استوقفتني منذ فترة عبارة مكتوبة على علبة سجائر مارلبورو من الخلف VENI .VIDI. VICI ،هي جملة من اللغة الاتينية تعني ( أتيت ،شاهدت ، انتصرت )، أستخدمها يوليوس قيصر في رسالة كتبت في عام 46 BC بعد الانتصار الذي حققه عند دخوله مدينة ZELA في تركيا والتي تسمى حاليا ZILE. ليس شركة فيليب موريس فقط استعملت هذا الشعار بل استعمل من قبل أغلب الشركات العالمية في مجال الدعايات للمواقع السياحية العالمية .
دعونا نحن العاملون في المجال البيئي أن نروج لمصطلح (R, R , R) وهو عبارة عن REUSE , RECYCLE, REDUCE أي إعادة الاستخدام، إعادة التدوير، إضافة لتخفيض النفايات.
من الواضح وجود علاقة تبادلية بين الإنسان والبيئة من خلال تبادلية المواد الإنتاجية أو الاستهلاكية، تتميز هذه العلاقة التبادلية بأنها تركز على جانبين، الجانب الأول يظهر الإنسان ككائن بيولوجي يرتبط بعناصر البيئة الطبيعية، وبالتالي فهي تمده بكل احتياجاته الضرورية. أما الجانب الثاني يظهر الإنسان ككائن اجتماعي داخل جماعة معينة، ويهدف إلى الحصول على أقصى درجة إشباع ممكن لاحتياجاته من خلال العملية الإنتاجية. وفي سبيل الحصول على هذه الاحتياجات، فإنه يقوم بعملية الإنتاج، مستخدماً بذلك الموارد البيئية التي يستعملها بإسراف كمدخلات للعملية الإنتاجية، ودون أي مراعاة لهذه الموارد التي يتميز بعضها بندرته الشديدة، وبالإضافة إلى هذا كله فإنه يقذف في كل مرحلة من مراحل حياته بنفاياته إلى البيئة دون أي مراعاة لخطورة ما يفعل، وكأنه يعتبر البيئة التي يعيش فيها مستودعاً لنفاياته، وهو بالتالي لا يراعي موقف البيئة من نشاطه بمختلف صوره، إن تعامل الإنسان مع البيئة من جانب واحد – أي بمعنى آخر، يأخذ منها موارد ويحولها إلى نفايات ضارة– يؤدي إلى ظهور مشكلة بيئية كبيرة تتمثل في تراكم النفايات الناتجة عن هذا التعامل أحادي الجانب من قبل الإنسان مع البيئة، وهذا يؤدي بشكل أو بآخر إلى تدمير البيئة، وبالتالي تدمير حياته أيضاً.