يعد مفهوم التنمية المستدامة مفهوما جديدا وثوريا في الفكر التنموي، إذ أنه وللمرة الأولى يتم الدمج ما بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في تعريف واحد.

عرف تقرير المفوضية العالمية للبيئة والتنمية التنمية المستدامة بأنها التنمية التي تأخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع الراهن دون المساس بحقوق الأجيال القادمة في الوفاء باحتياجاتها. وتجسد ذلك في مؤتمر قمة الأرض الذي عقد في ريو دي جانيرو عام 1992 حيث كانت التنمية المستدامة هي المفهوم الرئيسي للمؤتمر الذي صدرت عنه وثيقة الأجندة 21 والتي بينت كيفية تحقيق التنمية المستدامة كبديل تنموي للبشرية لمواجهة احتياجات وتحديات القرن 21، كما أن قمة الأرض الثانية التي عقدت في جوهانسبرغ في عام 2002 عقدت تحت شعار القمة العالمية للتنمية المستدامة،إضافة إلى ريو +20 وما سيأتي بعدها .

إن تحقيق التنمية المستدامة يحتاج إلى تغييرات جوهرية في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية، ولكن مثل هذا التغيير لا يمكن أن يتم من خلال أمر من السلطة الحاكمة بل من خلال التنظيم الشعبي والاجتماعي الذاتي والتعاون ما بين القطاعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة

وممارسة الديمقراطية الاقتصادية من خلال عملية تشاركيه تتضمن كل قطاعات المجتمع.

تكون التنمية مستدامة عندما نصل إلى تبني قرارات توازن بين الجوانب أو الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للخطط والبرامج بحيث تكون متوافقة ومكملة لبعضها البعض الأمر الذي يجعل التنمية مستدامة.

فالنظام المستدام اقتصاديا هو النظام الذي يتمكن من إنتاج السلع والخدمات بشكل مستمر وأن يحافظ على مستوى معين قابل للإدارة من التوازن الاقتصادي ما بين الناتج العام والدين وأن يمنع حدوث اختلالات اجتماعية ناتجة عن السياسات الاقتصادية.

ويكون النظام مستداماً، اجتماعيا، من خلال التأمين والتوزيع العادل للخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم إلى محتاجيها بالإضافة إلى إشراك المجتمع بذلك.

أما النظام المستدام بيئيا فهو المحافظة على قاعدة ثابتة من الموارد الطبيعية وتجنب الاستنزاف الزائد للموارد المتجددة وغير المتجددة ويتضمن ذلك حماية التنوع الحيوي والاتزان الحيوي وإنتاجية التربة والأنظمة البيئية الطبيعية الأخرى والتي لا تصنف عادة كموارد اقتصادية.

ولتوضيح ذلك لا بد أن نضع نصب أعيننا العديد من المشكلات يأتي في مقدمتها السؤال الأول ما هي التنمية؟

 وهنا نقول أن التنمية هي تحسين نوعية الحياة البشرية والتي تشمل النمو الحضري والتصنيع والزراعة والري والسياحة واستخراج الثروات الباطنية وتوليد الطاقة وتأمين النقل واستثمار الثروات الحيوانية والموارد الطبيعية من غابات ومراعي.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This