ظاهرة جديدة بدأت تبشر بتبدل طريقة تعامل المواطنين مع الحيوانات البرية، مؤكدة تجاوزهم للخرافات المتوارثة عن وحشية بعضها، خاصة تلك المنتشرة في ربوع لبنان منذ مئات السنين، إذ بدأ عدد من المواطنين التعامل مع الضباع والثعالب بشكل طبيعي عند وقوعها في الأسر أو في حال عثورهم عليها مصابة أو مريضة. إحدى هذه الحالات رصدها موقعنا بالصور، حيث وجد المواطن مشهور غصن جرو ضبع رضيع في خراج منطقة عكار العتيقة، فقام بنقله الى منزله حيث يقوم منذ فترة بالعناية به حتى يتعافى ويشتد عوده. الناشط العكاري خالد طالب أوضح لموقعنا أن منطقة عكار بدأت تستعيد بيئتها الطبيعية، حيث سجل الحزام الممتد من جرد القيطع الى الجومة ظهور العديد من الحيوانات البرية التي اختفت اثارها لفترة طويلة بسبب عدوانية البشر تجاهها لسبب أو من دون سبب. كما سجل طالب عودة أنواع كانت قد اختفت من الطيور مثل البومة البيضاء وطيور جارحة مختلفة. التفاؤل السائد يبقى نسبياً، خصوصاً مع ازدياد اعداد الصيادين الذين يستهدفون الحيوانات والطيور على حد سواء، بغرض التسلية، كما حصل مؤخراً في المنطقة الجردية الواقعة بين تكريت العكارية وايلات، وقيام صيادين بقتل ضبع كان يتنقل مع مجموعة مؤلفة من أنثى وجرائها. انتشار عادة تربية الضباع في المنازل والتعامل بشكل ايجابي مع وجودها في المحيط، عاكسه في المقلب الآخر ارتفاع أعداد صيادي الحجل اللبناني الشهير، خاصة بعد الطفرة الكبيرة التي سجلت في أعداده وارتفاع نسبب التفاؤل بعدم انقراض هذا النوع النادر من الطيور اللبنانية المقيمة.