رغم كل ما يتمتع بة هذا الطائر من ذكاء خارق يجد المرء صعوبة في اطلاق لقب ” الطائر الذكي” عليه، لا بل قد يكون الأقرب للدقة أن يطلق عليه لقب “الطائر الخبيث أو اللئيم” حيث انه يستغل ذكاءه بخبث ولؤم لا يصدقة عقل، فلا يكلف نفسة عناء بناء عش خاص به وليس لديه الوقت لتربية صغاره بل يستغل الطيور الأخرى لتقوم بكل ذلك بدلا عنه.
حيث يقوم طائر الوقواق بوضع بيضة في عش طيور أخرى لتكون حاضنة لبيضه وتهتم به وترعاه حتى يفقس، الطائر المسكين يعود الى عشه ولا يدري ماذا يخبئ له القدر، والغريب أن بيض الوقواق يكون مشابهاً لبيض الطائر المخدوع ويفقس قبل بيضه أيضاً، فتبدأ مرحلة جديدة ومدهشة من اللؤم الفظيع الذي توارثه الفرخ الصغير من أمه وأبيه.
يقوم فرخ طائر الوقواق رغم انه لا يزال لحماً طرياً وضعيفاً بعمل، حيث يرمي بيض الطائر الأصلي من العش، متحاملاً على نفسه ومعانياً لساعات طويلة وهو لا يرى ولا يملك القدرة على الدفع والحمل، فيدفع من خلال ظهره ويلقي البيض الواحدة تلو الأخرى وكل ذلك من أجل أن ينفرد بالرعاية والأهتمام والطعام الذي توفره لة الأم الحاضنة المسكينة والمغلوبة على امرها. الكارثة والعناء يتضاعف عندما يكون حجم الأبوين الحاضنين صغيراً مقارنة بحجم طائر الوقواق الكبير، حيث يكد الأبوين المخدوعين ويشقيان من اجل توفير طعام كافي لهذا الأبن المزيف الذي ظهر في عشهما ولا يكاد يشبع ولا يقنع.
