بين الام ” البشرية” و”الطبيعة ” الام صلة وصل رحمية قولاً وعملاً. الاثنتان ذكرتهما الاديان وكرّمتهما ، وبوصف متعارف عليه عن الام ، فهي مصدر للحنان والرعاية والعطاء بلا حدود ، هي كتلة من المشاعر الصادقة ، هي المرشد إلى الهدوء النفسي، وهي المصدر الذي يحتوينا ليزرع فينا بذور الأمن والطمأنينة. هي البيت الجامع لكل افراد العائلة…
ماذا عن “الطبيعة الام” ؟؟
الطبيعة الأم ، أو “أمنا الأرض”، هي تجسيد للطبيعة المشتركة التي تركز على إعطاء الحياة ورعاية جوانب الطبيعة التي تجسد ذلك في شكل الأم.
هي واهبة الحياة ، هي مطهّر للجو، هي حاضنة ابناءها من حيوانات وحشرات ونباتات واشجار وعصافير. هي البحر والجبال التي في احضانها نرتمي للبحث عن الهدوء النفسي، تماماً كما البحث عن التسلية. هي المواساة بعينها، فكم من بحر يشهد على عذابات وهموم الانسان، وكم من شجرة تلوّعت من الحفر على اغصانها.
من الام نرتشف اول نقطة من الحليب ومن الطبيعة نتنسّم بأول لفحة هواء. من الام نتعلم المشي وعلى ارض الطبيعة نمشي، من يد الام نأكل الفاكهة ومن ارض الطبيعة نستقيها.
وكما هنالك من امهات معذبات متروكات، كذلك الطبيعة الام معذبة ومهملة ، تتعرض للاغتيال والاذى اليومي. وكما تعيش الام استشهاد اولادها، كذلك تفعل الطبيعة باستشهاد جذورها يومياً بقطع اشجارها واوصالها وردم بحرها وكسر صخورها..
الاهم ان الام تعطي دون مقابل وربما دون محاسبة، كذلك تفعل الطبيعة فعمرها يتناقص يوماً بعد يوم دون حسيب او رقيب ، والجلاًد من صلبها.
اليوم وفي عيد الام، اذ نتمنى الصحة لكل امهات العالم، نتمنى ذلك للطبيعة الام ايضاً ، فجرحها تماماً كجرح الام لا يندمل سريعاً وبالتالي فان خسارتهما معاً… لا تعوّض !!
وبالمناسبة نوجه من أسرة الموقع تحية وفاء للأم في عيدها.. ووعد للطبيعة في ربيعها .. بمواصلة العمل على حماية وحفظ مكوناتها انساناً، تربة، ماءً، هواءاً ونبات..