جاء شعار يوم البيئة العالمي في 5 حزيران (يونيو) 2015 (سبعة مليارات حلم. كوكب واحد. فلنستهلك بعناية) حاملاً الكثير من الهواجس، وأكد تقرير جديد للأمم المتحدة صدر في هذه المناسبة على ضرورة التنبه لما يواجه العالم من تحديات، وكيف يستطيع تفادي التكاليف المالية والبيئية لاستنفاذ الموارد وتوفير الملايين.
في رأينا، إن أفضل الوسائل تبدأ بتطوير نظم الإنذار المبكر والتنبؤ المناخي، على أنه مع بدء ظهور تأثيرات التكاليف المالية والبيئية لنضوب الموارد على النمو الاقتصادي، فإن البلدان في حاجة إلى إيجاد سبل لإدارة الموارد المحدودة مع تلبية احتياجات سكان العالم الحضر الآخذة في التزايد.
اتفقت الحكومات في عام 2010 على ضرورة خفض انبعاثات الغازات بغية الحد من ارتفاع درجات الحرارة على نطاق عالمي في حدود درجتين مئويتين. مع ازدياد درجة الحرارة بمعدل درجتين من الممكن أن تحصل تغيرات كبيرة في المناخ تبدأ بالجفاف الذي يؤدي بدوره إلى تناقص قيمة الناتج الزراعي الإجمالي والدخل عموماً، مما يؤخر نمو الاقتصاد الوطني.
يؤدي الجفاف إلى نقص الغذاء والمجاعة ،ويسبب نزوح سكان المناطق المتأثرة بالجفاف إلى المدن الكبرى بحثا عن الغذاء والعمل، مما يزيد الضغط على الموارد الطبيعية مسبباً مشاكل اجتماعية كبيرة منها نمو السكن العشوائي وزيادة في كمية النفايات.
يقوم المزارعون وأصحاب المواشي وغيرهم بتأمين مستلزمات الإنتاج قبل بداية موسم الأمطار بشكل عام، بحيث يقرر المزارع عند زراعة المحصول ما هو الصنف الذي سيزرعه والموعد الملائم للزراعة، فضلا عن معدل البذار وكمية السماد قبل بدء موسم الأمطار، وقبل أن يعرف كمية الأمطار وتوزعها.
إن قدرة نظام الإنذار المبكر يمثل أداة قوية لتجنب عدة تكاليف ترتبط مع التوزيع الخاطئ للموارد، وخصوصا إذا ترافق ذلك مع نظام زراعي جيد.
إن نظام الإنذار المبكر الموثوق يمكِّن الحكومات ومنظمات الإغاثة من التحضير سنوياً للتدخلات الأكثر كفاءة، لذلك فمن الضروري تطوير نظم الإنذار المبكر والتنبؤ بالجفاف وتوثيق المعلومات لمختلف الشركاء للتحضير لمجابهة الجفاف، وذلك من خلال تحديد احتياجات شبكات الرصد الجوي والاستشعار عن بعد، وتوفير البيانات وتخزينها وتحليلها، بالإضافة لنظم المعلومات الجغرافية ونشر هذه المعلومات، والأمثلة على ذلك كثيرة في القارة الإفريقية .
