سوزان برباري في يوم الارض .. نرتكب جريمة بيئية علنا عندما تصل نسبة تلوث الهواء فوق المعدل الطبيعي المسموح به الذي اقرته منظمة الصحة العالمية باشواط بعيدة.. في يوم الارض استنساخ لمكبات النفايات العشوائية على طول الشاطىء اللبناني من دون اي استراتيجية لايجاد حلول جذرية.. في يوم الارض شاطىء لبنان تحول الى قناة صرف صحي كبير.. في يوم الارض ثروة لبنان الاخضر تضيع بالقطع والحرق .. في يوم الارض كسارات تنهش الجبال وتطحنها طحنا وتغير المعالم الجرافية لطبيعة لبنان ولا احد يستطيع الحد من هذا التشوه لانها محمية سياسيا.. في يوم الارض المياه الاسنة تمتزج مع مياه الشفة.. وهدر مياه لاحدود له في يوم الارض معامل ومنشآت تخالف وتضرب بالقوانين الواجب اتباعها عرض الحائط.. ودخان معمل الذوق اكبر شاهد على ازدياد امراض الحساسية والامراض اتنفسية.. في يوم الارض.. بيئة لبنان غير مطابقة للمواصفات بعد ان اعلن تقرير للبنك الدولي ان كلفة التدهور البيئي في لبنان تجاوزت 800 مليون يورو في السنة! فاي يوم ارض يا دولة سنتحتفل به مثل سائر الدول الراقية التي تحمل الهم البيئي كاولوية، وتضعه نصب عينيها.. بينما نحن ندمرها باعصاب باردة، او بجهل او بعجز؟ نداء.. البيئة تستغيث في هذا السياق وجّه وزير البيئة محمد المشنوق نداء الى المواطنين:” إنّها مناسبة لنتذكّر كمواطنين مسؤوليتنا بالاعتناء بهذه الأرض من خلال الاستخدام المستدام لمواردها الطبيعية من جهّة، مياه وتربة وهواء، ومنع تلوّثها من جرّاء نشاطاتنا اليوميّة من جهّة أخرى.” معربا المشنوق عن 22 أمنية بيئية تناولت مكافحة تلوّث البحيرات، إقفال المكبّات العشوائية وإعادة تأهيلها، التحريج والمحافظة على الإرث الايكولوجي، الانتقال إلى الاقتصاد ذي الكربون المنخفض، وغيرها. واضاف المشنوق :” إنّها مناسبة أيضاً للتذكير بالمؤتمر الأوّل للأرض عام 1992، او ما عرف بمؤتمر ريو الشهير حول البيئة والتنمية، ثمّ مؤتمر ريو+20 في العام 2012 حول التنمية المستدامة”.
