اختلفوا ..  وبالنهاية  اتفقوا ربما على مضض ان يخصصوا يوما وطنيا  للسلاحف البحرية في لبنان في 5 ايار من كل عام ليكون بمثابة يوم توعية بالتزامن مع بدء موسم وضع السلاحف لبيوضها. يهدف اعلان هذا اليوم الى المساهمة في تعميم الوعي حول أهمية حماية السلاحف البحرية ويساهم بتفعيل تنفيذ لبنان لمتطلبات الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالتنوع البيولوجي المصدقة من قبله، ومن بينها اتفاقية برشلونة لحماية البحرالمتوسط من التلوث والوفاء بالتزاماته، الامر الذي يساهم بوضع لبنان على الخريطة الدولية التي تعمل على الحفاظ على السلاحف البحرية المهددة بالإنقراض. هذا كله بالشكل والبيانات الاعلامية انما الواقع عكس ذلك، محمية السلاحف تحتاج لمن يحميها  والاكثر من ذلك تحتاج الى اقناع المعنيين بحمايتها  بضرورة هذه الخطوة بدلا من الاستهزاء باهميتها . وللمفارقة ما ان تمّ الاعلان عن هذا اليوم العالمي حتى كرّت سبحة التعديات على السلاحف البحرية!  اذ بتنا نجدها بين الحين والاخر نافقة على الشاطىء نتيجة الاهمال والاستهتار،  و يأتي هذا الموت كاحد تبعات تلوث البحر السام،  وتراكم النفايات. فقد عثر مركز رصد الحياة البحرية وسلامة الشواطىء للمرة الثانية  في اقل من شهر، على سلحفاة بحرية نافقة على شاطىء الميناء في طرابلس من فصيلة carettacaretta ضخمة الرأس يبلغ طولها 1،20 سنتم وعرضها 80 سنتم، غرقت بعدما علقت بشباك صيادين وقذفها الموج الى الشاطىء.   وهنا يطرح السؤال نفسه: اين نحن من حماية التنوع البيولوجي للبحر وخصوصا السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، مع العلم انها أصبحت ترتاد شواطىء لبنان بأعداد قليلة للتفقيس بعد حرب تموزعلى حدّ قول خبراء البيئة، والمضحك المبكي ان وزارة البيئة  مازالت تغني لوحدها في دعم ما تبقى من ثروة بحرية  حين يردد  وزير البيئة محمد المشنوق في مؤتمراته باهمية  السلاحف البحرية التي تشكّل إحدى الكائنات التي تتميز بها الحياة البحرية في لبنان وتتواجد على الشواطىء الرملية اللبنانية  قائلا:”  لقد تم تسجيل صنفين من السلاحف البحرية في لبنان وهي  السلحفاة الضخمة الرأس (Carettacaretta) والسلحفاة البحرية الخضراء (Cheloniamydas)  وتعتبر هاتان السلحفتان من الأنواع المهددة بحسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض عالمياً العائدة للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) “، مشيراً الى ” أن هذه الأنواع تتردّد على الشواطئ اللبنانية عند فصل وضع البيض من ايار الى تشرين الاول من كل عام قاطعة مئات الأميال البحرية لتضع بيوضها حيث ولدت وهو التقليد الذي يشكل جزءًا من دورة إغناء المحيط الإحيائي البحري في المتوسط “. وباعتراف المشنوق ان هناك  ممارسات بشرية تهدّد السلاحف البحرية مما دعا الى حماية الموارد الطبيعية والحياة الساحلية والبحرية  اذ تم ّانشاء محمية جزيرة النخل وجزيرة سنني وجزيرة رامكين الطبيعية لحماية الموارد الطبيعية في هذه المناطق ومن بينها السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، كما تم إنشاء أيضاً محمية شاطئ صور الطبيعية .”   تعديات لا تحصى و لا تعد .. بالمقابل على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟ طالما انتهاك الانسان لموائل هذه الانواع الحساسة من السلاحف البحرية لا تعد و لا تحصى ابرزها: 1-      التوسع العمراني الذي إمتد الى شواطىء تعشيش هذه السلاحف البحرية. 2-      شبكات الاضاءة التي تضلّل صغار السلاحف وهي تشق طريقها في إتجاه البحر. 3-      الانقاض والنفايات التي تسمم الشواطىء وتغيّر طبيعتها. 4-      الممارسات العشوائية في صيد الاسماك التي تحصد أعداداً كبيرة من السلاحف اضافة الى المراكب والزلاجات البحرية التي تقضي على عدد منها. 5-      ابتلاع السلاحف البحرية للنفايات وخاصة الأكياس البلاستيكية الملقاة في البحر مما يؤدي الى مرضها او موتها مختنقة ، ذلك ان الاكياس البلاستيكية تشبه قناديل البحر التي تتغذى منها عادة السلاحف. 6-      الحفر التي يحفرها السائحون على الشاطىء خلال النهار او عبرالسيارات والآليات التي تسير على الشاطىء مما يزيد من صعوبة اتجاه صغار السلاحف بعد تفقيس البيض الى البحر مما قد يتسبب بموتها عطشاً تحت اشعة الشمس الحارة او يتم إفتراسها. 7-      الاستهلاك البشري للسلاحف ومنتوجاتها ( البيض-اللحم-الظهر)    

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This