قرأنا في الصحف مؤخراً أن إحدى الدول العربية ترغب باستخدام الفحم الحجري في مجال الطاقة، وخصوصا في بعض الصناعات، مثل صناعة الاسمنت والسيراميك وغيرها من الصناعات الملوثة الأخرى.
لا نريد التدخل في الخطط والسياسات المعتمدة، لكن نريد أن نلفت الأنظار إلى توفر العديد من الطاقات المتجددة في الوطن العربي، يمكن البناء عليها من أجل مستقبل نظيف، وأن تكون بديلاً استراتيجيا لحياة المواطن العربي الذي أرهقه التلوث خلال العهود السابقة.
أحد أهم الحلول لهذه المشكلة تتمثل في اكتشاف إمكانيات مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات الجديدة في مجال ترشيد وكفاءة الطاقة، ويؤكد العلماء أن “صحارى الكرة الأرضية تتلقى من طاقة الشمس في 6 ساعات ما يكفي لحاجة البشر جميعهم في سنة كاملة“.
إن أهم الحسنات المتعلقة باستغلال هذه المصادر هي سقوط كميات هائلة من الإشعاع الشمسي على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلا عن وجود مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية يمكن نصب المنظومات الشمسية فيها.
تتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باحتوائها بغزارة على مصادر متجددة نظيفة وغير ملوثة للبيئة، ولا سيما منها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية، بالإضافة إلى طاقة المساقط المائية في بعض الدول العربية، وأكبر مثال على ذلك مشروع Desertec الشهير الذي انطلق في عام 2009 بمشاركة 57 مؤسسة دولية لإنتاج 360 غيغاواط/ساعة من الكهرباء المتأتية من تسخين المياه، و550 غيغا واط/ساعة من الكهرباء الفولتية – الشمسية، ويجرى العمل على نشر ألواح ديزيرتيك الشمسية في المغرب وتونس وليبيا والجزائر لتغطي آلاف الكيلومترات المربعة في تلك الدول.
ويمكن تلخيص الفائدة من تطوير مصادر الطاقات المتجددة بأربع نقاط، هي: الاستدامة، حماية البيئة، تنوع المصادر والاقتصاد.
حتى لو كان السعر الابتدائي عالي لمنظومات الطاقة المتجددة مقارنة بأسعار منظومات الطاقة التقليدية، لكن إذا قسم على عدد سنوات الاستثمار فإنه يشكل رقما صغيراً جداً.
