بهذا المثل بدأت الدكتورة زينب مقلّد رئيسة جمعيّة نداء الأرض (عربصاليم) والعضو في الهيئة الإدارية للحركة البيئية اللبنانيّة، كلمتها الموجهة إلى وزير البيئة محمد المشنوق في لقاء السراي الحكومي الثلثاء الماضي لعرض خارطة الطريق لإستراتيجية التنمية المستدامة التي وإن أتت متأخرة أكثر من عشرين عاماً عن مؤتمر ريو الذي أطلقها عام 1992 تبقى أفضل من أن لا تأتي أبداً… لماذا تكلّمت الدكتورة مقلد عن قصة الصبي الذي اختلفت امرأتان أمام سليمان الملك من أجله، لأنها أرادت بحكمتها أن تقول للوزير أنّ الجمعيات البيئيّة في لبنان هي الطرف المعني الأساسي همّها الوحيد الحفاظ على البيئة، فعند انتهاء الحفل وسماع كلمة رئيس الحكومة فرغت القاعة الكبيرة في السرايا من السياسيين والنواب الممددين لأنفسهم ورؤساء البلديات والسفراء والقطاع الخاص ولم يبق سوى المجتمع المدني الممثل بناشطين تركوا أعمالهم وقراهم وبلداتهم وأتوا للمشاركة في هذا اللقاء، فقط لأنهم إيجابيون ويعرفون حقّ المعرفة أن التزام الدولة بمفهوم التنمية المستدامة سوف يريحهم ويحيي مناطقهم. ويوم الجمعة المقبل، هناك إستحقاق جديد بين الجمعيات والحملات البيئيّة ووزارة البيئة، إذ تمّ توجيه دعوة إلى الجمعيات المعنيّة بملف النفايات الصلبة من أجل تقييم خطة الوزارة في هذا الشأن، لذا سوف أعيد ما قالته شيخة البيئة الدكتورة مقلّد وأقول لمعالي الوزير محمد المشنوق المنتمي إلى عدّة جمعيات قبل أن يكون وزيراً، أننا كمجتمع مدني أم الصبي فعلاً، فلا مصالح تجارية لنا، ولا مصالح سياسيّة تحركنا حتى وإن ترشح بعضنا إلى الإنتخابات النيابية التي تم نسفها عمداً، فهذاحقهم الديموقراطي وليس حباً بالسلطة والوصول. لذلك نرجو من معاليه أن لا يكون اجتماع 13 آذار القادم اجتماعاً صورياً تجاه الإتحاد الأوروبي الذي يموّل الدراسة الإستراتيجية للاّثر البيئي SEA. لخطة النفايات وإنما أن يكون لقاءً مفصلياً يعطي أملاً للبنانيين ببداية حوار جدّي وفاعل بين الدولة والمجتمع المدني والأكاديميين والخبراء حول موضوع النفايات وذلك من أجل المصلحة الوطنية العليا التي تقوم على الثوابت التالية :
- لا مركزيّة حقيقيّة للحل ودور للبلديات.
- تقنيات معالجة بيئيّة تتوافق مع مبادئ التنمية المستدامة.
- حل غير مكلف يضع حد لمديونيّة البلديات.
* رئيس الحركة البيئيّة اللبنانيّة
