القريبة “استعراضا” للسيارات الرباعية الدفع على الثلوج، وهذه ظاهرة بدأت تنتشر على نطاق واسع منذ سنوات عدة، فضلا عن أن العائلات حضرت ومعها “الأراكيل” ومستلزمات اعداد الطعام وسط الشمس التي بددت قليلا من حدة الصقيع، فيما انتشر الباعة المتجولون الذين وجدوها فرصة سانحة للاسترزاق،. وقد أدى كل ذلك الى ازدحام سير خانقا بدءا من محطة بحمدون ورويسات صوفر وصولا الى ضهر البيدر.
وعملت طوال اليوم “نسافتان” تابعتان لوزارة الاشغال العامة على توسيع الطريق الدولية في الاتجاهين.
وعلم greenarea أن إدارات المدارس الرسمية والخاصة ستفتح أبوابها اليوم ولكن بعد العاشرة صباحا تخوفا من استمرار الجليد.
