نادين شرّوف |

قرية من قرى حاصبيا، سميت على اسم الصناعة التي اشتهرت بها، على مر العصور هيراشيا الفخار، التي من جملة ما عانت منه أيام الاحتلال الاسرائيلي، هو اندثار هذه الصناعة، وصولاً الى إمكانية اختفائها بشكل كلّي، فماذا بقي من فخار في راشيا الفخار؟

تقع راشيّا الفخار في محافظة النبطية ، وتبعد 113 كلم (70.2182 مي) عن بيروت عاصمة لبنان. ترتفع 750 م (2460.75 قدم – 820.2 يارد) عن سطح البحر وتمتد على مساحة 825 هكتاراً (8.25 كلم²- 3.1845 مي²).

تعرضت البلدة في أواخر الستينيّات وأوائل السبعينيّات من القرن الماضي،  لغارات جوية دمرت 80 في المئة من منازلها ومصنع الفخّارالفاخورةالتي أصابها العدوان آنذاك، وكانت قيد الإنجاز.

صناعة الفخار

     تعتبر صناعة الفخّار في راشيا الأقدم في لبنان، بشهادة ابنائها، وتتطلب الدقة والذوق والعمل الدؤوب، وأمّنت المعامل فرص عمل للمئات من أبناء البلدة، لكن تغير متطلبات الناس، واعتمادهم على الأواني الزجاجية او البلاستيكية، إضافة الى إهمال الدولة لهذا القطاع، وانعدام اسواق التصريف، كلها عوامل دفعت أصحاب هذه المعامل إلى اقفالها ومغادرة البلدة، سواء الى بلاد الاغتراب او الى بيروت، للبحث عن مصدر رزق آخر.

أما عن أسباب تراجعها، فيقول  أحد العاملين في هذه الصناعة انها:

  •  الاحتلال وما رافقه من عدوان وقصف وتدمير.
  •  هجرة الشبان الى المدن وبلاد الاغتراب.
  •  عدم دعم الدولة لهذا القطاع.
  •  عدم وجود أسواق استهلاكية.

وتجدر الاشارة، الى  إن مقدار ما كانت تنتجه راشيا من الفخّار قبل الستينيّات، أكثر من ألف طن في السنة أباريق وجراراً وخوابي تستعمل لخزن زيت الزيتون، وكذلك الأواني الفخارية الاخرى. وكان عدد المصانع يفوق الستين مصنعاً، وعدد الأفران نحو عشرين، ويتسع الواحد منها الى 500 حُقّ. والحُقّ جرة صغيرة ومنشلان وأربعة أباريق،  وقد سمّي هذا الفرن قديماًعاكوشةوأصبح اسمه اليوم أتون. ولم يبقَ في راشيا الفخار سوى معمل واحد، بينما نُقل معمل آخر إلى بيروت

2 (4)

الفرن «العاكوشة»

مراحل صناعة الفخار

يبدأ العمل في حزيران ، إذ إن العجين المقولب والمدور والمُصنع، يحتاج إلى شمس شديدة ليجف، والفخار يمر بست مراحل، حتى يجهز وينشف كليا خلال أسبوع، ويلوّن ويدخل إلى الفرن «عاكوشة» ليشوى على درجة حرارة لا تقل عن 1200 وتدوم بين ثماني ساعات أو تسع متواصلة.

والتلوينة، محلية من القرية، أماالمشغل فآلة بسيطة مصنعة محليا، تحرك بالأرجل بواسطة دولاب عرضي كبير،مربوط «بآكس» عمودي يحمل في الأعلى دولابا خشبيا أصغر حجما، هو الذي توضع فوقه العجينة لتصنع.

من راشيا الفخار خرجت الأباريق بأنواعها: كوز، إبريق، إبريق طبازي، دورق، شربة، حق، ، جرة، بقسية، خابية، وخضاضية.

أما الأواني فهي: وسطية، قصعة، جسطر، زعنونة، برنية، مقلى. فضلا عن كثير من الصناعات الفخارية كقواوير الشجر والورود التي تزين المنزل إضافة إلى أدوات الزينة المختلفة.

وقد شهدت هذه الصناعة في السنوات التي سبقت العام 1948 ازدهاراً لا مثيل له، وكان تصريف الإنتاج يطال فلسطين والجولان وشمال الأردن وصولاً الى عريش مصر. وكانت قوافل التجار تقصد البلدة لتعود محملة بأنواع الفخّار المختلفة. وبعد قيام دولة اسرائيل توقف التصدير جنوباً ليقتصر على الأسواق المحلية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This